روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
يود الصغير قوله حقا أنه لن ينتظر منها نظرة عطف ولا شفقة ويفضل أن يتخلى هو عنها بمليء إرادته قبل أن تتركه مي فهزت رأسها نافية والدموع ټقتحم مقلتيها واحتضنته بقوة هو وأخته قائلة
.. أنا لا عمو کریم ولا غيره يقدروا يبعدوني عنكم فاهمين
قاطع هو تلك اللحظات اتضمفعمة بالألم وهو يشعر بأنه يتحمل ذنب صغيريه بالكامل وليس سالي وحدها فقال
.. إيه رأيكم لو نخرج كلنا سوا
ترك الصغار حضنها الدافيء والټفتا إلى أبيهما الذي ركع واستقبلهما بقبلات مفعمة بالحب ودفعهما نحو الأعلى مع أمر بالإسراع في تبديل ملابسهما وإلا تراجع عن قراره وما أن اختفا الصغيران حتى اتجه نحوها وهي الواقفة صامته وداخلها يعج بالأفكار السيئة نحو نيته المبيته وقليلا من الڠضب إذ أن ذلك هو أسلوبه للتعامل معها ولن يغيره فقال بلطف
التفتت له بهجوم شرس
.. وأنا حاولت أتفاهم كتير معاك قبل كده یا جاسر أنت اللي.
قاطعها مهدئا بإبتسامة رقيقة أذابت أوصالها
.. اهدي بس مالهاش لازمة العصبية دي كلها
اختلجت دقات قلبها وتوترت شفتيها وهي تقول بعند
.. أنا هادية
هز جاسر رأسه وقال
.. كويس جدا خلينا نتفق الولاد هيباتوا معاكي سبت وحد واتنين والتلات بعد الغدا هعدي
أخدهم من عندك يقعدوا معايا تلات واربع وخميس والجمعة تعدي تاخديهم مني في النادي
اتسعت عينا سالي وهي لا تصدق عرضه الذي ألقاه على مسامعها بكل بساطة وقالت لتتأكد
هز جاسر رأسه ولكن ضاقت عيناه وهو يؤكد لها
.. مع شرط
كټفت سالي ذراعيها وقالت ساخرة
.. آه طبعا ما أنا قلت الموضوع لازم يكون فيه إن اتفضل أشرط یا جاسر
تجاهل جاسر سخريتها وقال بهدوء
.. مش عاوز ولادي يكون ليهم أي علاقة باللي اسمه کریم لا يشوفهم ولا يخرج معاهم
اتسعت عينا سالي قائلة برفض
.. ولما نتجوز إن شاء الله . .
قاطعها مزمجرا
.. ولادي هيباتو معاكي في بيت جدهم یا سالي مش في بيت جوز أمهم
هزت سالي رأسها وهي تقول بإدراك
.. يبقا الغرض من الإتفاق ده أني أفسخ خطوبتي ومتجوزش کریم ده اللي أنت عاوز توصله
.. أنت حرة ياسالي دي حياتك وأنت حرة فيها وده اللي عندي واللي أقدر أقدمه اعقليها وشوفي هتتصرفي إزاي الولاد ليهم حق علينا ومن حقي أن ولادي ميباتوش في بيت راجل غريب ولا يكون ليه أي علاقة بيهم وأظن إنه ده الطبيعي
هبط الصغيران الدرج بمرح يتسابقان وارتسمت على ملامحهم البهجة فأبيهما وأمهما سيصطحبانهما للخارج في نزهة عائلية خاصة بهما وهذا ما صرحت به سلمي بكلماتها الطفولية
.. أخيرا هنخرج سوا كلنا مع بعض
همس جاسر بالقرب من أذن سالي
.. لو عاوزاني أقولها أنه جالي شغل وتخرجي أنت معاهم لوحدكم براحتك بس أنا صعبان عليا أكسر فرحتها
.. مين هيركب معايا ومين هيركب مع بابا
قال سليم معترضا
.. ما نركب كلنا سوا مع بابا
شعرت سالي لكأنما تساق بمليء إراتها نحو فخ منسوج بعناية وتحت رعاية مباشرة وبتصميم موقع بلمسة من جاسر وأطفالهما ومع ذلك لم تستطيع الهرب والتملص فهي المذنبة هي من يعرض عليها رعاية وحضانة مشتركة بينهما وهي من تدفع بآخر في معادلة بقائهما لتصبح مستحيلة.
ويبدو أن المعادلات المستحيلة أصبحت تسيطر على مزيدا من العلاقات فما سمعته منذ قليل بالصدفة البحتة جعل بقائها مرتبطة بتلك الزيجة لهو أمر من رابع المستحيلات بحق فالنمر يخطو خطواته المدروسة بالفعل إذ سمعته يخطط مع أبيها تفرقة الأبناء أبنائها الصغير برعاية الجد إذ أنه شديد التعلق بأمه والتعامل معه ومع متطلبات سنه الصغير أمر فائق الصعوبة والأوسط والأكبر سنا معهما إذ يستطيع التفاهم والسيطرة على طباعهما الهادئة ومتطلباتهما البسيطة بحكم سن المراهقة هكذا بمنتهى البساطة معادلة تشملها هي وإثنان فقط من الأبناء والأخير الصغير منبوذ معادلة مستحيلة وببساطة طرحه لتلك المعادلة على مسامع الجد وموافقة الأخير عليها بالمقابل لم تجد حرجا ولا مانعا هي الأخرى بقذفه بأحط الصفات وأقذع الشتائم وهي تلقي بطوقه الذهبي بوجهه وتطرده خارج المنزل رغم أنه منزل أبيها بالأساس وبعد انصراف العقيد بأذيال الخيبة وزعقة أبيها وعلى غير العادة تصفيقا حارا من زوجة أبيها وتحية لها على موقفها الجريء منبعه الحقيقي أنها لم تكن لترحب برعاية صغير في عمره ولكن الظاهر أنه هذا ما تقوم به أم شجاعة بعمرها حملت صغيرها ودثرته جيدا وعادت لمنزلها الصغير الهاديء وفكرها يتقد بمعادلة أخرى لا زوج ولا عائل ولا وظيفة ولا سبيل للعودة وأيضا لا سبيل لطلب مساعدة من الأب معادلة أكثر تعقيدا والمزيد من التعقيد واجهته صباحا إذ استيقظت فزعة على صړاخ الصغير بآلآم ضرسه مجددا فحملته بعدما تناول طعام الفطور بمشقة بالغة نحو المركز الطبي الذي قصده آنفا وانتظرت دورها
متابعة القراءة