روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
مكتبه شاردة بخطوات تتراقص بحماقة وشغلت فكره الوقت طويل بعد إنصرافها فما قاله كان لايعدوا کونه مزحة ولكنها تركت في نفسها أثرا بليغا إذ تغيرت ملامحها الباسمة الحزن صارخ رسمته خطواتها المتعثرة.
دقت الساعة الثانية ولايعلم لم اقټحمت أفكاره كغاز منتصر يجوب أراض المشرق والمغرب ألأنه يدرك بوجودها الآن بين جنبات قصره وبكفها تحتضن کفوف صغاره کمریض بترت أطرافه ولازال يشعر بوجودها ينظر حوله ليتأكد يكاد يمسك بطيفها فلا تتحرك كظمآن شارد يلاحق طيف واحة خضراء وما أن يصل إليها حتى يجدها سرابا رفع سماعة الهاتف ليأتيه صوت نعمات دهشا عندما تعرفت على صوته فقال يإنفعال لم يستطع السيطرة عليه
ردت نعمات
.. آیوه یا جاسر بيه من ساعة
فغمغم بصوت متردد
.. ومامتهم عندك
فقالت نعمات وهي تكبح إبتسامتها
.. أيوا یا جاسر بيه بتغديهم
دارت عيناه بين جنبات غرفته الواسعة حتى طالت السقف وطالت فترة صمته وهو عاجز عن الإتيان بحرف فقالت نعمات بصوت قلق
.. جاسر بيه
.. طب یا نعمات هبقا أكلمك تاني اطمن على الولاد
ثم استدرك لعله يلمح طيف نبرة شاردة منها تطوف بأجواء القصر فتصل إليه عبر أثير الهاتف
.. ماما نايمة دلوقت
فردت نعمات بتكرار شعر کلاهما بالملل منه
.. أيوا یا جاسر بيه
فزم شفتيه وقال كطفل غاضب لفقدان حلواه
.. طب مع السلامة
وضع سماعة الهاتف ثم أمسك بقلمه وحاول العودة مجددا لأوراقه وعمله ولكنه ما لبث أن ألقاه بعيدا ورأسه الصلد يعلنها بوضوح أدمى قلبه نعم إنه يفتقدها واللعڼة عليه وعلى كبريائه الأعمى فهو يفتقدها وبشدة تنهد متعبا وعاد بذهن مشوش لأوراقه يحصي الساعات حتى يستطيع الإنصراف وربما اللحاق بظلها قبل أن تعود لمنزل والديها
أشار لها صغيرها بأصابعه كأنما هي مخالب اكتسبها بحكم تلك الرسمة السخيفة بنظرها وهو يصطنع زئير أسد جائع
.. هاااع أنا أسد
رأى الشرر ينبعث من عيناها فابتسم داخله واقترب منها وهو يرسم ملامح الجد المطلوبة للتغلب عليها ثم قال
.. أخدته شويه الملاهي متقلقيش
حدقت فيه ببلاهة ثم قالت مؤنبة
قال هازئا
.. ياستي أهي كلها مناعة وبعدين تجيلهم وهما صغيرين أحسنلهم
ثم أردف أيهم بثقة ليزيد من حنق أمه ضعفا مضاعفا
.. وبعدين أنا ولد شطور عمو أسامة قالي كده وقالي كمان كل ما هتطلعلی حباية هكون أقوى وأقوى
ظلت صامتة وهي تنقل أنظارها بينهما ثم قالت بأمر حاسم
وانصرفت دون أن تعقب ولم يقف هو بطريقها بل اتخذ طريقه نحو سيارته
كانت تقذف بالملابس للبائعة خلفها بعصبية وتوتر بالغين في حين ظلت صديقتها تراقبها بتعجب حتي جذبت من يدها رداء کریمی اللون ڤاضح وقالت لها
.. لا ااا یا دالیا لحد هنا واستوب جاسر عمره ما هيعجبه تلبسي حاجة كده
فلمعت عيناها وقالت بجذل
.. تفتكري يا أنجي
فحدقت بها إنجي قائلة
.. شور طبعا ده مستحيل يخليكي تخرجي بيه
تأملت داليا الرداء بخيوطه المتشابكة الرقيقة والتي تغطي قسما هائلا من منطقة الظهر والبطن وصولا للكعب وقطع صغيرة متفرقة من قماش الدانيلا الناعم تغطى بستر زائف منطقة الأرداف والصدر بحيز ضيق للغاية ثم قالت بثقة
.. هدخل أقيسه
راقبت انجی انصراف صديقتها بعين متسعة وراقبتها مرة أخرى ولكن بعين أكثر إتساعا بعد خروجها من غرفة القياس ثم قالت غير مصدقة
.. دا أنت مصممة بقا
تنهدت داليا وهي تنظر لمنحنيات جسدها الفاتنة قائلة
.. يجنن مش كده
قالت إنجي ساخرة
.. ده يطير برج من نافوخه ويمكن كمان يطير رقبتك
همست داليا بتمني حارق
.. یاریت . . يا إنجي ياريت
أوقف السيارة على بعد أمتار من المنزل تحت شجرة ضخمة ومضى ينتظر خروجها من بوابة القصر حتى رآها تسير خارجها بخطوات بطيئة وأصابعها تتعلق بأسياخ البوابة المعدنية ثم توقفت لتتمتم ببضعة كلمات قبل أن تعود مجددا لطريقها الخالي وجلس هو بسيارته لوقت طويل حتى رأی أنوار سيارة زوجته تسطع في الظلام عائدة للقصر فأدار محرك سيارته وداخله رغبة في الهروب ولكن إلى أين لديه أبناء بالداخل وأم قد تلفظ أنفاسها الأخيرة في أي وقت حملت حقائبها وتصاعدت خطواتها نحو غرفتهما ثم وضعت الحقائب جانبا وتأملت هيئتها بعين ناقدة تعلم كم هي جميلة بل فاتنة ولكن لم يكن جاسر بالرجل الذي ينجذب للجسد دون الروح كما تعلمت بالأيام الماضية ولكن لكل رجل مفتاح ووجودها هنا بين جنبات هذا القصر لهو المفتاح خرجت من غرفتها واتجهت لغرفة الصغار طرقت الباب بخفة ودلفت لتجد الصغيران منشغلان بلعبة إليكترونية والخادمة ترافقهما عبست نعمات بوجهها قالة برسمية مبالغ فيها
.. عاوزة حاجة ياهانم
حاولت
متابعة القراءة