روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
الممدوة لها بخشونة
.. التأخير من عندك
لم تتمالك سالي نفسها وضحكت ودموعها تنهمر وهي تدفع بجسد سوسن النحيف نحو الفراش وهي تهمس لها
.. مافيش فايدة
أمسكت سوسن بكفها قبل أن تبتعد وقالت بحزن
.. منكرش أنك السبب بتمسك بأنفاسي عشان أعيش وأقهرك زي ما أنا مقهورة منك
رفعت لها سالي أعين لائمة وهي تقول بنبرة تعيسة
.. لیه قهرتك ليه بتقولي كده عملتلك إيه
هزت سوسن رأسها وأخفضت عيناها خجلا وهي تجذب الشراشف الوثيرة نحوها تشدو دفئا فعظامها لم تعد تتحمل برودة الطقس وقالت
.. أكتر واحدة حبها أكتر مني
.. أنت غلطانة ابنك بيحب نفسه أكتر ولو كان بيحبني مکنش أجبرني أعيش معاك لخاطرك
رفعت سوسن أنظارها وقالت معترفة
.. لاء هوا عشان ضميره مش أكتر
جلست سالى إلى جوارها وقالت وهي تحصي
.. طيب يبقي مش أنا ضميره وهوا ونفسه وبس
همست لها پخوف
.. کرهتيه
هزت رأسها وقالت مزدرية حالتها والدموع تغالبها
.. ياريتني كنت أقدر حتى بعد اللي عرفته ياريتني كنت أقدر
لم تصدق أن يد سوسن من تربت على كفها المنبسط أمامها وهي تقول لها باسی
.. معلش
.. تحبي أجيبلك حاجة
دفعت برأسها للخلف وقالت بخجل وهي تغمض عيناها
.. هوا أنا حاولت أخد جرعة زائدة من المسكن وأخلص بس مالقتش غير حابيتين ناوليني المصحف أقره شويه يمكن ربنا يغفر لي
اتسعت عينا سالي وهي تنظر لمن تصارحها بمحاولتها للإنتحار بهدوء وبرود تام فقامت تبحث عن المصحف الكريم لتلبي لها رغبتها حتى عثرت عليه وعادت لها وهي تلوم نفسها لضعفها وقلة حيلتها إمراة تتحمل من الآلآم ما لا يمكن تحمله حتى أنها تفكر بالإنتحار وتنهي حياتها هربا من شقاء مرض وقوته وهي ټنهار لرغبة زوجها بالزواج من أخرى يالها من مٹيرة للشفقة فليذهب ويتزوج من النساء ما يشاء اللعڼة عليه هي لن تبالی فالخسارة واحدة ولا عزاء إلا للكرامة وهي ستواجهه بكل ما أتيت من برود حفظا لبقايا ماء وجه وربما بقايا لما كان في يوم يدعي زواجا تحت مظلة حب
.. لسه راجعة
هزت له رأسها وهي تخلع وشاحها ذو اللون الزيتوني من أعلى رأسها ونثرت خصلاتها البندقية الناعمة حول وجهها وهي تواجه صورته في المرآة أمامها قائلة
.. من شوية
لمحت علامات الڠضب تزین جوانب وجهه وترسم تقطيبة
مثالية أعلى جبهته وهو يتقدم منها فاستدارت تواجهه ليقول بحدة
.. الساعة ۱۱ کنت فين كل ده
تناولت الحقيبة الورقية السوداء اللامعة التي كانت مستقرة على الفراش وقدمتها له قائلة بهدوء .. كنت ناوية استنی کمان ساعة كل سنة وأنت طيب
عقد حاجبيه شاردا وهو يستدعي الذكري مطالعا هديتها الثمينة دبوس ذهبي صنع خصيصا له يحمل حرفي اسمه كان واثقا أن زواجهم يعود لفصل الصيف وعندما طال صمته قالت بنفاذ صبر
.. ۱۱ ۹ عيد ميلادك
ارتسمت ملامح الدهشة على وجهه وقال بصدق
.. أنا فعلا كنت ناسي محستش أصلا أمتي الشهر دخل متشکر
تنازعت الكلمات على طرف لسانها ولكن بقي الصمت القاهر الأقوى يتربع فوق عرش شفتيها وهي تنظر له وعيناها تحمل تأنيبا إتهاما رفضا لما سوف يصارحها به وإذعانا في الوقت نفسه لما سوف يطلبه منها أمسك بكفيها وهو يشعر بالذنب يتاكله حملت له هدية ليحمل لها خيارا أقسى مايكون بل هو أقرب لطعڼة قائلا
.. سالي أنا كنت عاوز أتكلم معاكي في موضوع مهم
هربت بعيناها وسحبت كفها الدافيء بعيدا عن مرمي كفه البارد فهي غير قادرة على المواجهة حتى لو ظنت أنها مستعدة لها لا ليس بعد فاستبقته بكلمات تتسارع على لسانها بإهتمام بالغ
.. جاسر هوا طنط مش كان المفروض تعمل عملية تانيه بعد اللي عملتها من سنة
توترت ملامحه وعقد حاجبيه بقوة أكبر وهو يحاول سبر أغوارها وقال بدهشة
.. آه . بتسألي ليه
تجاهلت سؤاله وأردفت
.. ليه معملتهاش
رد بنفاذ صبر
.. الدكاترة اختلفوا على أهمية العملية وفيه اللي حذرنا إنها ممكن تفقد ذاكرتها بسببها
اتسعت عيناها وقالت بعصبية
.. وفيها إيه لما تفقد الذاكرة مش
متابعة القراءة