روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
الضهر
وأكد عليه قبل أن يختفي من أمام ناظريه
.. ومتنساش أخوك لازم يجي
فهز أسامة رأسه وقال بصوت متعب
.. كلمته على الله يرد
ويبدو أن أختها اعتادت ترك منزل زوجها غاضبة في أي وقت ليلا أو نهارا فعندما انتهت من تناول فطورها البسيط المكون من شريحة جبن خفيف وكوب من الشاي سمعت جرس الباب يدق بقوة فعبست بوجل واتجهت نحوه لتطالع وجه أختها برفقة أطفالها فتنهدت سالي بضيق ورحبت بالصغار وقالت وهي تنهر أختها الكبرى
.. وبعدين معاك ياسيرين كل شوية سايبة بيتك
فالتفتت لها سيرين وقالت بدفاع
.. أنا مسیبتش البيت أنا جيت عشان أكون جمبك في يوم زي ده
.. ليه إن شاء الله
وأردفت غاضبة وهي تتابع طريقها نحو المطبخ لتجلي صحون الإفطار خاصتها
.. شيفاني مفطورة من العياط ولا بقطع هدومي من الغلب
فأتبعتها سيرين وقالت بإلحاح
.. إنت عمرك ما كنت عنيدة كدة فيها إيه أما تتصلي بيه
فقالت سالي معنفة أختها
.. عوزاني أترجاه ولا أوطي على رجله أبوسها عشان يردني
حدقت سیرین بمحيا أختها الغاضب العنيد وتنهدت
.. وولادك ياسالي
جففت سالي يديها وقالت بإصرار
.. هاخدهم منه
فاتسعت عينا سیرین بغیر تصدیق وقالت بتصميم
.. وسليم هیسبيهوله
.. متتعبیش روحك يا سيرين أنا مش عارفة أختك جابت نشوفية الدماغ دي كلها منین مكنتش کده
فتنهدت سالي وقالت بضيق صدر
.. أنا كده هتأخر على شغلي أنا طلعت حاجة الغدا تفك ياماما متستنیش عشان هروح
فقالت أمها بالنيابة عنها وهي ترمقها بنظرة شاملة
.. لولادك للي سيباهم في حضڼ غيرك ربنا ييسرلك طريقك
تجمدت سالي وقالت بصوت يرتعش كمدا وقهرا
.. فکرکوا مش بتقطع من جوايا فکرکوا مش حاسة بس قولولي أعيش إزاي مع واحد رماني وماعدش عاوزني مستنيني أرجع وأحب على إيده وأقوله حقك عليا أنا غلطانة وندمانة
.. لا عاش ولا كان اللي يذلك ياسالي يابنت محسن لا عاش ولا كان
ثم تركت سالي أحضان أمها مرغمة لتبحث عن حقيبتها وترحل هارية من ۏجعها المسيطر على أنفاسها وأنفاس القريبين منها فقالت سيرين بخجل
.. خسيتي على فكرة
انسلت ضحكة من بين شفتي سالي رغما عنها وقالت بحبور
.. بجد أنا بطلت أوزن نفسي عشان ما يجليش إحباط
فقالت أمها لتشجعها بإصرار
.. يوووه دا أنتي رجعتي قرقوره زي زمان
وقاطعهم صوت رنين الهاتف المصر فالتفتت سالي لأختها لائمة دا أكيد جوزك يا هانم فقالت أمها وهي تتجه للهاتف لتجيب
أنت عشان متتأخريش على شغلك
رفعت مجيدة الهاتف ليأتيها صوت أسامة الراجي يحيها بود ويسأل عن سالي فقالت متعجبة
.. الحمد لله يا ابني مين معايا
أجابها أسامة
.. أنا أسامة سليم أخو . .
قاطعته مجيدة بنبض ملئه الرجاء
.. أيوا أيوا أزيك يا ابني معلش متأخذنيش سالي أهيه
التفتت سالي عابسة واقتربت من الهاتف وهي تشير لأمها متوجسة فقالت أمها لتطمئنها وإشارات الفرح ترتسم على وجهها
.. ده أسامة أخو جاسر
ورغما عنها انقبض قلب سالي فرغم كل ما تتمناه أمها إلا أنه مستحيل الحدوث بتلك الطريقة فهو لم يكن ليرسل مرسالا ليتوسط بينهما لم يكن يوما جبنا أو متخاذلا وبالتأكيد لن يكون يوما خائڤا فالتقطت الهاتف وقلبها ينبأها بالنبأ الذي يحمله لها أسامة وتقبلته جامدة وهي تغمغم بأنفاس متسارعة
.. البقاء لله يا أسامة نص ساعة بالكتير وهكون عندك
فقال أسامة
.. تحبي أبعتلك السواق
فردت قاطعة بسرعة
.. لاء أنا جاية حالا
وانقبض قلب مجيدة وهي تراقب وجهها الذي أظلم فجأة ولم تقدر على النطق وهتفت سیرین جزعة
.. خیر
هزت سالي رأسها نافية وتنهدت بكلمات مبتورة
.. طنط سوسن
فغمغا الإثنان
.. لا إله إلا الله
وربتت أمها على كتفها مواسية فقالت سالي
.. أنا هدخل أغير هدومي
وخرجت لتتجه للقصر وهي تشحن نفسها بالقوة اللازمة للقيام بتلك المهمة التي لم تقم بها من قبل ترتب في ذهنها المتقد ما يتوجب عليها فعله وكان على رأس أولوياتها تحاشیه فهي لن تدعه يظن أنها ستستغل ذلك الموقف للتقرب منه خاصة بيومهما الأخير.. لا تعلم كيف مر النهار بسرعة البرق بل كيف خرج جسدها من القصر مهرولا نحو مثواه وكيف تآزرت بنفسها لنفسها فقط كي تنفذ وصية أخيرة لتلك المرأة اليي تراها بعد نزع أثواب الحياة البالية عنها مسكينة رغم كل شيء أعدت طعام الغداء لطفليها وأطعمتهما بنفسها وتماسكت أمامهما وقلبها ينفطر ألما وذكريات نعش والدها المسجی تستقر جنبا إلى جنب جوار مشهد نعش حماتها القريب وقفت لتلقي واجب العزاء من النسوة القريبين بعضهن تعرفت عليهن في الحال.
فکانت درية ومدام هدی رئيسة الحسابات بالشركة من أقبلن عليها بتحية حارة والآخريات لم تكن رأتهن من قبل وتلك الفاتنة تقف على مقربة منها تعرف نفسها للغرباء عنها بزوجة الابن الأكبر بفخر كأنما حازت على جائزة نوبل في الفيزياء قامت بواجب الضيافة كانت كالنحلة الطنانة تدور
متابعة القراءة