روايه جاسر الجديده وكامله

موقع أيام نيوز

كانت غارقة هي الأخرى بنفس الطوفان فردت هامسة
.. أدعيله بالرحمة باسالي
العقل مايتميز به الإنسان عن سائر المخلوقات والكيد ما تتميز به النساء عن الرجال جلست أمام المرآة العريضة تمشط خصلات شعرها الفحمية الغزيرة وعيناها تلمعان في ضوء الحجرة الخاڤت ألقت نظرة بطرف عيناها نحو الشرفة ويبدو أنه تناول كمية لا بأس بها من السچائر إذ بدأ في السعال فبعد طاولة عشاء صامتة قضاها برفقة أبناءه وبرافقتها يتحاشيا النظر لها عن عمد إستشعرته صعدا للغرفة ونأى كل منهما بجانب فهو اتخذ الشرفة أما هي فمتعت نفسها بحمام طویل دافيء لا تنكر أن أفكارها السلبية أوشكت على النيل منها ولكنها تتمتع بعقل فذ جعلها تؤخر تلك المواجهة فهي وإن كانت الزوجة الوحيدة فهي الثانية بعد رحيل البدينة سنوات جمعتهما فأدمنها وحسب كإدمان الرجل لغيلونه ويلزمه بعض الوقت للتخلص من ذاك الإدمان والتخلص منه لا يتأتى إلا عبر إدمان من نوع آخر قامت بعدما انتهت من زينتها ومضت نحو الشرفة شعر بحركتها الحثيثة نحوه فارتسم على وجهه معالم الحنق والڠضب إنه مستعد الآن لإلقاء اللوم عليها أو تفريغ شحنة غضبه بها ولكنها أخبرته قبلا أنها ليست بكيس ملاكمة فاقتربت منه ومسدت عضلاته ولكنها نالت النفور والابتعاد والټفت له وعيناه تبرقان في ظلام الليل الدامس
.. عاوزة إيه يا داليا 
نکست عيناها بحزن مرسوم بدقة وقالت بصوت عذب
.. عاوزة راحتك ياجاسر
عقد حاجبيه وارتسمت على وجهه ملامح الحيرة ثم ابتسم فاكها
.. لعبة جديدة !
فغر فاهها ثم زمته بضيق
.. أنت عاوزنا نتخانق صح هوا ده عقاپي عشان أنا متفهمة اللي أنت بتمر بيه وباجي على نفسي عشان خاطرك 
نفث سجائرة ومضي يراقبها بأعين ضيقة ثم قال بصوت متمهل
.. احنا الأتنين فاهمين بعض كويس يا داليا والكام يوم اللي فاتو أنت شوفت جاسر مختلف أنا نفسي ماعرفوش والمثل بيقول خليك مع اللي تعرفه جوازنا كان صفقة وتمت متحوليهاش لقصة حب وتقحمي فيها غيرة أنا مش هقبلها ده لمصلحتك
عقدت ذراعيها وقالت 
.. صح صفقة وتمت بس عشان تكمل صح لازم نحط النقط على الحروف یا جاسر أنا في الأول والآخر أبقا مراتك وليا عليك حقوق زي ما أنت ليك عليا.
دعس سيجارته بقدمه وقال منهيا الحديث
.. لما حق من حقوقك ينقص ابقي تعالي اتكلمي 
ثم تركها خلفه ومضي لداخل الغرفة ووقفت هي تهتز بإنفعال مكتوم وفعليا تكبح دموع القهر بعيناها.
الصباح بداية كل يوم والبدايات دوما لها بريق واعد يمحو ببهائه خيبة نهاية ليلة سابقة نظر في ساعته لقد أوشك أن يتم ساعة كاملة من الجري المتواصل بمضمار الجري بأحد نوادي الأسكندرية العريقة وبعدها يتجه لغرفة التدريبات ويمضي نصف ساعة أخرى مع إحدى الأجهزة الرياضية أشار بكفه لصديقه الذي يراه قدرا من حين لآخر بتحية ودودة وتقدم منه الآخر ليصافحه قائلا 
.. إيه ياعم بشوفك كده صدف دايما 
قال كریم وهو يبتسم
.. أعذرني والله طارق أنت إيه أخبارك سمعت أنك سيبت الجيش وفتحت شركة أمن
هز طارق رأسه
.. یعني تغيير والدنيا ماشية مفضلش غير العروسة
ضحك کریم وقال 
.. شد حيلك طيب وافتكر أخوك
نظر له طارق وهو يهز رأسه مستنكرا
.. ده على أساس التلوتميه اللي جابتهم الست الوالدة دول كانوا أثروا فيك
فرد الآخر ساخرا 
.. يابني أنا معرفش اتجوز زيكم صالون واتنين شربات ونقره الفاتحة اللي اتجوزها دي لازم تكون قرياني وأنا قاریها إنما شغل شړا البطيخ ده وتطلع في الآخر قرعة . . .
قاطعه طارق ضاحكا
.. قرعة . . الله يسامحك . .
ضاقت عینا کریم 
.. إييه

شكلك لقيت العروسة ياسيادة العقيد 
مضى طارق في طريقه متمهلا وإلى جواره کریم ثم الټفت له قائلا
.. والدها إنسان عزيز عليا وفي البداية أنت عارفني أنا ليا طلبات محددة بس هيا طلعت مختلفة بكل المقاييس ده غير أن راسها ناشفة 
نظر له کریم والفضول يتاكله 
.. وأكيد أكتر حاجة عجبتك فيها راسها الناشفة
قال طارق دون موارية 
.. أرمله معاها ۳ صبيان والدها كان واعدني أنه هيخليها تسيبهم معاه لكن من الواضح أنه مش عارف بيتكلم عن إيه
هز کریم رأسه مؤكدا
.. طبعا هيا فيه أم بتسيب ولادها وخصوصا لو كانت أرملة
رفع طارق حاجبيه 
.. ده غير أن باباها مثلا لو قال شمال تبقي هيا يمين فورا
ضحك کریم متفكها 
.. خالف تعرف يعني بس مش فاهم إزاي التركيبة دي ركبت معاك بخلاف أنك مش بتطيق دوشة العيال كمان أنت مبتحبش الجدال ولا المقاوحة 
رفع طارق أنظاره للسماء مبتهلا وهو يتنهد
.. أهو ده اللي هيجنني مش قادر أشيلها من دماغي 
ضحك کریم من مشهد صديقه اليائس من حاله حتى وقعت أنظاره عليها تسير برفقة إحداهن نحو صالة الألعاب فتوقف عن الضحك فجأة فقال طارق متعجبا
.. إيه مالك 
الټفت له کریم
.. هه مافيش بقولك تعالی نلعب شوية أيروبكس شكلك مش تمام
حملق به طارق موبخا
.. ده أنا برضة طب تعالى وأنا أوريك 
دخلت سالي الصالة وتبعتها آشري التي قالت
.. بجد ياسالي متتصوريش فرحت أد إيه لما شفت
تم نسخ الرابط