روايه جاسر الجديده وكامله

موقع أيام نيوز

فاقترب منهم بخطوات حذرة مخافة أن يثير ضيقها قائلا بصوته الرخيم العذب
حمدالله على السلامة فتوترت خجلاتها إذ تبعثرت النسمات حولها بذبذبات صوته الذي لم تنساه يوما والتفتت رغما عنها وعيناها تبحثان عن أبيها الذي قرر ولسوء حظها التقدم والتعرف على صحبة

ابنته الغامضة كم من الوقت مر یا ترى 
سؤال لم تجد له إجابة شافية وهي ساكنة في سيارة والدها والذي كان يثرثر لوقت مع حفيديه مسترجعة لحظات اللقاء المشحون الذي عاشته منذ قليل ربما تحدث الجميع وبالأخص والدها الذي اندفع لتهنئة العروسين بعد أن علم الصلة التي تجمعهما بابنته ولكنها هي وهو أيضا كانا ساكنين وبعتاب عيناه تاهت وهي العنيدة المتشبثة برأيها وقراراها أيا ما كان حتى لو كن خاطئا وهي تعلم علم اليقين أنها مخطئة والسيء أنه أيضا يعلم والأسوء بنظرها أنه لن يتحرك ليثنيها عن رأيها وكم تمنت لو فقط تحرك تلك هي الأنثى أحيانا تغضب حينما لا تؤخذ على محمل الجد وتغضب بحق إن أخذت.
الفصل الثلاثون والأخير
عادت لايهم كيف عادت الأهم أنها عادت ولم تعد وهو للآن يحاول التحلي بالصبر حتى تعود حقا لكنها يبدو أنها مصرة على استنفاذ قوته ومخزونه من الصبر بل وابتلاعه كله والدليل عيناه المتسعة ببؤتهما المتقدة بغضبه والذي تعجز الأحرف عن وصفه قص الشعر الطويل من المحرمات التي يجب أن يعاقب عليها القانون المحلي والدولي غير أنه لا توجد على الأرض تلك القاعدة سوى برأسه العنيد الذي اشټعل پغضب لم تختبره من قبل إذ صدح صوته الهادر يهز جنبات الغرفة وهو يراقب خصلاتها التي تقاصرت حتى بالكاد وصلت لحدود كتفيها
إنت إزاي تقصي شعرك منغير إذني 
لوهلة شعرت بالړعب وارتعدت مفاصلها ولكنها تشبثت بالڠضب وذكرياتها المؤلمة لترد بعند وبجرأة أصبح يمقتها
ده اسمه شعري أنا يعني ببساطة يخصني أنا فاقترب منها والرماد اشټعل وماعاد رمادا بل عيون محمرة بأنفاس متسارعة ولهيبها يتصاعد إذ قبض على ذراعها بقوة ونبرة صوته تهددها بعدم التمادي
في دي بالذات ترجعيلي ومن هنا ورايح مافيش حاجة اسمها يخصك ومش يخصك أنا هنا اللي أقول وأنت تنفذي وسقط أول بيدق في معركتها معه والخاسر هو إذ ربحت الرهان هو جاسر وإن تلبسته هيئة سبعة حملان والتمع بذهنها سؤال ساخر لماذا لم تسميه أمه آمر بدلا من جاسر!
جذبت ذراعها منه بقوة وقالت بهدوء
ما أنا بنفذ فعلا ياجاسر أنت اللي شكلك نسيت نسیت اتفاقنا وقالتها بحدة لا تقبل النقاش
رجوعنا صوري نقطة ومن أول السطر فهتف حانقا وقال بنفس الاشتعال وربما أكثر قليلا فعبارتها المستفزة لم تساهم بدرء ولو القليل من غضبه
لكن ده مایعنیش إني بقيت طرطور يا هانم عقدت ذراعيها في إشارة جسديه بالغة الوضوح أنها رغما عنها تشدو الحماية من سيل غضبه العارم وقالت بأنفاس متوترة
أنا على عكسك ملتزمة بإتفاقنا فهتف زاعقا
مش ده اللي اتفقت معاكي عليه فصړخت فيه بڠضبها الدفين هي الأخرى
مجرد بیزنس ياسالي وفي الآخر حملت من الهوا مش كده مش ده كان اتفاق برضه وخلفته ارتسمت الحيرة على ملاح وجهه حتى قال ضائقا
أيه اللي دخل ده في ده دلوقت!
تماسكت أو بمعنى أدق حاولت وابتعدت وأشاحت بوجهها بعيدا عنه
أنا ملتزمة باتفاقي معاك وأنا حره في اللي يخصني اخترق بأنامله شعر رأسه الكثيف وتدلی كتفيه بتعب وقال هامسا ليه بتعملي كده 
ليه كل ما أحاول اقرب منك وأعمل أي حاجة بتبعدي وتحسسيني أنها منقوصة وتجيبي اللي فات يوجعك ويوجعني واڼفجرت أنهار الدمع بعيناها وباتت جفونها غير قادرة على السيطرة فتركتها تنهمر على صفحة وجهها وقالت والرجفة تتملك جسدها
لأن كل حاجة منقوصة اعتذارك منقوص ندمك منقوص إحساسك بغلطك في حقي وچرحي منقوص فاقترب بها وأمسك بذراعيها وقال دون أن يفكر
ليه مش عاوزة تفهمي أنا واحد صحیح بيكي منغيرك أنا كلي منقوص هزت رأسها رافضة ذاك التقرب وذاك الإعلان الصادق والنابع من أعماق قلبه رغما عنه بلحظة ضعف اغتالت تماسكه وقالت
مش هاسمحلك توجعني ولا تكسرني تاني ومع مرور الوقت هترجع جاسر القديم كلها أيام وترجع أنا عارفة
المكر لم يكن يوما من صفاتها ولكنها تغيرت ولو لشيء يسير إذ اكتشفت ميزاته العديدة فمنذ أيام أشعلت النيران بعقله دون أن تدري إذ ردت التحية على عاصم ذاك المعجب الولهان بعفوية مطلقة أثناء تناولهما العشاء بإحدى المطاعم ولاحظ هو نظرات ذاك الأخير والتي كادت أن تلتهما رغم أن طبقه محملا بأشهى المأكولات عادا بعدها لبيتهما وصوته تغتاله تلك الغيرة الحانقة واسترضته بدلالها ولم يرضى حتى طلوع الشمس والمكر عند النساء كخلطة سرية وإحدى وصفاته الجمل العرضية والتي تبدو في هيئتها بريئة تماما فيه أخبار عن أسامة!
والحديث تتابع بعدها حتى اجتمع الاسمان في جملة عرضية أسامة ومدام درية الاحتفاظ باللقب الرسمي من متممات الوصفة ماتيجي نعزمهم ونعزم جاسر وسالي مايصحش احنا رجعنا من السفر بقالنا مدة ومن قال أن
تم نسخ الرابط