روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
وقالت حانقة
والله عنده شغل وأكید زمانه جاي ماتشغلش نفسك بيه أوي وانصرفت عنه وهي مصممة ألا تجعله ينال من أعصابها مرة أخرى وتلوم نفسها ألف مرة على توجيه دعوة له ليحضر حفلها البسيط فيما بقي هو يراقب تحركاتها وعيناه في الوقت ذاته متعلقة بالباب المفتوح على مصراعية ومرت ساعة ولم يظهر هذا البغيض أيكون شجارا ظهر في الأفق بين المحبين فلذلك هجرها في هذا اليوم الخاص أم أنه بالفعل منشغل بأمر هام وسيظهر في أي وقت وتقدمت منه درية تحييه ببساطتها المعقدة
إزيك يا جاسر!
الټفت لها مندهشا ضاحكا
أنت بتعمل إيه هنا
فأطرقت درية رأسها وقالت بهدوء متزن
ولما أنت رجعت للشغل تاني ما جيتيش الشركة ليه . وبعدين مش کریم ده اللي ماسك المشروع مع سالي!
كانت درية تريد اقتناص الفرصة لرفع الحرج عن سالي إذ علم جاسر بأمر عملهما سويا ولكن يبدو أنها أساءت التقدير فقالت بنبرة إعتذار
الصراحة أنا اترددت أرجع الشركة لأسباب كتيرة تخصني أكيد وشغلي مع سالي موفرلي مساحة أقدر أهتم بيها أكتر بالولاد . . . ولادي أقصد فهز جاسر رأسه متفهما وقال
براحتك يادرية لكن أكيد أنت عارفة مكتبك في أي وقت مستنيك والشركة دي بيتك مش مجرد مكان عمل فابتسمت درية بحرج وقالت
في بيتها يادرية هنا ولا في الشركة إنما ماقولتليش مش کریم ده اللي ماسك المشروع
حاولت درية التملص من استجوابه ومع عين الصقر التي كانت تحاصرها بالطبع لم تستطع فقالت
اللي أعرفه إنه ساب المشروع من فترة أي تفاصيل تقدر تسأل فيها سالي فابتسم بمكر وارتشف قليلا من مشروبه وهو يبحث بعيناه عنها حتى لمحها تتجه للشرفة بمفردها فقال وقدماه تتحرك صوبها کفهد يستعد للانقضاض على فريسته هامسا
أكيد خرج للشرفة المظلمة ليحصل على رفقتها مرة أخرى ولكنها تلك المرة توليه ظهره ترتجف بانفعال مر زمن منذ أن رآها بتلك الحالة فهمس بإسمها برجاء مصطنع
التفتت له وقد فزعت وقالت وهي تضع يدها اليمنى على صدرها قائلة بلوم غاضب
خضتني عاوز إيه ياجاسر
عندما تكون أمام لوحة مكتملة الجوانب لا يسعك إلا أن تلحظ ماهو منقوص وما كان ينقص تلك اللوحة رائعة الجمال بنظره سوی لمعة الخاتم الذهبي الذي كان يعلن أنها أصبحت تنتمي الرجل سواه فاقترب منها بسرعة وأمسك بكفها فجأة قائلا
فين دبلتك
جذبت كفها من بين أسر أصابعه المچنونة بالسيطرة كصاحبها وقالت وهي تدفع نفسها بعيدا عنه بتوتر
شيء مايخصكش فقال بتصميم
اټخانقتوا!
فغر فاهها فهي لم تجهز بعد خطة دفاعية فقالت بعند
أومال يعني مش باين كل ده!
فقالت بصوت مضطرب وبصبر نافذ
قولتلك عنده شغل فقال وهو يرسم دور الملاك البرئ
ایوا برضه مايسبكيش في يوم زي ده فقالت هازئة
عادي زي ما أنت كنت بيكون عندك شغل وبتسيب الدنيا تولع مستغرب أووي كده ليه
فانحسرت شفتيه ببسمة حزينة
واكتشفت إني خسړت كتير أوي بسبب اللي كنت بعمله هربت بأعينها بعيدا وقررت أن تقود قدميها للداخل هربا منه ولكنه استوقفها بقبضة يده على كفها الخالي مستكملا حديثه
خسرتك ياسالي وكانت أعظم خسارة في حياتي تنهدت وكادت أن تفر الدموع من عيناها فهمست بصوت أجش ممكن تسيب إيدي نکس رأسه قائلا بمرارة ټقتحم حلقه
أنت بس أمريني وأنا أنفذ على طول فهزت رأسها ساخرة وترات لها ذكرى طلاقهما وقالت متفكهة
ما أنا بالفعل متعودة منك على كدة بس هيا علي حسب نوعية الأوامر إذا كانت على هواك ولا لاء ظلا ينظران لبعضهما فترة من الزمن ودقات قلبيهما تتبادلان الحديث حتى فرت دموعها رغما عنها فأسرعت أنامله تمسح فيض عيناها وبهمس معذب قال
مابستحملش دموعك كنت غبي . . بعترف فاندفعت بغيظ تجيبه
ولازالت لو مفكر إني هرجعلك بالسهولة دي فابتسم برفق وقال
صعبيها عليا زي ما أنت عاوزة . . . . . حقك كادت أن ترق لحاله ولكنها دفعت بذكرياتها السوداء لتجسد لها كمشاهد حية تنبض فهزت رأسها بعند
مش هرجع یا جاسر فأمسك كفها مرة أخرى وبتملك أعظم وقال متوعدا
وأنا مش هیأس بس افتكري كل شيء مباح في الحړب ثم قال هامسا
والحب.
الفصل التاسع والعشرون
تخطو خطواتها بالحياة بدقة مدروسة أحيانا تستجيب لانفعالات لحظية وأحيانا كثيرة تتمهل فلا مجال للخطأ ويصعب جبر کل مکسور وبتلك الليالي تعيش حالة من الأرق وسؤال ملح ثقيل بلا معالم واضحة وبلا إجابة يطرح نفسه باستمرار ماذا لو
ويأتيها صوته في صباح اليوم التالي ليمحي شكوك عقلها ويطمأنها أنهما معا على الدرب الصحيح وباقي على موعد الزفاف يومان فقط لاغير تدور کنحلة طنانة تنهي أعمالا ضرورية حتى يتسنى لها التفرغ التام لشهر عسل كما أخبرها ثلاثون
متابعة القراءة