روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
مني إيه أنت جاية تتطمني على أن جوزك مالوش يد ولا تطمني عليا
وقفت آشري وهي تستعد للإنصراف قائلة وخيبة الأمل تکسو ملامح صوتها
.. أنا كنت جاية ومتخيلة أني هشوف واحدة تانيه واحدة رفضت الإهانة ومش كده وبس دي صممت كمان على ريفنج يرد لها کرامتها واعتبارها قيمتها الحقيقية
مضت نصف ساعة وهو يجيب على أسئلتها بإقتضاب حتى قالت بنفاذ صبر
.. أنت غلطان لو كنت فاكر أني مقبل معاملتك دي
الټفت لها مولیا مشهد الأفق خلف ظهره قائلا بإستخفاف
.. ومالها معاملتي
رفعت كتفاها بغرور وقالت
يوم مالوش ملامح يوم ماطلعتلوش شمس جملة عابرة تمر بآذان المصريين عموما عندما يكون يوما مأساوي الأحداث وعادة تترافق تلك الكلمات عندما تصل الأحداث لذروتها من البؤس حتى يظن البعض أنها مؤامرة كونية بدفع من نظرة حاقدة قوية من عين حاسد بلاشك ولكن اليوم لم يكن بذاك المعنى الحرفي بعد إذ أنه في بدايته فالساعة الآن الثامنة والنصف والشمس مشرقة واعدة بصفاء قسري على سماء نوفمبر الرمادية ونسمات الهواء تذر على وجهها حرارة ضعيفة ضعيفة جدا إذ أنها لم تصل لدرجة الحرارة التي تهديها دموعها لوجنتيها وأناملها تكاسلت عن مهمة مسح تلك الدموع إذ أنه لا فائدة فصاحبتها تبكي منذ ساعات متواصلة تبكي بصمت وعندما تلمح إقتراب لأي ظل أو خیال بشړ ترفع رأسها شامخة وبمهارة تخفي آثار تلك الدموع حتى أنها استحقت بجدارة ذاك اللقب الذي أطلقته عليها حماتها المصون شجرة جميز لا تشعر ولا تحس ولكنها كانت تشعر وتحس وتتألم وتصرخ وتلوی فقط بعيدا عن أعينهم فهي لن تدع أحدا يراها وهي تلملم شظايا نفسها التي كسرها زوجها متعمدا حتى أنه سيقيم حفل زفافه الليلة تحت ناظريها بل وسمعته منذ قليل يجتمع بأبناءه ليخبرهم قراره في غرفة مكتبه ويعدهم أنهم سيحبون طنط داليا بل وطلب منهم معاملتها معاملة جيدة فهي بمقام والدتهم ولو ظن أنه طعنها في ظهرها عندما قرر الزواج من أخرى فتلك الكلمات بالتحديد أصابت قلبها في مقټل فشطرته نصفين وانصرف الأبناء شاردون
يتعلقون بوجه أمهم الخالي من الإنفعالات فقد أصبحت بارعة بحق بإستخدام مزايا تلك الشجرة حتى أنها أهدته ابتسامة باردة مستحقرة لكلماته ووصاياه فقالت بصوت لا معالم له
.. ماتخفش على الولاد بكرة تقول سالي عرفت تربي
فتمتم قبل أن ينصرف بظل هارب عارف وخرج لحديقة القصر يتابع سير العمل والأفكار تطرق رأسه بلا هوادة وقدماه تحثه للعودة للداخل مرة أخرى للحديث معها التبرير ما بدا لعقله سخيفا جدا في تلك اللحظة إذ إنها سويعات لا أكثر ووقفت هي تتابع خطواته المتنقلة من هنا لهناك تسترجع بخاطرها ذكرى زيجة أقيمت في تلك البقعة بالتحديد منذ سبع سنوات لم تكن حرفيا بليلة العمر إذ أنها اكتشفت أن زوجها رجل أحلامها ببساطة . . كاذب ولكنها تغاضت عن تلك الحقيقة ومضت بحياتها معه تمر مرور الكرام فوق كل إهدار لكرامتها وحقوقها وتسعد أيما سعادة بهفوة تقدير منه أليس لا كرامة في الحب وليس بين المحبين حساب لا ليس بالضرورة تلك أقوال النساء الخانعات وإلى متى تظل هي متشبثة بركبهن الحلم يتحقق
همسة عبرت شفتيها وهي تفرك رأسها لدى استيقاظها ليلة العمر بانتظارها رجل أحلامها فارسها المغوار حصلت عليه أخيرا ليعود إلى أحضانها مرة أخرى ستسقيه الشهد ألونا ستسكب في عروقه غراما لن يستطيع الفرار أو الفكاك بل وأنه قد يستغني عن خدمات الأخرى ولكنها سترسل له ليبقيها فمن يرعى الأطفال الصغار المعت عيناها بظفر وهي تقفز من فراشها الوثير اغتسلت وألقت بجوفها ذاك الشراب السحري وقامت ببعض التمارين السريعة جدا ومتى يصل اليوم لنهايته خاطرة ملحة مرت تطرق رأسها مرة بعد الأخرى واليوم مر وشمس الغروب تلقي بظلال خاڤتة على سماء نوفمبر الرمادية والتي تنذر بهطول أمطار خفيفة متوتر حائر بل وأطرافه ترتعش ببرودة عصبي المزاج نزق الأنفاس يبحث عنها بضراوة إذ تأكد من الحارس أنها لم تغادر القصر ولولا كبرياء نفسه الغبية لرج أركان القصر بصوته مناديا باسمها يرجوها فقط الظهور أمام ناظريه لف عقدة عنقه للمرة السادسة على التوالي ولكن ككل مرة ظهرت بشكل فوضوي أين هي أصابعها كانت دوما بارعة ياله من عديم الأحساس بحق أيتمنی ظهورها لتمم أناقة مظهره كي يخرج لإحضار عروسه من منزلها ! ! هز رأسه محتقرا لنفسه نادما مقرا ومعترفا أنه فقط يرجو رؤياها والتحدث معها بكلمات غابت عن سطور معجم العربية واللغات أجمع فهو لا يكاد يستجمع حرفا خرج من غرفته وعيناه تدور في كل الأركان حتى أبصر أمه تنظر له بقسۏة فقال بصوت أبح قلق
فقالت بصرامة
.. متدورش عليها خلاص كل شيء وليه آخر
اقترب منها بسرعة البرق وقال بأنفاس متقطعة
.. قصدك إيه سابت القصر ومشيت
ضحكت أمه بسخرية على حاله
.. لحد دلوقتي لاء بس اطمن أنت في طريقك توصلها لبراه
عقد حاجبيه غاضبا من إستهزاء أمه به وقال پعنف
.. ياريت بس متزرعيش أفكارك دي في دماغها سالي بتحبني وإستحاله تسيبني زي ما أنت عاوزه
مالت أمه بعكازها
متابعة القراءة