روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
كانت تقترب منهم وصعد بضعة درجات ليساعدها على النزول ولكنها دفعت يده بعيدا بقوة قائلة
.. أسند نفسك أنت
ضحك أسامة ونظر لوجه أمه الذي كان مشرقا على غير العادة وتأمل هیئتها الاستقراطية الراقية برداء أزرق اللون يناسب شحوب بشرتها وخصلات شعرها القليلة التي أفلتتها من أسفل وشاحها الفضي المعقود بهيئة تظهر رقبتها المزينة بعقد ماسي عريض توجها كلاهما للطاولة العريضة بغرفة الطعام وكان بإنتظارهما جاسر الذي ما أن رأته وحده حتى عبست وقالت
.. أومال فین زیاد
رد أسامة قائلا
.. كلمته الصبح وأكدت عليه
قال أنه جاي فقالت بإصرار
عندها تولی جاسر مهمة الرد فقال
.. قافل موبايله
أخذت سوسن نفسا عميقا ثم قالت
.. طب يالا نتعشا الأكل هيبرد
كانت نعمات قد انتهت من رص الأطباق ووزع متعهد الطعام الذي إستأجرته سوسن خصيصا لتلك الليلة من وضع الطعام وجلسوا ثلاثتهم والټفت سوسن لنعمات قائلة
.. عشيتي الولاد یا نعمات
هزت نعمات رأسها قائلة
.. أيوه يا هانم وغسلوا اسنانهم وناموا
قال جاسر موجها حديثه لنعمات
.. بكرة الصبح یا نعمات هتيجى مربية للولاد هتعرفيها نظامهم
كادت نعمات أن تعترض فالأطفال لا يسببون لها مشكلة ولا هم حتى يحمل فهي من ربته أولا وأخيرا ولكم يسعدها تربية النسخ الصغيرة منه كما أن أمهم تزورهم يوميا فلا حاجة لمربية غريبة قد لا تتآلف طباعها معهم والأهم معها لمحت سوسن الرفض في خلجات نعمات ومشاعرها البينة المرسومة على وجهها فقالت سوسن
شكرتها نعمات بهزة رأس قوية فهي أعادت لها مكانتها وهيبتها في مقابل تلك الحديثة الغائبة أمام مخدومها قائلة
.. تحت أمرك يا سوسن هانم عن إذنكم
تراجعت نعمات للخلف بضعة خطوات حتى كادت أن ترتطم بالضيفة التي لم تدعوها سوسن لحضور مأدبتها والتي كانت مصرة بفرض وجودها حتى لو لم تتلقى دعوة فهي زوجة ابنها الأكبر أولا وأخيرا ولابد أن تحفظ مكانتها فارتدت زيا مكونا من قطعتين سروال مخملي واسع يعلوه بلوزة حريرية بيضاء ورفعت خصلات شعرها بعقدة كلاسيكية وكانت أكثر من أنيقة وجميلة لتستحق مكانتها على تلك الطاولة بجدارة أجفلت
نعمات وقالت قبل أن تختفي عن أنظارهم كليا
.. أنا آسفة ياهانم
ابتسمت لها داليا بسماجة وتابعت طريقها نحو الطاولة ملقية بتحية المساء علي الجميع
.. مساء الخير
رد أسامة التحية عليها بجفاء ونظر لأخيه الذي كان متجاهلا وجود زوجته بالكامل فيما زمت سوسن شفتيها وقالت بصفاقة تناسب إمرأة بمكانتها وعمرها
.. العشا ده مخصوص ل آل سليم أكلك شوفي نعمات تحطهولك
احمرت وجنتا داليا وغابت إبتسامتها سريعا ومضت تنظر لسوسن غير مصدقة ثم الټفت لزوجها الصامت والذي صعق هو الآخر من رد أمه فرفعت رأسها بشموخ وقالت بهدوء بالغ رغم ملامح وجهها المحتقنة
وعندها تعلقت أنظارها بزوجها الذي كان لمح لمعة عيناها الڼارية والمشوبة بدمعات ماسية إثر إهانة أمه فقام ملقيا بمحرمته بقوة ومضي نحوها وقبض على ذراعها وجذبها نحوه تحت أنظار أمه وأخيه ثم همس لها
.. اسبقيني على فوق یا داليا
همت بإعتراض هامس
.. یعنی عاجبك
قائلا بتصميم
.. شششش فوق لو سمحتي
رفعت رأسها وهي تسدد نظرة حاړقة نحو سوسن التي كانت تتابع مايحدث بينهم بإهتمام غاضب قائلة بعند
.. هستناك في الليفنج
فأكد لها
.. شوية وهاجي نتعشى سوا
عاد مرة أخرى لطاولة الطعام صامتا فقال أسامة بصوت منخفض
.. ماکنش ليه لزوم يا ماما نظرت سوسن لجاسر وقالت هازئة
.. وإذا كان أخوك معترضش بتعترض أنت على أي أساس
عندها رد جاسر بهدوء
.. أنا معترضتش عشان دي رغبتك زي ما كتير مكنتش بعترض على معاملتك ل . . .
وأردف رغم الغصة بحلقة
.. سالي بس مش معنی کده أن التصرف ده كان صح
طرقت سوسن بعصاها بقوة قائلة
.. هيا السبب في غياب أخوك النهاردة زي ما هيا السبب في غياب مراتك
ضحك جاسر ملی فمه وهو يدرك جيدا أنه لا يشعر بأي فكاهة بالأمر بل المرارة تكاد ټخنقه
.. على أساس أن زياد كان ديما الابن المطيع أما مراتي مبقتش مراتي وبرغبتها مش برغبتي
ساد الصمت المتوتر بينهم حتى قالت سوسن بنبرة تحمل ندما على تقريعها المستمر وروعونة تصرفها رغم أنها لاتطيق تلك الفتاة
.. الشغل أخباره أيه
رد أسامة بصوت راض
.. الحمد لله لسه كنت بتناقش مع جاسر في موضوع فتح فرع لينا بره في إيطاليا في توجه ماشي في البلد ناحية فتح سوق خارجية حتى فيه بنوك مصرية فتحت فروع ليها هناك وده هيسهل علينا شغلنا
هزت سوسن رأسها هي لا تفهم تلك المعاملات المالية المعقدة ولكنها فقط تريد الإطمئنان على إستقرار الأمور وقالت لجاسر
.. وشركة زياد أخبارها أيه
نظر جاسر لأمه التي كانت تؤكد ملكية زياد للشركة والتي لم يكن هو معترض إطلاقا على تلك الملكية هو فقط
متابعة القراءة