روايه جاسر الجديده وكامله

موقع أيام نيوز

قام واغتسل وداخله دوامة أفكار ومشاعر متضارية وغاضبة كالإعصار على وشك الفتك بمن يقترب منه بل والفتك بنفسه ترجل الدرج ورأى طفليه يجلسان إلى الطاولة المستديرة قرب الشرفة مكانه المفضل حيث ركن زوجته الأثير المطعم بزهورها فاقترب منهم فاكتشف جلوس الجدة برفقتهم تضاحكهما وتتبادل معهم الأحاديث الخاڤتة وهم ينصتون لها بوجه مشرق مما دفع حاجبيه للإنعقاد فهذا التناغم بينهم كان غريبا بل كان فريدا من نوعه رفعت أمه أنظارها فجأة وكأنما استطاعت فك شفيراته قالت بصوت هازیء
.. صباحية مباركة يا عريس إلا فين عروستك 
أشاح جاسر برأسه فهو لا يدري بالضبط مكانها ولم يهتم فالأرق نال منه ليلة كاملة

وعندما غافله سلطان النوم استيقظ بعدها بساعات قليلة ليكتشف اختفائها تجاهل الرد على أمه وسار ليجلس لجوار أطفاله وهو يبتسم لهم 
.. صباح الخير یا سلیم صباح الخير يا لومی
ردت سلمى بنبرتها الطفولية 
.. صباح النور يا بابا هتاكل اعملك سندوتش 
توجت الضحكة عرش فمه المزموم دوما وداعب رأس ابنته الصغير وقبله والټفت لسليم الصامت وقال 
.. مش تصبح علي بابا یا سلیم زى ما هوا صبح عليك 
زم سليم شفتيه فصار نسخته المصغرة العابسة تماما وقال بخفوت
.. صباح النور
كانت أمه تراقبه وحاجبيها مرفوعان للأعلى ولقنته درسا أمام أطفاله 
.. قبل ما تطلب من ابنك يصبح عليك أولى تصبح على أمك 
نظر لها جاسر وحملق بها ثم رفع كفها بعد برهة وقبله وقال
.. صباح الخير يا أمي 
جذبت سوسن کفها دون رد ووجهت حديثها لأحفادها 
.. ياله خلصوا فطاركم عشان تغيروا هدومكوا بعد كده وتروحوا التمرين 
فقال جاسر معترضا
.. هما مش هيرحوا المدرسة 
نظرت له أمه بطرف عيناها وقالت بتقزز لجهله مواعيد دراسة أطفاله 
.. النهاردة السبت المدرسة أجازة
تنحنح جاسر والتفتت لطفلته ليحثها على تناول الطعام فيما كان سليم يتناول كوب الحليب صامتا فتابعت أمه حدیثها المتبرم بشأنه 
.. طبعا أنت بتروح الشغل ولا تدري ولادك بيعملو إيه في حياتهم ترجع بس آخر الليل يا تلحقهم يا متلحقهرمش بس وقتها كانت أمهم معاهم تقدر تقولي دلوقت مين هياخد باله منهم معايا نعمات كبرت وأنا كبرت والغندورة بنت . .
عندها قاطعها جاسر بصوت محتد 
.. أمي ياريت نأجل كلامنا لما نكون أنا وأنت لوحدنا ثانيا متقلقيش أنا أعرف أخد بالي كويس من ولادي 
دقت أمه الأرض بعصاها پعنف باعتراض واضح وقامت وهمست بأذنه 
.. أنت متعرفش حاجة 
ثم رفعت صوتها حتى يسمعها الأحفاد
.. يالا يا سلیم خد أختك واطلعوا البسوا لبس التمرين عم صالح هيوصلكم النادي ودادة نعمات هتكون معاكم
لم تنم مجيدة ليلتها وبقيت ساهرة تفكر في أمر ابنتها الحبيبة تراجع قرارها مرة بعد الأخرى حتى أنهكها التفكيير أكانت محقة في تشجيع ابنتها ومنحها مباركتها على قرارها أم كان يتوجب عليها تهدئتها فقط ثم الحديث لها عن أهمية الحفاظ على أطفالها وبيتها والتنازل ریما لبعض الوقت حتى يأذن الله بأمرا كان مفعولا ترکت فراشها وتوجهت لخارج غرفتها ودهشت عندما رأت ابنتها مرتدية ملابسها كاملة حتى وشاح رأسها وتقف في المطبخ الصغير تعد طعام الإفطار لهما فقالت مجيدة 
.. صباح الخير يا سالي أنت لابسه ورايحه فين يابنتي 
ابتسمت لها بسمة جاهدت لتجعلها مشرقة ومع ذلك توسمت بظلال حزنها الدفين وقالت
.. هنفطر سوا وبعدها أروح النادي الولاد عندهم تمرین
استبشرت مجيدة بتلك المعلومة وقالت
.. جاسر کلمك
قطبت سالي حاجبيها واشټعل الڠضب داخلها وقالت هازئة
.. لاء طبعا يكلمني ليه
فقالت أمها بحيرة
.. أومال أنت أزاي هتروحي مع الولاد 
ردت سالي بهدوء قدر استطاعتها 
.. ماما دول ولادي مافيش قوة في العالم هتمنعني منهم وأنا قولتهاله وبعدين أنا كنت متفقة مع الولاد أني هزورهم كل يوم بعد المدرسة أذاکرالهم وأعشيهم ويوم السبت هنقضيه في النادي
فقالت أمها بقلق 
.. طب وجاسر
فهمت سالي ما ترمي إليه والدتها فقالت 
.. يوم مايرجع بدري بيكون على 9 يكونوا الولاد ناموا وشبعوا نوم لكن معظم الأيام على نص الليل
فتابعت أمها تساؤلاتها القلقة
.. ومراته دي اسمها إيه هتكون هناك 
عقدت سالي حاجبيها لدي ذكر الأخرى فقالت هامسة اسمها پحقد لم تتمالك أن تمنعه 
.. داليا بیزنس وومن يعني أكيد مواعيدها هتكون زيه وبعدين أنا مالي بيها أنا ليا ولادي 
ربتت أمها على كتفها وقالت بدعاء خالص لها 
.. ربنا يابنتي پرشدك للصواب ويصلحلك حالك
احتضنتها سالی وقالت بشبه بكاء .. أنا عارفه إنك يمكن من جواكي مش راضيه عن طلاقي ويمكن أنا كمان مش راضيه بس أنا طول الإسبوع اللي فات منمتش ليله من ساعة ما قالي ولقتني كل يوم بحس أنه هوا ده القرار الصح مهما كانت النتایج
تراجعت أمها للخلف وقالت مستنكرة 
.. أسبوع یا سالي وكاتمة في قلبك محكتیش ليا أنا أمك 
تمسكت بها سالي وقالت
.. مكنتش عاوزه أشيلك همي 
فاحتضنتها مجيدة بقوة وقالت
.. ومين يشيله معاكي إلا أنا مين ! ! 
ربنت سالي على كتف والدتها وقالت ضاحكة 
.. تعالي بقا أنا عملالك فطار ملوكي زي بابا الله يرحمه ما كان بيعمله
مشت مجيدة بضعة خطوات نحو طاولة الطعام وهي تردد باسی هامسة 
.. الله يرحمك يا محسن
لم يستطع تناول فطوره ولم يكمل حتى فنجان قهوته ومضى
تم نسخ الرابط