روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
لحال الطفلة ورغم ذلك نظرت للأب بشيء من الإجلال فبعد فراق زوجته لم يسعی لزواج من أخرى حرصا منه على مشاعر صغيرته فمر بخاطرها ذاك الذي تزوج بأخرى وعلى وشك إنجاب آخر منها يتجرأ ويمنع عنها طفليها ودون أن تدري اشتعلت ڼار الڠضب داخلها بعد انصراف الطفلة وجلست تغلي وتزبد لابد لها أن تواجهه كيف لها أن تترك صغارها في رعاية تلك المتبجحة بحملها في عزاء حماتها وأن تأمن عليهم في غيابه هو عن القصر حتى ساعات الليل المتأخرة بل والأدهی کیف لها أن تخطو بزيارات يومية لأطفالها بعد رحيل صاحبة القصر عنه!
وضعت كفيها على وجهها وهي ټغرق في بحور اليأس وقلة الحيلة وداخلها مشتعل بحنق غاضب ودت لو تكسر رقبته وبعدها تبكي إلى جوارها وانتبهت بعد قليل لتواجد کریم داخل الغرفة يراقبها بشيء من التسلية فأجفلت وعادت للوراء هاتفة به
اقترب منها ضاحكا
.. إيه نهاية العالم قالو كمان ساعة!
زفرت بنفس اليأس
.. ياريت كان زمان الواحد ارتاح
عقد حاجبيه وجلس بالمقعد المقابل لها متمتما
.. ياساتر يارب طب على كدة بقي نلحق نحتفل
رفعت رأسها له دهشة
.. نحتفل بإيه
وضع أمامها كوبان من العصير الطازج وطبق بلاستيكي يحوی قطعة حلوى شهية تقدر بمئات السعرات الحرارية وشوکتان وقال ببساطة
.. بيكي ودى حاجة بسيطة تشجعك تكملي طريقك ومتتحججيش تاني بالولاد
ضحكت ببلاهة وهي فعليا لا تفهم مغزی کلماته فأردف مفسرا
.. أنت مش حاسة بالإنجاز اللي عملتيه ولا إيه مواظبة على الرياضة والحركة والأكل الصحي وخسيتي
ولسه عندك طاقة وعزيمة أنت لازم تهني روحك وتكافئيها
ضحكت سالي قائلة
.. والله أنت رايق يا دكتور
ابتسم لها
.. وأنت لما تشيلي الهم حاجة هتتحل
هزت رأسها مقرة نعم فلن يجدي هذا نفعا مع ما تواجهه بل عليها التمتع بطاقة إيجابية كي تقف وتطالب بحقها وحق أطفالها في حياة مستقرة فهز کریم رأسه وشرع في تقاسم قطعة الحلوى وقال بفم ممتلىء متفکها
.. شوفتي معايا حق إزای
دفعت سالي بطبق الحلوى وقالت وهي تبتسم له بخجل
.. أنا هشرب العصير بس ومتشكرة على اللفتة الطيبة دي منك
لمعت عينا کریم وترك الحلوى وقال فجأة
وضعت يدها لا تلقائيا على خدها الأيمن وقالت هامسة بحرج
.. هيا أصلا مش ملحوظة
كانت سالي مدركة أنها تظهر في أوقات وفترات متباعدة وقليل من يلحظها وبعمر زيجتها الكامل لم يلحظها جاسر ولا مرة فهز رأسه رافضا
.. بس دي حاجة مميزة فيكي
وكان رنين الهاتف من أنقذها من طوفان دماء الخجل التي تواردت بغير حساب لوجنتيها وبخاصة اليمني فرفع کریم يده لیستأذن بالخروج تاركا لها حرية التحدث حاملا معه مشروبه فقط تناولت سالي الهاتف وعبست فالرقم أمامها غير مسجل وردت وهي تخشى سماع أنباء سيئة عن أطفالها حتى أتاها صوت رجولي معرفا بنفسه
تنفست سالي الصعداء وردت
.. آه افتكرت حضرتك أهلا وسهلا خیر
رد الرجل بلطف
.. كل خیر يا تری حضرتك تقدري تجيلي المكتب النهاردة لو مش في استطاعتك مليني عنوان منزلك وأنا أجيلك في الوقت المناسب
تقافزت دقات قلبها پخوف ممزوج بالأمل
.. حضرتك عاوزني بخصوص إيه
تنحنح الرجل بحرج
.. للأسف مش هينفع نتناقش في التليفون فقالت سالي على عجالة
.. أوكية أنا ححود على حضرتك في المكتب الساعة 3 مناسب
رد الرجل بالإيجاب وأنهت سالي المحادثة وداخلها يحدوها بالأمل أن يكون جاسر قد تراجع عن قراره بالإحتفاظ بالصغار بعد رحيل الجدة
منذ يومان والصداع يكاد يفتك برأسه ولايجد سببا له ولا علاج قد يداويه فقرر المرور عليها بالمشفى فهو لم يتحدث معها منذ فترة على إية حال ولم تعاود هي الإتصال به وهو لا يدري أتلك حجته في الوصول إليها تلك المرة بعد إنقطاع ولماذا هو راغب في إعادة الوصل بالأساس ولكنه لم يغرق نفسه بالتفكيير فهو يعاني من الصداع وتلك كانت بالفعل حجته كانت غاضبة ومع ذلك تعاملت معه ببرود منقطع النظير وهي ترفض الكشف عليه قائلة
.. حضرتك محتاج لإختصاص باطنة أو مخ وأعصاب ده مش من إختصاصي
زم شفتيه مستاءا
.. حضرتك
رفعت أنظارها له وقالت بصوت محتد
.. أومال عاوز أقولك إيه
قاطعها أو بالأحرى حاول مقاطعتها
.. ريم أنا .
.. أنا معنديش وقت أضيعه وبصراحة زهقت من لعبة الشد والجذب دي أنا فيه في حياتي أكتر من معضلة أولی بیا أتعامل معاها
وعادت مرة أخرى لمطالعة المجلة العلمية القابعة بين يدها وأنظارها لا تلتقط أبعد من ألوان صفحاتها فهمس وهو يهم بالقيام منصرفا
.. على فكرة والدتي اټوفت من 3 أيام عشان كده متصلتش بيك من يومها
فرفعت رأسها فجأة وقامت وهي تقترب منه معتذرة برجاء
.. أسامة بجد أنا آسفه مقولتليش ليه قبل كده
رفع عيناه مؤنبا وقال بصدق أحاسيس لم يجرؤ على البوح بها من قبل
.. مكنتش قادر
متابعة القراءة