روايه جاسر الجديده وكامله

موقع أيام نيوز

جاسر بكل هذا الود والألفة فاليوم زفاف زیاد وآشري ولكنها كانت ترجح أنه يستقبل التهاني بزفاف أخيه ولا غضاضة في ذلك حتى سمعته يبرر لأحداهن تغمزهما بضحكة هيسترية بعض الشيء قائلا
يعني النهاردة أصلها فرحة زياد وعندها توقفت عن الظن الساذج التي تزينه طيبتها المبالغة واحمرت وجنتيها پغضب فسرته المرأة بخجل عروس لا مبرر له وقالت وهي تقبض على كفها هامسة بنشوة
أيوا کده جدعة ماسيبتهوش للتانية تلهفه منك ومن ولادك والتفتت له وحدقت به بڠضبها المحترق وبسمته الواسعة تزین وجهه كزوج راض سعيد بعودتهما لأحضان عشهما الدافيء وسارت مبتعدة عنه ولكن إلى أين فلقد لحق بها وكذلك صغارهما وتوقفت هي عند الطاولة التي تحمل مشروبات منعشة وتجرعت

نصف الكأس دفعة واحدة حتى أنهته واتبعته بآخر علها تطفيء النيران المستعرة بجوانحها هكذا هو ودون حتى أن يبذل جهدا أيا كان مقداره يجيد حياكة الخطط وربط الخيوط وإحكامها حولها ليصنع بها فخا يقبع بأعماقه آخر وآخر والسلسلة لا متناهية ولا منتهية وهي كالعروس الضعيفة مصنوعة من ورقة هشة تغدو بها الرياح وتعدو لتعود مرة بعد الأخرى خلف أسوار حصنه المنيع وتحت شعار ملكية لن تزول والاسم ل جاسر سليم عدا أنها تلك المرة في نظر البعض إن لم يكن معظمهم ناجحة ومسيطرة فهي استعادته من قبضة الأخرى السارقة ورقة اليناصيب الثمينة وهي الفائزة الجائزة التي يجب أن تتبارى عليها النساء هي من تخلت وهي من سعت للعودة ويالها من محظوظة إذ حازت عليه أخيرا ومن يدري ومن يعلم ومن حقا يعرف أنه كاليم الغادر بصفحته الهادئة الخادعة وأمواجه كاسحة في لحظة أو ڼارا لن تنطفىء ڼار الشك والغيرة والسيطرة التي كانت ولا زالت ټحرقها وراحة لم تنالها بقربه ولا ببعده وسرابا دوما.
كان يمنيها ببحيرة لا تظمأ بعدها أبدا وهي الظمأی حتى وإن كانت على مجرى نهر عاذب ووقف هو يراقب انفعالات جسدها الذي كان ينتفض بغضبه والتفتت له بعيون دامعة أثارت ضيقه وحيرته ووجهها يحمل معان غامضة وقف عاجزا أمامها لم يستطع فهمها وصوت تنفسها يعلو كصدرها الذي لا يهدیء واستشعر الصغار ڠضب أمهم بحدسهم البريء فاقتربوا منها يشدون كفيها ووقف هو كمن ينتظر إما حكما بالإعدام أو العفو حتى اقتربت منه وقالت بهمس لم يسمعه سواه تدندن بلحن حميم قريب وعيناها تتحاشان الاقتراب من مرصده
فاكرة أنا ناسية وفاكرة حتى استطاعت رفع عيناها نحوه ولكنها ولسوء حظه محملة بقسۏة لم يبصرها بهما من قبل
بس أنا الحقيقة فاكرة وكويس أوري وعاملة نفسي ناسية والتفتت حولها وعقلها لا إراديا يعقد تلك المقارنة العادلة والمجحفة بالوقت ذاته جمهور مختلف تلك المرة والمشهد بمنتصف النهار بأرض قريبة للغاية والنتيجة عودة لزواج جبرية بحكم الظنون والحكمة الأثيرة تتردد في عقلها إن خدعتني مرة عار عليك وإن خدعتني الثانية عار علي وتلك المرة لن تنساق خلف الظنون ولن تجبرها للعودة تحت رايته وسار هو لجوارها صامتا ولكن وجهه لازال يحمل علامات التساؤل وعقله غائب في احتمالات بعيدة كل البعد عن مرسی أفكارها بشأنهما فما الذي تحاول تناسيه ذكرياتهما سويا ماكانت يوما حياتهما 
هل تحاول بالفعل تناسي الماضي ولكنها لن تستطيع!
أسئلة طحنت الباقية المتبقية من صبره فأمسك ذراعها بحزم ليوقفها هو بحاجة لإجابة شافية حتى لو لم تكن على هواه وصوته ينفث الڠضب والقلق والحيرة
ولحد إمتى الحيرة دي يا سالي أنت أمتی تنسي وتسامحي 
بتلك البساطة الحياة في نظر جاسر سليم كل مايريد وجل مايريد يكمن بإشارة من إصبعه تمحو ماضيا تطفىء ڠضبا تمر بذكريات مريرة مرور الكرام ولا يجب أن تستوقفها تلك المرارة ولا أن تنغص عليه هو الباقية من عمره هي بئره الذي يجب أن يبتلع كل شحنات غضبه ورعونة كبريائه وصلفه وغروره والبئر سحيق لا قرار له والحيرة المشټعلة بعيناه ووجهه الذي يبدو كأنما ينتظر حكما بالإعدام نجحا في تهدئتها فاكتفت ببسمة ودودة للجمع حولهما الذين انشغلو عن مراسم الزفاف السعيد ليراقبا الاثنان الغارقان في دوامة مشاعر لانهاية لها وجسديهما ينضحان بالتوتر ونسمات الهواء هي بالفعل مشټعلة من حولهما ولوحت لاشري بتلك الابتسامة الرقيقة وسارت نحوها تاركة إياه خلفها وصغارهما يلهوان سويا دون أن ينتبها للحرب المشټعلة بدواخلهم وضعت قبلة باردة على وجنة اشري المشټعلة بخجلها وتمنت لها السعادة وتركت الحفل وبقي هو يراقب تحركاتها بقلق مضاعف ولأول مرة بحياته يشعر فعليا بالخۏف لقد فقدها حقا ولن يكون هناك سبيلا لاستعادتها إذ تمسك برعونة غروره وكبريائه العقيم لقد نفذ مخزونه من الخطط المدروسة وعليه الآن الإذعان التام وإعلان الخسارة.
ومر الزفاف كنسيم الصباح مفعما بمشاعر الدفء والحب التي تزین وجه العروسين والعريس السعيد لم يتمهل إذ اختطف عروسه على متن قارب كان يرقد على ضفاف النيل لمكان غير معلوم كذلك كان الأوسط يخطو بخطواته نحو مستقبله إذ لمح وجها أنثويا
تم نسخ الرابط