روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
مش هترجعي أبدا تعيشي معانا في البيت !
هزت سالي رأسها وقبل أن تهرب بأنظارها بعيدا ألقت نظرة متخوفة على وجه الصغير الذي التزم الصمت وعلا ملامحه الجمود ثم قالت بهمس
.. معدتش ينفع ياسلمی
ومدت يدها وقبضت على كفوفهم وقالت بحب عارم
.. لكن لازم تعرفوا أنتوا أغلى حاجة في حياتي وإنهم لو خيروني بينكم وبين أي حد تاني أنا لا يمكن أبعد عنكم وأسيبكم
هتف سليم يإتهام قاس يتجاوز سنين عمره
.. أومال هتتجوزي أنت كمان ليه
نکست سالي رأسها قليلا وقالت
.. عشان محدش يقدر يعيش لوحده ياسليم
فتح سليم باب السيارة وقال وهو يهبط منها رافضا تلك الحجة الواهية من فمها
ترجلت سالي بسرعة وأمسكت بسلمی وبه قبل أن يصعدا الدرجات نحو الداخل وقالت وهي تحتضنهم
.. المهم عندي أنكوا تعرفوا مهما يحصل هنفضل سوا دايما أنا ماما
تمالكت دمعها بشق الأنفس وهي تبحر بعينا الصغير العنيد
.. وهفضل ماما ياسليم
قفز سليم من أحضانها وصعد الدرجات للأعلى وتوقف قليلا أمام الباب وهو ينظر لها نظرة لائمة فيما اندفعت سلمی نحو أحضان أمها وقالت
.. متزعليش منه يا ماما
ربتت سالي على كتف صغيرتها وقبلتها وقالت
.. أنا عمري ما أزعل منكم ياقلب ماما
نظرات أختها الغير راضية لم تمحيها عبارتها الجافة
ظلت سالي صامتة وتركت والدتها وأختها واتجهت نحو غرفتها مسرعة مما أثار ريبة أمها والتي التفتت لأختها وقالت منزعجة
.. ايه لزمته التقطيم بتاعك ده ياسيرين!
هتفت سیرین
.. أنا يا ماما ولا هيا اللي داخله مش مدياني وش ولو أني بتمنالها الخير
تنهدت مجيدة وهي فعليا مدركة أن شيئا ما يجول بفكر ابنتها الصغرى حتى قالت
.. أنا هدخل أشوف مالها
تمسکت سیرین بكف أمها قائلة
.. استني يا ماما لو سمحتي قبل ما تدخلي تميلي دماغها بكلمتين سيبيها تهدي وتفكر شوية
جلست مجيدة وقالت پغضب
.. إيه الكلام الفارغ ده یعني إيه أميل دماغها یا بنت
.. ماهو أنا عديت حكاية أنها تطلق من جاسر عشان حقها فعلا بعد ما اتجوز عليها قدمها لكن تتجوز غيره لا ده كتير سالي بتحبه وبتعشق ولادها إزاي تتجوز غيره وإزاي حضرتك تشجعيها بدال ما تعقليها!
ابتسمت مجيدة بمكر وتراجعت للخلف بأريحية وقالت
.. قال يعني أنا مش عارفة أن اختك بتحبه وعمرها ماهتنساه
اتسعت عينا سيرين
وقالت بدهشة
.. طب لما هوا كده الراجل اللي جاي يتقدم ده لازمته إيه
رفعت مجيدة كفيها وقالت هامسة
.. لجل ما البعيد يتلحلح
همست سیرین بالمقابل
.. قصدك جاسر!
ابتعدت مجيدة بأنظارها عنها وتعلقت بصورة زوجها الراحل وقالت بهدوء متوعد
ظلت سیرین صامتة تحاول استيعاب ماتخطط له أمها حتى قالت بضمير يقظ
.. طب والتاني ذنبه إيه ليه يتعشم وتخلي بيه
تنفست مجيدة بضيق وقالت بأنانية أم لا هم لها سوى سعادة إبنتها
.. محدش ضربه على إيده وأختك مصارحاه بكل حاجة وهوا راجل كبير وعارف وبعدين يا عالم التاني يكدب ظني ويزيد في العند والكبر اللي مالكه أهو على الأقل أكون اتطمنت عليها مع واحد ابن حلال
ثم ربتت علی کف سیرین وقالت
.. قومي شوفي أختك مالها وهديها الناس على وصول
منذ قليل دلفت للحجرة المظلمة الساكنة وفقط أوقدت مصباحها الصغير لجوار فراشها تعلقت عيناها برقعة الشطرنج التي كانت تعلو مكتبها وسؤال سخيف يطرحه ذهنها المتعب لم هي بتلك الترتيب بيادق تراصت فوق الرقعة ذات اللونين الأبيض والأسود ولكن لم يستبق صف الجنود الملك والوزير وأتباعهم في الماضي كان بيدق الفيل المفضل لديها غير أن الحصان متميز بحركته المعقدة وذاك الملك الذي لا طائل لوجوده سوی أنه يثير الړعب بعبارة كش ملك لا يتحرك سوى خطوة واحدة فقط خطوة فارقة خطوة فاصلة خطوتها هي التالية . . ليست سوى کش ملك ټهديد صريح ونزع لمستقريات الأمور وانقلاب الحړب وإعلان بالفوز أو الخسارة ولكن لمن ومن سيدفع ثمن أوزارها هي فقط أم صغارها أم ذاك الذي اقتحم رقعتها مؤخرا ويتبقى ذلك الذي طردها من رقعته يشغل حيزا من تفكيرها لا يستهان به أتسعى بزواجها للاڼتقام منه دون أن تشعر أو هي بالفعل تشعر بل تتلذذ أم تتوجس کونه حتى لن يهتم ! وكيف لن يهتم إذ ثار جنونه لاقتراب أحدهم بعرفه غير مشروع ولا مباح أمسكت بيدق الملك ورفعته بخطوتها تلك تحي الملك أم تدفنه بأعماقها للأبد
.. إيه ياعروسة مالك
هتاف أختها المرح أخرجها من دوامة أفكارها اللامتناهية واستقبلت أذنيها عبارة أختها بشيء من الغرابة حتى قالت متهكمة وهي تعيد الملك لمكانه مرة أخرى
.. فعلا عروسة إيد تشيلني وإيد تحطني
جلست سيرين على طرف الفراش وهي تقابل وجه أختها الحزين وقالت بهدوء رزین
.. كلنا عرايس كلنا في الهوا سوا بس أنت على الأقل بتجاهدي عشان حريتك
ردت
متابعة القراءة