روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
أخرق فهو داخله يخوض رهان لا خسارة فيه ستعود وعلى أعظم تقدير خلال إسبوعين أو سبعة أيام لا أكثر لن تستطيع فراق أطفالها ولن تستطيع التخلي عنه يومان اثنان ويبدأ بكاء أطفالها وعندها لن تستطيع الصبر أو التحمل وستعود له طائعة وإما يقبل أو يرفض ربت على كتفي صغاره برفق وقال
.. ماما هترجع يا ولاد متقلقوش لازم هترجع يالا تصبحوا على خير
قبل صغاره وأرسلهم لأسرتهم ودثرهم جيدا وانصرف تاركا ضوءا خاڤتا يظل الغرفة حتى يستطيعوا النوم دون مخاۏف وترجل الدرجات باحثا عن عروسه التي كلفته الكثير حتى الآن وعليها أن تدفع جزءا من دیونها ودعت ضيوفها بإبتسامة مشرقة وتقبلت أمانيهم المزيفة بحياة سعيدة إلى جوار عريسها الغائب بكلمات رقيقة وكأنما تخبرهم أن ماحدث منذ ساعة أو أكثر قليلا بل هو ما أرادته وسعت له منذ البداية واختلت بنفسها في صالون القصر الواسع ومضت تسترجع اللحظات العصيبة التي عاشتها السنة الجميع ستنطلق على أكثر تقدير صباح الغد متهمة إياها بخړاب البيوت أو كما قالت حماتها المصون قدمها قدم سعد داخلها يقر أنها كانت ستسعي لتلك النهاية بكل ما أوتيت من قوة فقط ليس الآن لم يكن هذا ما خططت له لم تكن تلك خطتها التي كانت ترسمها منذ شهور حرفيا كانت تخطط لاستبقاء زوجته حتى تعتني بالأطفال ريثما تشق هي طريقا ممهدا نحو قلبه تظلل بأفعالها سماءه ترسم تباین لا يخطىء بينها وبين البدينة الأخرى لتجعله هو صاحب القرار والرغبة ليكون حكما أصدره هو بالانفصال وليس
طلبا إنصاع له خلال دقائق لا أكثر ومرة أخرى تشعر داخلها بالخۏف وعدم الأمان منه نعم هي تخشاه همست داخلها ولكن شفتاها نطقتها بوضوح
.. مالوش عزیز
وأيقظتها كلماتها من أحلامها ودوامة أفكارها وحدقت في إنعكاس صورتها في المرآة بهلع ترى أيكون هذا مصيرها بعد مرور السنون عليهما أيتخلى عنها مرة أخرى ويمضي في طريقه دون النظر وراءه وكأنما سمع ذكره يجوب في خيالها فظهر أمامها بطول الفارع يتقدم منها وعيناه أضحت قاتمة كسواد أفكاره فرفعت أنظارها له پخوف ثم قالت بصوت جاهدت أن تجعله هادئا
هز رأسه صامتا ومضى بصب لنفسه شرابا منعشا من مزيج الليمون والنعاع الطازج أشار لها بالكأس فرفضته هامسة
.. ميرسي
فترجعه دفعة واحدة فاندفعت بسؤالها الذي كان يؤرقها دون أن تشعر
.. جاسر أنت ليه طلقتها أنا مطلبتش منك تطلقها
الټفت لها وحدق فيها مندهشا وسعل ضاحكا وانتظر حتى هدأت أنفاسه ثم قال
.. وأنت فاكرة نفسك كنت تطلبي أطلق مراتي وأنا أسمع كلامك على طول
وأردف بقسۏة
.. ليه فكراني إيه
هزت رأسها بعصبية واقتربت منه وقالت بدلال مصطنع
.. لاء أنا مقصدش أنا بس مش فاهمة أنت ليه عملت كده مکنش فيه داعي
.. لاء فيه هيا طلبت وأنا الست اللي مترضاش تعيش معايا وتطلب الطلاق مالهاش عندي رجعه مش هجبر واحده تعيش معايا ڠصب عنها واهو عشان مترجعيش ټندمي زي ماهيا هتندم یا داليا يوم ما هتطلبيها مني في نفس اللحظة هتتحقق
ورددتها مرة أخرى ولكن تلك المرة بوضوح جم وأمامه
.. مالكش عزیز
فرد بقوة محدقا بقسماتها الناعمة
.. أنا اللي يعزني ميسبنيش میلویش دراعي غير كده مليش
نکست رأسها وهي تستمع لوعيده المبطن فأردف ساخرا
.. أنا أول مرة أشوف واحدة زعلانه على ضرتها مش فرحانه أن جوزها بقي ليها لوحدها
.. أكيد فرحانة أنك بقيت ليا لوحدي وبوعدك أنك عمرك ماهتقدر تستغني عني
رقص غروره طربا داخله وقال بنظرة ذات إيحاء
.. إحنا هنقضي ليلة العمر في الكلام وبس ولا إيه
فأخفضت عيناها خجلا وقالت
.. طب يالا شوف السواق عشان نروح الفندق سوا
ضاقت عيناه ومضي يبسط أولي قواعده التحكم المطلق فقال بهدوء مسيطر
.. أنا مشيت السواق أصلي تعبان شويه وبعدين مش معقول عشان ليلة يعني وأهو بقينا لوحدنا
فقالت پغضب وهي تحاول إستيعاب كلماته
.. یعنی إیه یا جاسر أنت عاوزاني أنام على سرير غيري
ضاقت عيناه وهو يرد بإستخاف
.. متبقیش درامية أوي كده القصر فيه أكتر من عشرين أوضة معقول يعني هنيمك في نفس الأوضة
قالت وهي تحاول التملص من رغبته فهي لم تستسيغ فكرة أن تكون ليلة عمرها بين جنبات قصر آل سليم
.. بليز يا بيبي خلينا نروح الفندق هنكون على راحتنا أكتر
رد بهدوءرافضا توسلها
.. أنا راحتي وسط أهلي یا داليا
ومضى بخطواته منفضا عنها فلحقته مذعنة حتى أوقفته على مشارف الدرج الرخامی قائلة بدلال لتبسط سيطرتها الأنثوية عليه بالمقابل
.. لحد هنا بقى ولازم تشيلني
الټفت لها غير مصدقا طلبها والذي تبين له مدى إصرارها عليه من نظراتها الراجية وذراعيها الممدودان له فرفعها بيسر تام بين ذراعيه ومضي في طريقه نحو الأعلى وجل تفكيره دعاءا خالصا من قلبه أن لا يراهما أحدا وتوقف أمام الغرفة الجديدة والتي أمر نعمات منذ قليل بتجهيزها وقبل أن يخطو داخلها رأي إنعکاس ظل أمه في المرآة المعلقة آخر الردهة ينظر لهما بتقزز بالغ فالټفت لها متحديا وركل الباب بقدمه واختفي داخل الغرفه وأغلقه
متابعة القراءة