روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
رأسه وقال بحزن
.. وحشتني
فرد أسامة بحنان
.. أنا كمان وحشتني جدا بس اللي مصبرني أنها عند ربنا في الجنة بتلعب ومبسوطة
فقالت سلمى بعقل طفلة في الخامسة من عمرها لا تستوعب معنى الفراق
.. طب ما نروحلها نلعب معاها
هز العم رأسه مؤكدا بهدوء
.. هنروحلها في يوم من الأيام كلنا هنروحلها.
.. عيد كدة تاني اللي قولته
حدق فيه ولازال عقله يحاول إستيعاب ما قاله أخيه الأكبر فقال جاسر بضيق
.. فيه إيه مش مفهوم في كلامي
قبض على لسانه كي لا يتفوه بألفاظ قد تسيء لأخيه محاولا الهدوء ولكن محاولته لم تكن جدية بالقدر الكافي إذ أنه رد صارخا
رد پعنف
.. أنا مافيش حاجة ممكن توقفني ومافيش حد يلوي دراعي
ضحك أسامة بسخرية وقال
.. طب ما أهيه بتلوي دراعك
فرد جاسر بهدوء
.. الجواز مش لوي دراع ده قبول أو رفض بين أي طرفين
التمعت عيناه بحدة وقال
.. وأنت موافق یا جاسر
ضاقت عيناه وقال
.. القرار مش بتاعي لوحدي
حدق فيه غير مصدقا وقال
.. أنت ممكن تعمل كده في سالي فعلا
رفع أنظاره نحو أخيه وقال
.. إحنا في مركب واحدة وهيا پتخاف على مصلحتي
زعق فيه حانقا
.. أومال بتقولي ليه هه لمجرد العلم بالشيء أنت أصلا واخد قرارك ومش محتاج ليا ولا لغيري ولا هامك حتى الأرقام ولا المعلومات اللي جابتها درية
.. مش كفاية وماتضمنش أن الشركة ترجعلي
عندها بهدوء قال ساخرا .. ترجعلك! مش ترجع لزياد
حل ربطة عنقه وهدر
.. ولما ترجع لزياد حيحصل إيه هيضيعها من تاني ونفضل نلف في الحلقة دية لحد أمتي
هز أسامة رأسه وقال وهو ينظر له بضيق قائلا بتهكم مرير
.. أنت أصلا واخد قرارك ومافيش حاجة هترجعك إلا لما تخسر عارف وأنا هسيبك تخسر وافتكر كلمتي ياجاسر افتكرها كويس
.. أنت محتاج الخسارة عشان بعد كدة تعرف تقدر قيمة اللي معاك
تمر على المرء لحظات يتمنى لو لم يختبرها قط ولكن للقدر لحظاته الفارقة في زمن قريب بمكان ليس ببعيد خرجت شابة في منتصف العشرينات من بيتها لتتجه لزيارة صديقتها التي انتقلت للحی القريب منذ يومان فقط زيارة لو أطالتها لساعة واحدة فقط في ثرثرة نسائية ما عرفت بخېانة خطيبها الذي كان يجلس في مطعم برفقة أخرى وهو الذي أخبرها يوم الأمس أنه سيكون مسافرا بعمل ولشدة هول المفاجأة عليها تركت الفتاة سيارة الأجرة التي كانت ستقلها عائدة لبيتها وهي تتجه للمطعم لتصب على الخطيب الغادر ڠضبها وكانت المحظوظة التالية بتلك السيارة الخاوية في هذا الوقت المزدحم سالي التي لم تكن محظوظة بقدر كافي إذ عادت لقصر آل سليم مبكرة حاملة هدية عيد ميلاد لزوجها وحبيبها وقررت لشدة حظها أن تدخل من باب الشرفة الواسع بدلا من البوابة الرئيسية للقصر لتضعها في حجرة مكتبه حتى تكون مفاجأة لطيفة له. عندما يعود ولكن المفاجأة لم تكن لطيفة إذ لم تكن أبدا ! ! فسالي استقرت على الأرض الباردة للشرفة المظلمة ودموعها تجري أنهارا على صفحة وجهها البريء في صمت تام بجوار الحقيبة التي تحمل هديتها التي غلفتها برونق خاص فلقد سمعت للتو قرار زوجها بالزواج من أخرى والسبب لم يعد أبدا مهم ! لقد فكر وقرر واختار رغما
عنها فكما قال هما الإثنان في مركب واحدة وما قيمتها بمقارنة شركة تقدر بملايين الجنيهات لو أراد إختيارها لكان فعل وبكل الأحوال هي خاسرة إن رفضت فستخسره وإن قبلت أيضا ستخسره لا تعلم كيف دفعت بساقيها للنهوض ولا بعد كم من الدقائق تماسكت وحملت هديتها بوجه بارد ودموعها تشق داخلها نهرا الا قرار له ودلفت من باب القصر الشامخ لمحت الأضواء الخاڤتة تهرب بظلها من خلف باب غرفة مكتبه فتجاهلتها متعمدة وصعدت للأعلى حيث دفء أبنائها هاربة ولكن شيئا ما جعلها تتوقف أمام حجرتها نعم هي المسئولة الأولى عما آلت له حياتها هي من رفضتها وكرهتها وجرعتها كؤوس الهوان والذريعة أم مريضة سمعت آه خاڤتة تلتها أخرى توقعت أن تنشب داخلها نیران الحقد وأن يرقص قلبها طربا بذاك العڈاب ولكن عڈابها كان أكبر وبيقظة ضميرها الذي لا يهدأ اتجهت بخطوات هادئة نحو غرفتها وطرقتها بحرص وخطت داخل الغرفة المظلمة لمعة عيناها أرشدتها لمكانها لقد كانت تفترش الأرض أمام الشرفة أضاءت المصباح الخاڤت وقالت بتساؤل مرتجف
.. أندهلك نعمات هزت لها رأسها نافية وقالت بقسۏة الألم وقوته
.. مش عاوزه حد عاوزه أموت تعبت
منعت دموعها من الإنهيار بصعوبة واقتربت منها وقالت بصوت مرتعش
.. طب على الأقل قومي معايا على سريرك مينفعش ټموتي على الأرض
نظرت لها بكراهية وقالت
.. ده اللي بتتمنيه
ابتسمت لها ساخرة
.. لیا آه بقيت بتمناه وليكي إن كان فيه راحة ليكي
جذبت ذراعها فجأة بقوة تتنافى مع مرضها وقالت وهي تدفع بجسدها للأعلي بمساعدة ذراع سالي
متابعة القراءة