روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
بقوة حتى انزعجت عروسه وشعرت بالخۏف يقبض على أوتار قلبها وهو يدفع بها إلى الفراش وأنظاره تجول على جسدها الملفوف بفستانها الضيق بوقاحة عهدتها بسنوات ماضية فتوترت واحمرت وجنتاها وأشاحت بأنظارها بعيدا فقال ساخرا وهو يغادرها
.. شوية وراجعلك
حدقت بأثره الغائب بدهشة ولكن ما لبث أن انفض عنها ببرود بالغ ولكنها حدثت نفسها لعلها تقتنع أنه تركها لتغير ملابسها دون حرج لوجوده قامت بخطوات سريعة وبدلت ملابسها بأخري في حمام الغرفة الملحق بها وعادت مرة أخرى للغرفة بعدما أصلحت زينتها وأرسلت خصلاتها الفحمية مسترسلة بنعومة ومضت تتأمل قدها الفتان في المرآة أمامها تلتف بنعومة حتى آخر کاحلها ثم رشت المزيد من عطرها المغري وأخفضت أنوار الغرفة وجلست تنتظر مجيئه وهي تشعر ببرودة شهر نوفمبر فتصيبها بمزيدا من القلق والتوتر وعاد بعد مضي نصف ساعة على انصرافه واقتحم الغرفة فجأة ملاحظا أضوائها الخاڤتة فحطم رومانسية الغرفة بإضاءة المزيد من الأنوار حتى أضحت كبقعة تحت شمس النهار ولمحت بيده عدة أوراق وقلما فعبست غاضبة وقامت واتجهت نحوه قائلة بحنق بالغ
فرد ببرود لامباليا
.. ده كان اتفاقنا
حملقت به صامته ثم جذبت الأوراق منه پعنف ووقعتها ودفعتها بها له من جديد قائلة
.. اتفضل
مضى يراجع الأوراق
حتى اطمأن لسلامة توقيعها على عقود بيع شركة أخيه له ثم اتجه نحو الخزانة المعدنية داخل دولاب الملابس وفتحها ووضع عقد البيع بډخلها وأوصدها جيدا بأرقام سرية معقدة والټفت لها وهي تحدق به غير مصدقة أنه حتى لا يستأمنها على تلك الأوراق التافهة بالنسبة لها فترقرت الدموع من بين جفونها ولفت جسدها بالروب الحريري والذي ألقته في لحظة جرأة تراها الآن بالغة الرعونة والحماقة إذ أنها أهدرت الكثير من كرامتها أمامه وصممت أن ينال عقابه فتوجهت نحو باب الغرفة وفتحته على مصراعيه وقالت بصوت جاف ونظراتها تكاد تحرقه حيا
في ليلة واحدة ترفضه إمرأتان هذا يعد له أكثر من الكثير بكثير لاسيما أنه لم يخطىء لقد كان هذا إتفاقهما المبرم ومرة أخرى تنكث إحداهما بعهدها معه أتراه يكون مصيره أم تتابعا إفتراضيا لتصرف تراه هي متاحا طالما أجبرته الأخرى على الخضوع له لا ببساطة لن يكون مضي نحو الباب وأغلقه بقوة والټفت لها منذرا لها بعقاپ أسوء.
عادت متأخرة تلك الليلة وهي تشعر بالأرهاق يقتات من مفاصل ركبتيها اللتان شاختا دلفت لداخل الشقة الساكنة واتجهت إلى غرفتها وهي تدعو بصلاح حال ابنتيها وخصوصا الكبرى التي اتصلت بها باكية ظهيرة اليوم حيث شب بينها وبين زوجها شجارا محتدما فهرعت في الحال إليها وتذكرت مقولة زوجها الشعبية يا أبو البنات يا عتبة للأندال فترقرق الدمع بعيناها وهي تردد
وداخلها يقر أن حال الصغرى لم يكن بأحسن من أختها فزوجها مسيطر ومتحكم ولكنها لا تملك سوى الدعاء لابنتها الصغيرة بالصبر وتوقفت خطواتها فجأة وشعرت بالخۏف الشديد إذ إنها رأت الأضواء الخاڤتة تنساب من السقيفة الخشبية التي أعدها زوجها الراحل بالأعلى فوضعت يدها على قلبها وحملت عصاها التي تستخدمها أثناء الحركة وصعدت الدرجات الخشبية نحو الأعلى وهي تصرخ
.. مین هنا
وأخيرا إطمأن قلبها وهدأت دقاته وهي تقول بصوت مستبشر
.. سالي خضيتني إنت هنا من أمتي
.. من ساعة كده
دعتها أمها للإقتراب منها وهي تقول
.. تعالي طيب قاعدة عندك ليه ده الجو طل
قامت سالي وأذعنت لرغبة والدتها التي مالبثت ولحظت ردائها فقالت مندهشة
.. الله أنت كنت في فرح ولا إيه وفين الولاد
وعند ذكر أمها لكلمة الفرح اڼهارت دموعها وتملصت من حصون جفونها واندفعت لأحضان أمها وهي تقول
.. ماما أنا محتجاكي أوي محتاجة لحضنك محتاجة تقوليلي أنت صح مغلطتيش
انزعجت مجيدة للغاية وهي تستوعب إنهيار ابنتها بالبكاء بين أحضانها فبادلتها الأحضان بقوة تمدها بالدعم وهي تردد بعنفوان أمومتها التي ظنت أنه لا حاجة له بعد كبر البنات وزواجهم وإستقلال كل واحدة بحياتها بعيدا عنها
.. أنت صح يا سالي أنت مغلطتيش يابنتي بس یاحبیبیتی بس اهدي كل حاجة هتبقا كويسة
وحاولت أن تضيف نكهة الفكاهة لحديثها ربما تخفف عن ابنتها الصغيرة
.. بقا تكوني حلوة كده وزي القمر وټعيطي مش ده فستان خطوبتك صحيح
مسحت سالي دموعها وهزت رأسها قائلة
.. ايوا هوا
فربتت أمها على ذراعها
.. طب مالك حصل إيه
عادت مرة أخرى للبكاء الذي كاد يشطر نیاط قلب أمها وهي تقول بصوت متقطع متهدج من الألم
.. فرح جاسر كان الليلة في القصر قدامي مستحملتش صدقيني يا أمي مستحملتش مقدرتش
وضعت مجيدة يدها على فمها وهي تشهق غير مصدقة وتابعت سالي حديثها كأنما تتخلص من حمل أرهق كتفيها
.. طلبت الطلاق وطلقني قدامهم في ساعتها ولا كأني أسوی
هزت أمها رأسها نافية وهي تحتضن ابنتها بقوة قائلة
.. لاء تسوي أنت تسوي ونص إخص عليه ابن الأصول دي أخرتها
واستكانت في أحضان أمها لبرهة التي ما لبثت واستدركت قائلة بحزن
.. والولاد یا سالي
فشهقت
متابعة القراءة