روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
وتنفست بعمق وفاجأها صغيرها يإحدى أسئلته الغير عادية
.. هوا ايه أكل عزابي ده يا ماما طعمه حلو بتعرفي تعمليه
ضحكت دريه وسقطت منها مفاتيحها محدثة ضجة مميزة وفتح الباب وهي تهم بإلتقاطهم ورحب بها والدها بحرارة
.. كويس إنك رجعتي بدري يالا الغدا جاهز
فدلفت وعلى لسانها إعتراض لم يسمعه والدها فهي فقط قامت بمهمة توصيل صغيرها حتى لا يمضى مزيدا من الوقت وحيدا بفصله وتخطط للعودة مرة أخرى لعملها ملاحظة التغيرات الجذرية التي قام بها والدها في غرفة الإستقبال بالإضافة لعطر رجولي مميز صارخ يجوب الأجواء ولا يخص والدها إطلاقا قائلة بحيرة عابسة
والتفتت لوالدها الذي كان يصدر سلسلة من الأوامر لحفيده ولاحظت وقوف رجل عريض فارع الطول وعلى كتفه منشفة مطبخها المزركشة والتي لا تتلاثم إطلاقا مع هيئته بقميصة الأسود وسروال من الدنيم الأزرق مبتسما لها بحرارة ويتقدم منها بخطوات خجلة واطلق والدها ضحكة عميقة وهو يربت على كتف الرجل الذي يفوقه طولا
.. هاه أيه رأيكأنا والعقيد غيرنالك ديكور الشقة كده أحسن وأوسع واستغلينا المساحة مش كده ولا أيه
صافحها العقيد بحرارة وهو يسلط بأنظاره عليها قائلا بحرج
وقفت تطالع الرجل عاقدة الحاجبين كالبلهاء تماما اللعڼة عليه اللعڼة تماما عليه شون كونوري بشحمه ولحمه لن يقاربه روعة هزت رأسها صامتة ووالدها يسمعها الأروع بفخر واعتزاز وكأنما كان إنجازه هو
.. طارق هوا اللي طبخ النهاردة
وضحكتها كانت البلهاء وانصرفت لغرفتها مسرعة وهي تغمغم بغيظ
.. ياترى أوضتي في مكانها يابابا ولا اتغيرت هيا كمان !
ولم تنتظر للحصول على إجابة فهي كانت تتوق وبشدة للإختفاء داخلها جلست على طرف الفراش وهي تعد داخلها حتى تخطت العشرون محاولة التنفس بأيقاع منتظم في ليلة واحدة ظهر والدها وغير معالم غرفة إستقبالها بمساعدة غريب طاف أركان منزلها ! ولم يكتفي بهذا فقط بل وسمح له بدخول مطبخها المرتب والعبث بخزانة طعامها ليحضر لها ولصغارها طعام الغداء الذي قلما تعده بنفسها فساعات عملها الطويلة المتصلة حرمت أطفالها تلك الرفاهية هي فعليا تغلي وتزبد وعندما قررت التحلي بروح إيجابية تحطمت تماما على صخرة الواقع أو بالأحرى هاتفها الذي يحمل أحدى عشر مكالمة لم يتم الرد لقد نسيته تماما على الوضع الصامت منذ أن دخلت شركة الزهري صباحا وحتما من يغلي ويزبد هو أسامة الآن الذي راسلته برسالة نصية .. آسفة التليفون نسيته سيلينت ومش هينفع ارجع النهاردة على الشركة تاني بكرة بإذن الله نتقابل ونحكي ثم أخذت القرار الأكثر تهورا وأغلقت الهاتف !
التفتت له وهي ترسم على وجهها إبتسامة هادئة وتمد يدها لتصافحه
.. أهلاعاصم بيه .مفاجئة فعلا
صافحاها بحرارة ونظرة إعجاب تطل من عينيه قائلا
.. حمد الله على السلامة مصر نورتأنا كنت جاي استقبل صديق ليا بس طيارته اتأخرت ونزلت ترانزيت في دبى مكتوبلي بقى أوصلك
هزت رأسها رافضة عرضه
.. ميرسي بجد بس السواق مستنيني بره
تهدلت كتفاه وقال
.. طب خلاص اسمحيلي بقى أساعدك في الشنط
ابتسمت له وقالت
.. شور ولو إني هتعبك معايا
.. بالعكس تعب إيه ده حتى شنطك قليلة أوى اكيد لمېتي اللي قدريتى عليه ورجعتي بعد الخبر اللي سمعناه كلنا
.. خبر إيهخير !
رفع حاجبيه وقال بإندهاش كاذب
.. معقول متعرفيشزياد باع شركته لداليا الزهري
وعندها توقفت خطواتها تماما عن الحركة
لم يتغير المكان كثيرا بل ربما بقي على حالته خاطرة مرت بذهنها وهي تجتاز بسيارتها الرياضية البوابة المعدنية المنخفضة لذلك المنزل الحجري المكون من طابق واحد والذي يحوي غرفتين لا أكثر كانت في الماضي مخباءا سريا لهما لا يعلم موقعه أي شخص سواهما ترجلت من سيارتها وهي واثقة أنه لا يزال يحتفظ بتلك الميزة فجاسر سليم لن يخاطر بسمعته إذا ما شوهد برفقتها وهو الرجل المتزوج .
الهواء كان باردا خاصة بمكان واسع يحيطه اللاشيء بعض النباتات القصيرة الغير مشذبة وهواء البحر يحمل صوت تضارب أمواجه وحرصت هي على ارتداء ملابس محتشمة مكونة من قمیص سماوي مقلم وسروال أزرق ينساب على ساقيها بنعومة بالغة ورفعت شعرها وثبته بدبوس ذهبي.
فهي مدعوة لعشاء لم تحتاج لدق الباب فقد كان يقف حاملا فنجانا بمشروب ساخن وعيناه لا تفارقها قائلا وهو ينظر لساعته الثمينة
.. فكرتك توهتي
فتقدمت منه بهدوء
قائلة بثقة ودقات قلبها تتسارع
.. أبدا المكان متغيرش
أفسح لها الطريق مرحبا بها
.. اتفضلي
دخلت وطالعت الغرفة الصغيرة التي لم ينالها أي تغيير درجتان للأسفل وتصبح بمنتصفها ثم تقودها لمدفئة حجرية قديمة تقتات على الأخشاب لتشع الدفء في الغرفة بمواجهة برودة رياح الخريف التي يحملها نسيم البحر من الشرفة الواسعة العبة والطاولة المستديرة داخلها تحمل فوقها شمعدانا أثريا من الفضة والشموع مضاءة وبعضها متناثر في الأركان وعلى السور المنخفض ابتسمت والټفت له بنعومة وقالت
.. شموع وورد اتغيرت يا جاسر !
ابتسم هازئا وقال
.. أنا زي ما أنا متغيرتش وأنت زمان مکنش
متابعة القراءة