روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
متقولش أن قلبك أسود زي أخوك
أهداها إبتسامة مکسورة شاردة فلقد كانت عائلته على وشك الإفلاس بسبب من يكون أبيها لولا زيجة أخيه الأكبر التي أنقذت وضع العائلة المادي من الإنهيار فكيف لا يحمل لها سودا بقلبه مدت له بيدها تعرض عليه صفحا وهي تقول
.. اللي فات ماټ ولا أيه يازياد
هل تعلم كم هي شهية بشرتها ناعمة مخملية وردية كالجوري لامعة كشلال إستوائي وخصلات الليل تنسدل بدلال بعشوائية لذيذة مفرطة تحيط بعينان دافثة فيروزية ترقبان قوله فهي تعرض عليه صلحا وصفحا ولكن مم وهل آذته يوما قبض على كفها وهو يبتسم لها
بمنامة حريرية بلون قاتم وخطوات خاڤتة تصاعدت رويدا رويدا تجاه حجرتهما دفعت الباب المغلق واستطاعت رغم ظلامها الدامس رؤيته يحتل الفراش فقط عند المنتصف بجسده الذي لم يشوبه شائبه تخطيه الأربعين منذ عامين فقط بضعة شعيرات بيضاء غزت مؤخرة رأسه الكث على إستحياء وعيناه الرمادية تلمعان ويبدو أنه غارقا فى بحر من الأفكار المتلاطمة حتى أنه لم يشعر بها أو هكذا ظنت ! الټفت لها فجأة وعيناه تحمل عتابا من مذاق خاص إذ مد يده ليقبض على ذراعها ويجتذبها نحوه دون أن ينبت بشفه صمت دافىء قاس مؤلم كذلك كان عناقه ومضي يعاقب تمردها بإقتراب مدروس خطواته مهلك يلقنها أبجدية الإشتياق وعقاپ المخطىء وتلعثمت بهمس وكأنما دمغت حروف اسمه شفاها وكأنها لا تدرك من الأبجدية سواها فأنت بهمس معذب
وكأنما يستمع لها أو يهتم فهو بالكاد ينصت! ومضي نحو درسه التالي خطيئة الهجر والتمرد ونهاية العصيان فلا مهرب..وفي صباح اليوم التالي كان الفراش إلى جوارها خاويا وعيناها تبحثان عن أثره وداخلها أملا يتصاعد أن ما يمران به من مشاكل دائمة وسوء تفاهم لهو فى حقيقة الأمر سحابة صيف إلى زوال حال الحمقاوات أمثالها! فالعلاقة الزوجية بالنسبة لهن ترضية مثالية من زوج مثالي مغدور بسبب طباع الزوجة السيئة.. اغتسلت وارتدت ملابس بلون مزاجها وآمالها وردية! بل وأنها ما خطت قدامها أرض النادي الصحي الذي ترتاده من حين لاخر تحت ضغط من آشري التي لم تنقطع عن زيارته يوما واحدا طيلة أعوام ماضية حتى توجهت لمكتب الإستقبال لتقوم بدفع إشتراكا لثلاثة أشهر متعاقبة رفعت حاجبيها تعجبا وهى ترقب تقدم تلك المخبولة التي لا تنفك تصطدم بآله أو بشخص ما لدى عبورها صالة الألعاب الرياضية وهي تتقدم نحوها ملتفتة كل حين ضائعة لاهدف لها إن أرادت وصف جاسر وقيمته في حياة زوجته فسيكون ببساطة المنارة وحجر الزاوية الصلد رفعت ذراعها تلقي لها بالتحية بإقتضاب وهي تقول لدى إقتراب سالي منها
وكأنما أنجزت أمرا عويصا قالت بنشوة
.. دفعت اشتراك تلات شهور أنا قررت أغير من نفسي وأحاول أرجع جسمي مظبوط زي زمان
كانت تلك المرة الأولى التي تعترف فيها بوجود خطب ما في شكل جسدها وعليها إصلاحه ولذلك قطبت آشرى جبهتها قائلة
.. متقوليش أن جاسر اللي طلب منك كده وعشان..
فقاطعتها في التو
.. لا لا لا أنا قررت أني عاوزه بداية جديدة
هزت رأسها وهي تعيد تقييم تلك الصغيرة التي تصغرها فقط بعامان يبدو أنها رغم تحكمات جاسر إلا أن بوادر إراده تنبعث على إستحياء منها لتغيير واقع صاحبتها والبداية جسدها وقررت أن تقف إلى جوارها دافعة بها للمزيد دفع الناس للأفضل هذا ما تجيده لا ترضى إلا بالكمال إن كانت فشلت مع زياد ففرصتها مع سالي جذبت ذراعها وهي تقودها ملقية عليها ببضعة تعليمات
وقف يتطلع للمشهد الذي لم يختلف كثيرا لسنوات فقط بضعة أبنية حديثة من طابقين مترامية هنا وهناك لم تكن بفخامة وحداثة مبنى شركته أو بالأحرى شركته هو وأسامه فبعد إنفصال زياد عنهما منذ ثلاث سنوات إثر مشاجرة عڼيفة أصر فيها الأخير على حصوله على نصيبه من إرث أبيه والإنفصال عن أخويهرضخ له جاسر ليس مرغما ولكنه كان واثقا أنه سيحين يوم ويعود أخيه الصغير وهو فقط متحين لتلك اللحظة وعندها لن يكون الإنفصال أمرا إختيارا أبدا بل فقط لن يكون طرقات صغيرة تعالت فوق سطح مكتبه هكذا كانت تفعل سكرتيرته درية لدى إقتحامها لغرفة مكتبه على عجاله والعثور عليه غارقا بأفكاره..درية أم لثلاثة من الصبية..أرملة في منتصف الثلاثينيات اقټحمت مكتبه ذات يوم عارضة عليه سيرتها الذاتية لم تكن بالثرية ولكنه لمح الإصرار جليا في عيناها للحصول على أي وظيفة أيا كانت بشركته رغم عدم نشره لوظيفة شاغرة فى الصحف فقرر عقابها بأن تكون الوظيفة التي تحلم بها سكرتيرته الخاصة ومن جهة أخرى هو يحترم كثيرا الأرامل من النساء ممن يسعين خلف رزقهن ورزق أطفالهن عبس وهو يلتفت قائلا
.. خير ..في إيه تانى يا درية
وضعت أمامه عدة مقالات وتقارير جمعتها وهي تندفع بكلمات كسيل العرم
.. وأنا بدور على النت عن أخبار تخصنا يعني من بعيد أو من قريب لقيت المقالات دى فعملت إتصالاتي ولقيت اللي كنت شاكة منه صحيح وأن سبب إرتفاع أسهم شركة ..السي
أم أي.. دي مش صدفة لا سمح الله ولا...
أشار لها بيده ليوقفها قليلا حتى على الأقل
متابعة القراءة