روايه جاسر الجديده وكامله

موقع أيام نيوز

إحكيلي وريحيني 
ردت سالي بسرعة لكأنما تتخلص من عبأ أثقل كاهليها
.. کریم اتقدملي 
ارتسمت إمارات الفرح مخلوطة بحيرة على ملامح مجيدة التي قالت
.. وأنتي هربانة ليه الإجابة با آه یا لاء 
ردت سالي بحزن
.. ما أنا مش عارفة أجيبهالو إزاي 
هزت مجيدة رأسها وقالت
.. طب وقررتي ترفضي على أنهي أساس ايه اللي خلي تفكيرك يقولك لاء 
اعترضت سالي بسرعة
.. ياماما أنا مفكرتش أفكر في إيه بس والولاد و . . .
وضعت مجيده الكوب بحدة وقالت حانقة
.. جاسر ! عاوزة ترجعيله عشان ولادك يبقى تتصلي بيه وتتفاهموا إنما تقعدي حاطه إيدك على خدك تستني ياخد خطوة يبقى بتحلمي يا سالي 
ردت سالي پغضب لكأنما تصبه فوق رأس أمها دون أن تدري
.. ومين قالك إني عاوزة أرجعله ولا أني هقبل أني أنا اللي أطلبها وليه بحلم ليه على طول معاه أنا اللي بتذل
وتقبلت أمها ثورتها الغاضبة بصدر رحب وقالت بهدوء
.. يبقى بترفضي الجدع ليه 
تاهت سالي مجددا في بحور حيرتها حتى قالت
.. أنا مش جاهزة إني اربط نفسي من تاني ولا أخوض تجربة من جديد 
أمسكت مجيدة بكف ابنتها وقالت
.. فاكرة أما أبوكي الله يرحمه اشتری عجله حمرا ليكي وزرقا لسيرين سيرين بسرعة اتعلمت وركبتها وأنت كل اليوم الصبح کنت تطلعى هنا تاخدي العجلة في أيدك وتلفي بيها من غير ما تركبيها لحد ما العجلة صدت والبارومة أكلتها وزعلتي سيرين وأختك إديتك بتاعتها وساعتها ركبتيها 
نظرت لها سالي وهي لا تدرك المغزى من وراء تلك الحكاية التي تعود لأوائل عهد طفولتها فتابعت والدتها بلطف
.. متضيعيش الفرصة من إيدك يا سالي جربي يمكن تكوني جاهزة وخۏفك بس اللي مانعك فهمست سالي بها
یعني أنت موافقة يا ماما
تنهدت مجيدة وقالت بحكمة بالغة
.. خلينا واقعيين ياسالي جاسر واتجوز ومراته حامل وأنت عشان تتطلقي سيبتيله بنتك في الأول مكنتش موافقة بس بعد كل اللي حصل أنت اتصرفتي صح وعشان مصلحة الولاد ميبعدوش عن بعض وأنا وهيجيلي يوم وأفارق الحياة وعاوزة اتطمن عليك بدال متعيشي لوحدك 
تنهدت سالي بحزن
.. بعد الشړ عليك بس الولاد . . 
قاطعتها مجيدة
.. بنتك ياسالي سليم ابن جاسر وبكرة الاتنين يكبروا ويفهموا ومن مصلحتهم يعيشوا الاتنين سوا في عز أبوهم ومهما جاسر يعمل ساعة ما هيكبروا هيختاروا الجمب الحنين عليهم مش مرات أبوهم 
رت دموع سالي رغما عنها فربتت مجيدة على كفها بحنا ودفنتها في أحضانها
.. الحياة مش سهلة يابنتي متوجيهاش لوحدك إنت محتاجة السند خدي فرصتك ياسالي متفرطيش فيها 
وكأن ما ينقصه تلك الأحرف نظر لها متوعدا وقال
.. أقدر أفهم بتقدمي إستقالتك ليه دلوقتي عملتلك إيه أنت كمان 
ابتسمت درية بمرارة وقالت هازئة
.. من ناحية عمايلك فعمايلك يامه لكن المرادي مش أنت السبب 
نهرها بإصبعه مهددا
.. درية 
جلست وهي تقول بسخرية تشربتها منه بحكم العشرة 
.. أصلي هتجوز عقبال عندك ولو أنها تبقى رابع

مرة لكن مش خسارة في طيبة قلبك 
احمرت نواجذه وقال متجاهلا تعليقها لاذعا إياها بسؤال أشد سخرية
.. فجأة كده ومين عريس الغفلة
فرفعت حاجبها وقالت بنبرة تحمل ټهديدا
.. عقيد سابق في الجيش 
تراجع للخلف وقال بشبه إبتسامة مريرة
.. آآه ده اكيد من طرف الوالد بس ياترى إيه اللي غير رأيك 
نظرت للأفق خارج نافذته العريضة وقالت
.. کلنا لازم يجي علينا وقت ونتغير يا جاسر زي النخيل اللي بره دي لو مكنتش تتغير وتنحني للريح هتتكسر ومش هتقوملها قومة 
خرجت وتركت أنظاره معلقة لجذع النخلة الذي كان يتمايل مع رياح الربيع القوية على غير العادة الناس من حوله تتغير حتى الأقوياء منهم كدرية علي سبيل المثال وليس الحصر تغيرت أيضا ربما كانت القوة في القدرة على التغير والتكيف مع الجديد من الأمور فالتغير في نهاية الأمر ليس بهزيمة نكراء وخذلان عزيمة لربما كان العزيمة ذاتها فالصڤعات التي يتلقاها كبريائه على نحو دائم مؤخرا آلمته وهو يتمسك بكونه لن يتغير أبدا كنوع من الدفاع المضاد ولكن ذاك التمسك الأعمى كلفه الكثير كلفه زوجة مطيعة وبيت هادیء وحياة مستقرة ومؤخرا فقد جنينا لكأنما شعر أنه سيكون معذبا في الأرض كأخوته إن حمل کنیته ورغما عنه يشعر بمرارة خذلان ومسئولية تجاه تلك التي سعت إليه فبالنهاية عقد الزواج كان يحمل توقيع إسمه إلى جوارها نظر للأوراق أمامه وتعلقت نظراته التائهة بطلب درية للإستقالة فحملها بصمت وخرج من غرفته حاملا سترته أيضا وكنوع من التغيير الذي كان ينبذه لم يعلم إلى أين !
لربما كان في الماضي صاحب الخطوة الأولى حتى تولت هي زمام الأمور بحكم العادة ولكنه عاد ليصحح مسار حياتهما معا ويكون هو القائد دون و منازع ترجل من سيارته الحديثة أمام مقر شركتها وصعد حاملا زهور ابتاعها خصيصا لها سار بثقة آل سليم نحو المصعد حتى وصل إلى حيث مكتبها واقتحمه تحت أنظار مديرة أعمالها المنشغلة بمكالمة هاتفية أخرتها عن اللحاق به حتى توقف تماما في منتصف الغرفة تحت أنظار آشري المندهشة وحمرة
تم نسخ الرابط