روايه جاسر الجديده وكامله

موقع أيام نيوز

تهمه أو تقربه وليت بإمكانها كراهيته مسحت دموعها ورفعت رأسها وعادت لتذكر نفسها أنه من تخلى عنها ولن تعيش هي الباقي من حياتها للبكاء خلف رحيله واصطدمت عيناها بتلك اللوحة الأعلانية عن مركز علاج الأسنان ذاك بوسط المدينة مرة أخرى فعقدت حاجبيها بعزم بالغ إلى متى الهرب عليها البدء بممارسة حياة فعلية بعده
لكم تكره أشعة الشمس وتكره وقعها على بشرتها الباهتة المزرية وتعشقها في الوقت ذاته فهي تعلن أنها استطاعت خوض يوم آخر ولم ترحل في غياهب الليل المظلمة رفعت ظهرها وأرسلت ناظريها تراقب حركة الأشجار تحت وطأة نسيم الشتاء القارص وتلك الشجرة بالتحديد زرعتها بنفسها عندما تخرج كبيرها من الكلية وأرسل لثكنات الجيش بعدها زرعتها وراقبتها تنمو يوما بعد يوم وكل عام يصيبها الشتاء ببرودته بالآم مپرحة لأوراقها فتسقط مېتة فترقبها هي أكثر وترقب حياتها من جديد لتطمئن على وليدها خشية أن يصيبه مكروة واليوم شجرته عاړية أوارقها تتساقط بغزارة تتساءل داخلها أترها تشهد عودتها للحياة مرة أخرى أم تكون هي من ترحل قبلها أم أن ابنها قد حكم بعنده ورعونته على حياته بالخړاب والدمار ولن يطل الربيع الدافيء على شجرته مجددا
دلفت نعمات لغرفتها بهدوء فرفعت حاجبيها متعجبة وقالت بصوت هادیء
.. كنت لسه جاية اتطمن عليك 
فقالت هازئة
.. تشوفيني عايشة ولا مت!
تجاهلت نعمات كلمات سيدتها القاسېة كما اعتادت وقالت
.. أجيبلك الفطار هنا
وبالمقابل تجاهلت سوسن سؤالها وقالت
.. الولاد فطروا مع باباهم وراحو المدرسة
هربت نعمات بعيناها بعيدا فالسيد غاب عن القصر البارحة ولم يعد هو وعروسه الجديدة وقالت بصوت متردد
.. اه فطروا وراحو المدرسة من بدري 
عقدت سوسن حاجبيها وكالساحر عندما يتلاعب بأوراقه تلاعبت بكلماتها من جديد
.. وجاسر نزل فطر معاهم هو والعروسه!
رفعت نعمات عيناها وقالت بنبرة غاضبة
.. البيه مبتش هنا إمبارح لا هوا ولا العروسة
وإن كانت نعمات ظنت أنها من تشعر بالڠضب فما رأته بعدها بل وما سمعته لهو بركان من الڠضب حتى شعرت بالقلق الشديد على مخدومتها التي أمسكت بصدرها وهي تتألم بصوت مرتفع وصړخت ببقية الخدم ليأتوا لها منقذين وبسرعه اتجهت للهاتف وأول من تبادر لذهنها كان أسامة الذي أمرها بالهدوء قليلا وأخذ أنفسها والتحدث كي يستطيع فهمها فقالت بعدما هدأت أنفاسها نسبيا
.. الست سوسن تعبت أوي كانت ماسكة صدرها واغمى عليها بعدها ألحقني 
ولم تجد منه إجابة فقد حمل هاتفه وترك الشركة ليقود سيارته بسرعة بالغة لنجدة أمه 
ربما تكون رياضية ذكورية بعض الشيء ولكن تلك أقاويل الرجال فالملاكمة تجري بدمائها منذ أن كانت طفلة في السادسة من عمرها تراقب حركة اللاعبين وسرعتهم والنيل من بعضهم بلكمات قاضية كما علمها والدها والمفضل لديها على الإطلاق محمد علي كلاي ذلك الأسطورة الذي حصد بطولات وألقاب عظيمة واليوم تمارس تلك الرياضة بإنتظام فهي أولا وأخيرا شغف لا يضاهيه شغف كما أنها تمد ساعديها بالقوة التي تلزمها لإجراء العمليات الجراحية الطويلة الصعبة قطع صوت الهاتف تدربيها المنتظم الصارم منذ ساعة أو أكثر فرحبت به وهي ترتشف الماء لتروي عطشها وترد قائلة بأنفاس متقطعة
.. آلو 
أتاها صوته مستنجدا
.. دكتورة ريم أنا أسامة سلیم حضرتك فكراني 
وهل غاب عن خاطرها ولكنها كذبت كحواء متمرسة وهي تخلع قفاز الملاكمة الضخم وتمسح عرقها المتصبب من جبهتها قائلة بإستخفاف
.. همم مش أوي لكن عاوز إيه ده الأهم
رد أسامة قائلا 
.. والدتی تعبت وأغمي عليها وأنا مش عارف إيه اللي حصل أنا السه رايحلها ممكن حضرتك تيجي تكشفي عليها أكون شاكر جدا 
زمت شفتيها وقالت بإحترافية متجاهلة مشاعرها المتضاربة
.. هوا أنا في الغالب مبروحش بيوت لكن أنا عندي ساعة زمن فاضية لو العنوان قريب مني هروح غير كده آسفه ياحضرتك تجيبها المستشفى يا إما 
قاطعها راجيا
.. العنوان في كفر عبده وأرجوك هيا حالتها متنفعش تروح مستشفى 
عقدت حاجبيها وقالت
.. مليني العنوان بالكامل
رنين الهاتف قض مضجعه فقام فزعا وهو يتأمل جدران الغرفة حوله لاعنا تأثير داليا السحري عليه ليلة الأمس لقد بات ليلته بشقتها تاركا صغاره بمفردهما مع أمه رد بصوت نائم نسبيا
.. آلو 
فقال أسامة غاضبا
.. ممكن أعرف أنت فين دلوقت!
فرد كاذبا فهو يخجل من التصريح بأنه قد بات ليلته بشقة زوجته 
.. أنا في البيت خير في حاجة عندك في الشغل 
فقال أسامة ساخرا حانقا
.. ولما أنت في البيت نعمات بتتصل بيا ليه عموما ماما تعبانه وأغمي عليها وأنا رايحلها وكلمت دكتورة ياريت تسيب ست الحسن والجمال وتفضيلنا نفسك ساعة دي أمك برضه 
أغلق الهاتف

وألقاه جانبا وقام ليغتسل مسرعا فاصطدم بداليا وهي تقول له بحبور
.. صباح الخير يابيبي مالك مكشر كده ليه!
دفعها جانبا وهو يدلف لداخل الحمام قائلا بخشونة
.. ماما تعبانة أوي وأنا لازم أنزل بسرعة 
عقدت داليا حاجبيها وخرجت وهي تهمس حانقة
.. الحرباية كل ده عشان مبتش هناك إمبارح صبرك عليا یا سوسن 
وقفت أمام باب المركز مترددة في الدخول داخلها يضج ببدايات حديث والخلاصة لا شيء فهي فعليا
تم نسخ الرابط