روايه جاسر الجديده وكامله

موقع أيام نيوز

واقتربت من أذنه قائلة
.. زيك زي أي راجل یا جاسر 
وعادت للخلف مرة أخرى لتواجهه بقوة قائلة وقد لمعت عيناها
.. غبي 
احمر وجهه بشدة وقرر الإنصراف مهدئا نفسه كي لايصرخ بوجه أمه فيكون عاقا بحق ولكن خطواتها على عكازها العاجي كانت الأسبق نحو الأسفل لترحب بالضيوف قائلة بكلمات وصلت لسامعيه من وراء ظهرها ببرود تام 
.. روح هات عروستك الناس وصلوا
عاد فجأة دون إنذار إذ أنه اختفى منذ يومان راقبته وهو يدلف لحجرتهما بكلمات قليلة شملت فقط إلقاء السلام عليها فزفرت بعضب وتركت حاسوبها النقال ومضت لتعقد تلك المواجهة ولتنهي الأمر كما بدأته
.. زياد إحنا لازم نتكلم 
خرج من حجرة الملابس وهو متأنق بقميص حريري ناصع البياض وسروال کلاسکی أسود حاملا سترته على ذراعه فقعدت حاجبيها قائلة بتعجب
.. أنت رايح فين 
قال بصوت مرح 
.. أنت نسيت ولا إيه أنا توقعت أرجع ألاقیكی جهزت
اقتربت منه وقالت بنفاذ صبر
.. نروح فين 
رفع حاجبيه وقال بهدوء
.. إيه یا آشري النهاردة الجمعة فرح جاسر
قالت حانقة 
.. أنت بجد هتروح سيريسلي 
هز رأسه وقال هازئا منها
.. آه سیوریسلی 
جلست على طرف الفراش وهي تراقبه يرش عطره المفضل بوفره ثم قالت 
.. وسالي مفكرتوش أد إيه ده ېجرحها 
فقال ببرود 
.. اللي بيتجرح بيصوت بيعيط بیعترض لكن أديكي شايفه
لمعت عيناها وقالت 
.. مش شرط على فكرة يمكن يكون كاتم جواه زي ما أنا كاتمة جوايا
الټفت لها وقال بهدوء 
.. مش لوحدك یا آشري احنا الاتنين كاتمين جوانا وهيجي وقت وهنتكلم ونطلع فيه كل حاجه بس دلوقت قومي ألبسي
فقامت وقالت پعنف 
.. ليه هه عشان نبارك لجاسر ولا عشان تظهر قدام أخوك ياريح مايهزك جبل 
ضحك زیاد ساخرا 
.. اسمها يا جبل ما يهزك ريح
فقالت بحدة
.. ایتس نوت ذا بوينت 
عقد زیاد حاجبيه وقال وهو يضع كفيه على كتفيها مهدئا 
.. أنا لازم أروح مينفعش ما أروحش کملي جميلك يا آشري واقفي جمبي
مضت تنظر له عاقدة الحاجبين وهي تزفر أنفاسها

الحارة ثم قالت بصوت لاجدال فيه 
.. وبعديها إحنا لازم نتكلم
بوجه جامد المعالم فقير التعبير جلس إلى جوارها يراقب الطريق بأعين سوداوية فقالت متأففة
.. محسسني أنك رايح لأجلك
فابتسم هازا ملتفت لها 
.. كالعادة بتبالغي في إحساسك بقيمتك
فقالت بعند 
.. أنا فعلا قيمتي عالية ولا أنت مش حاسس بكدة 
رفع كفها وقبله ثم قال
.. أكید یا داليا وإلا مكناش اتجوزنا
فقالت بدلال 
.. لسه متجوزناش وخد بالك لأحسن أضيع منك
فقال ضاحكا 
.. وتضيعي إزاي وأنت جمبي في العربة وبينا وبين القصر أمتار
قالت بغموض 
.. متكونش واثق أوي كده الحياة زي مابتدي فجأة بتاخد فجأة 
نظر لها نظرة تقيمية جديدة في عرف جاسر سليم ثم قال
.. دا أنت طلعت فلیسوفة وأنا مش واخد بالي 
أمسكت بكفه بقوة وقالت بأنفاس واثقة وهي تحدق بعيناه 
.. جاسر أنا جوايا حاجات أكتر بكتير من اللي في بالك وواثقة أي هشوف منك أكتر من اللي في بالي بس أنا مستعدة لده وشغوفة بيه اللي بيزعلني أن أحس أنك مش مهتم وكأنك محيت فعلا كل المشاعر الحلوة اللي كانت بينا 
وتعاظمت المسئولية فوق کاهله مسئولية إمرأة تراه بعين العشق تظلل وجدانه بذكريات مشاعر كانت بالفعل رائعة ولكنه نسيها أو تناسها ولا فارق إذ أنها ما عادت تشکل شیئا بكيانه فما تلاها كان بالفعل أقوى رد بصوت جاف
.. وصلنا على فكرة 
ترجل من السيارة الفارهة ولف حولها ليفتح الباب لعروسه التي سارت متبطأة ذراعه رفع رأسه ليواجه ضيوف الحفل ولكن أنظاره لم تكن متعلقة بسواها تقف بشموخ تطالعهم بنظرات خاوية كفيها متدليان على كتفي صغارهما لا يعلم أتستمد منهم قوتها أم أنها تلقي بظلال حمايتها عليهما جسدها عاد ليزدان ببوادر رشاقة ملفوفا بثوب کریمي مطعم بأحجار على شكل ورود قرمزية اللون ومن يتهم الرجال بضعف الذاكرة وعدم ملاحظة التغيرات التي تصيب نسائهم وأنهم لا يستطيعون تمييز ما ترتديه زوجاتهم فهو المخطىء إذ أنه تذكر ذاك الرداء فهو من ابتاعه لها لحفل خطبتهم عقد حاجبيه وداخله يشتعل پغضب ولوم وغيرة لا تفسير لها تقدم بعروسه نحو الدرجات الرخامية حتى توقفت خطواته عندما توقفت خطوات رفيقته التي خلعت زهرة بيضاء من خصلات شعرها وثبتتها برأس الصغيرة سلمی بأنامل مرتعشة فتقبلت سالي حركتها المستفزة بهدوء تام وهي تثبت الزهرة خلف أذن صغيرتها وأمرت صغارها بمصافحة العروس ثم قالت ببرود وهي تراقب خجلات زوجها المرتعشة على غير عادته
.. مبروك ياعروسة
هزت داليا رأسها ونظرت لغريمتها أو بالأحرى ضرتها المستقبلية وهي تقر بإعتراف داخلها أنها لم تقدرها حقا قدرها وردت بهمس رقيق
.. ميرسي الموقف المتوتر والذي كان ينذر بإشتعال كما كان يتمنى البعض مر بسلام إذ أنها كانت دقائق معدودة وجلس المقربون جدا من العائلتين بصالون القصر الواسع وهم يستمعون لديباجة الشيخ وهو يتمم عقد القرآن كانت تدور بعيناها وتتنقل بين وجوه الجميع وجه حماتها متصلب ينذر بلعڼة ستطیل تلك ال داليا ولا محالة آشري والدموع المترقرقة بعيناها وهي تنظر پغضب لزياد الذي كان يجاورها متغافلا بقصد ربما عنها وهو شارد بأنظاره نحو أخيه الأكبر أسامة الذي حضر أخيرا وهو متشح بالسواد ببذلة ليست برسمية وكانت نظراته
تم نسخ الرابط