روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
بأنظاره خشية مواجهة أخرى وتصريحات تصيبه بعدم الراحة
منذ أن عادت مساء الأمس واستمعت لقراراته العنترية التي اتخذها بلحظة ڠضب أعمى لا يحق له وهي صامتة وداخلها دوامة لا مستقر لها ڠرقت بها متى تتخلص من شبح الأخرى كيف استکانت له واستسلمت أين أضحت بعد كل تنازلاتها .. والأهم ما مصيرها عليها بترتيب أوراق لعبتها من جديد واتباع خطة أخرى فالاستسلام والخنوع لشخص مثل جاسر يجب أن يقترن بحساب دقيق وإلا ضاعت وتلاشت ملامحها وأضحت تابعا لا أكثر برقت عيناها واتجهت نحو خزانة ملابسها وعندما تفشل حواء في إثارة إنتباه آدم تلجأ لخطة لا بديل لها ألا وهي اثارة غيرته جذبت ذاك الرداء الذي اشترته منذ شهور برفقة صديقتها الحمېمة إنجي ولكنها آثرت عدم إرتداؤه كما نصحتها صديقتها خشية غضبه وحنقه وما كانت سوى دقائق حتى جلست أمام مرآتها العريضة تضع مساحيق التجميل بأصابع خبيرة وترسم شفتيها بلون الكرز اللامع وصورتها المنعكسة تزداد بهاءا ودلالا وإغراءة ولن تثير فقط ڠضبا وحنقا بل وغيرة يجب أن تكون في المقام الأول عليها وليس على سابقتها والڠضب المشتعل بعيناه الآن خير دليل أنها قد أصابت هدفها بدقة صياد محترف وصوته المرتفع پجنون يخبرها بكلمات لا مواربة فيها
ترجلت الدرجات الرخامية حتى تبقت لها واحدة فقط فظلت تحتلها حتى تكون بإرتفاع يكافئه قائلة ببسمة باردة
.. يهمك أووي ليه تكونش بتغير عليا يا جاسر
فرد بنبرة حاړقة
أنت متجوزة راجل مش کيس جوافة ياست هانم
هزت رأسها بسخرية والتوت شفتيها بمرارة كلماته
.. مش دي الإجابة اللي كنت مستنياها
وضع يديه في جيوب سرواله خشية أن يفقد إتزان أعصابه وقال بنبرته التي أرسلت بأوصالها رجفة قاسېة
.. وكنت مستنية مني إيه يا داليا
همست بضعف أنثوي تملكها رغما عنها
ونجحت في إثارة المتبقي من رباطة جأشه فتملك ذراعها بقبضة قاسېة قائلا بحدة
.. ميخصكیش ياداليا أنت ډخلتي حياتي وأنت عارفة أنه فيه غيرك
اندفعت نحوه وتخلصت من قبضته پعنف قائلة
.. لكن معدتش فيه غيري ياجاسر فيه أنا والجنين اللي أنا حامل فيه
ظل صامتا لفترة ليست بالقصيرة ثم ابتسم لها وبعيناه تلمع بنظرة شيطانية وأخرج لفافة تبغ وبدأ في إشعالها بتلذذ قائلا بنبرة تحمل ټهديدا خطېرا
.. أي محامي بتلاته تعريفه على كام شاهد على حفلاتك البايظة والفستان اللي أنت ناويه تخرجي بيه ده وشوفي أنهي قاضي هيسيب حضانة طفل بريء لأم مستهترة زيك
.. وماله نجرب
وسارت في طريقها نحو الخارج دون أن تلتفت نحوه مرة أخرى کابحة دموع لا تغفر ضعفها الذي تمكن منها أمامه لوقت طويل.
تأجيل المواجهة لن يمنع حدوثها كما أنها اشتاقت وبشدة لأحضان صغارها بذهن مشتت لملمت أشيائها وعزمت على التوجه لهم في الحال والاعتذار عن متابعة بقية الحالات التي قد ترد إليها استوقفها کریم قبیل انصرافها ببضع دقائق أثناء إجرائه مكالمة تليفونية قائلا بحزم
توقفت قدماها عن الحركة بتوتر بالغ وانتظرته حتى أنهى إتصاله وباغتته على الفور
.. أنا اعتذرت بقية اليوم وهبقى أعوضه بكرة إن شاء الله
كان ينظر لها متعمقا داخل خبايا نفسها وقال بصوت هامس
.. هتروحي للولاد
نظرت له بضيق متعجب لقد أصبح مطلعا على تحركاتها بالرغم أنها لا تخبر أحدا بها حتى أنها لم تعلم شيئا عن المواجهة التي حدثت منذ يومان فهزت رأسها صامتة فتنحنح کریم بإبتسامة مضطربة قائلا
.. آسف أنا فعلا بتدخل في اللي ماليش فيه بس كنت حابب اتطمن عليكي
هزت رأسها وهي تتحرك بتعجل نحو الباب الرئيسي
.. ولا يهمك
أنا كويسة
سار لجوارها مشيرا لهاتفه
.. على فكرة ده كان واحد معرفه وهيخلص ورق المرور بإذن الله على بكرة أو بعده أنا بس وقفتك يمكن يعوز مني حاجة تقوليهالي قبل ما تمشي فالتفتت له بإمتنان عميق وشعور داخلي بالخزي إذ أنها كانت جافة وقاسېة بردود أفعالها على مدار اليومين السابقين معه ولكن ذلك لم يمنعه عن التحرك لصالحها فقالت بأسف عمیق
.. أنا متشكرة جدا یا کریم أنا تعباك معايا وأنت على طول متفهم
الټفت إليها وظل صامتا لبضعة ثوان حتى قال
.. أنا مش عايز اسمع الكلام ده منك تاني يا سالي أنا ميهمنيش إلا أني أشوفك متطمنة
تنهدت وهزت رأسها فأين لها بالطمأنينة والراحة! وأشارت له بحركة من يدها مودعة وبالمقابل تلقت منه إبتسامة مشجعة كانت رفيق لها حتى وصلت القصر وتلقفت بأحضانها صغارها وقبلاتهم المتفرقة أشاعت في نفسها البهجة والسرور وأطفأت ڼار الاشتياق وبالمقابل أشعلت ڼار الحسړة والفقد وكأنما استشعر الصغار حاجة أمهم للهدوء والسکينة لم يلقوا إليها بكلمات اللوم والتقريع
متابعة القراءة