روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
بصوت هادئ لائم
.. كنت مستنياكي تيجي تسلمي عليا من أسبوع
أخفضت سالي رأسها خجلا وقالت
.. خفت أزعجك
هزت سوسن رأسها لتنكر
.. أنا بكون حاسة بيكي وضحك الولاد بيوصلني يبقا أزاي أحس بإزعاج!
تنحنحت سالي وهي تشعر بفقر كلماتها فقالت لتنسحب
.. طيب أنا هسيبك ترتاحي
فاستوقفتها سوسن سريعا قائلة
.. سالي أنا ممكن أطلب منك طلب
توقفت عن الحركة وقالت بسرعة
.. اتفضلي
أشارت لها سوسن لتقترب منها ففعلت عندها أمسكت بكفها وقالت برجاء خالص
.. ممكن تبقي تحضري الغسل بتاعي وتصلي عليا وتدعيلي
تقافزت الدموع لعينا سالی وقالت بإنفعال
ربتت سوسن علی کفها لتهدىء من روعها قائلة
.. المۏت علينا حق وأنا هعيش أكتر من كده ليه!. . كفاية أرتاح بقي
ثم أردفت برجاء
.. هتقدري تيجي الغسل ياسالي أنا مليش بنات والقرايب سبقوني واللي لسه هيحصلني مش هيقدر يقف على رجله
هزت سالي رأسها وفقدت السيطرة على
دموعها بل وعلى ذراعيها وهمست لها سوسن قبل أن تنصرف
.. متشكرة
وماذا عساها أن تقول في ذلك الموقف أنها تشكرها لأنها وافقت على حضور جنازتها ومراسم ډفنها فماذا عساه أن يكون الرد خرجت فاقدة النطق تقريبا ومشاعرها مضطربة وشعور بغيض بالذنب يرافقها تری كراهيتها لتلك المرأة نوعا من الجحود وقسۏة القلب الغير مبررة فكثير من البشر يعمدون لأذية من حولهم بغير قصد وداخلهم لا يعلمه سوى الله خرجت للحديقة لتراه يقف بإنتظارها وصغارهم يحتلون المقعد الخلفي فتح الباب المجاور له لتصعد فهزت رأسها خجلا وتواری جسدها بأحضان المقعد الوثير بوجل وشعرت بضيق السيارة رغم رحابتها عندما صعد هو الآخر واحتل المقعد المجاور لها تحرك بالسيارة وهو يأمر طفليه بإلتزام الهدوء ويرمقها بنظرة متساءلة
فردت بصوت أبح
.. کنت بسلم على والدتك
هم بالرد ولكن سيارة زوجته الذهبية اللامعة اعترضت طريقهم فجأة فعاد للخلف بضعة أمتار ليسمح لها بالمرور وتعمدت الأخرى المرور ببطء بالغ وعيناها تطالع من في السيارة بفضول بارد وارتسمت معالم الضيق على سالي دون أن تشعر وأشاحت برأسها بعيدا عندما رأتها تبعث له بتحية وأنظارها تطالعها ببسمة ساخرة وبمكر بالغ فاستقبل تحيتها هو الآخر واجما ومضى بطريقه ثم حاول بعدها تخفيف الأجواء المشحونة فقال بلطف
.. عاملة إيه في الشغل
فنظرت له متعجبة أيسعى لتبادل حوار حضاري بعد تلك اللفتة العاطفية بينه وبين زوجته الحديثة أتراه يظنه تعويضا عما تختبره من مشاعر غيرة بغيضة أم يظنه دلوا من الماء قد ينفع للتحكم بالحريق الذي يشتعل داخلها فردت مقتضبة
منحها نظرة غاضبة فهي لاتشبع فضوله وكلماتها رغم بساطتها إلا أنها باتت تتحلى بالغموض بل هي كلها باتت غامضة وهو أصبح غريبا عنها لايدري ما يدور من وراءه فقال حانقا
.. أنا لحد النهاردة مفهمتش إزاي لقيت شغل بالسرعة دى !
ردت زاجرة أفكاره الملتوية بشأنها
.. قصدك أني كنت بدور على شغل من زمان من وراك صح
هز رأسه نافيا وكلماته تتعارض مع ذاك النفي الكاذب
.. مقولتش کده . بس يعني في أقل من أسبوع استقريت على شغل مش غريبة شوية!
ابتسمت وهي تهديه ثقة هو بحاجة إليها
.. مش غريبة ولا حاجة ربك اللي بيفتح الأبواب مش كل حاجة بإيدين البشر
ساد الصمت بينهما حتى وصلا للحي الذي تسكنه فأوقف السيارة واخرج من جيب سترته مبلغا ماليا ضخما ومد به إليها قائلا
.. ده عشان لو الولاد احتاجوا حاجة
نظرت لأمواله حانقة وقالت بأنفاس متسارعة
.. هما طالعين بيت محسن الله يرحمه لو كنت نسيت وفر فلوسك یا جاسر
فرد معنفا
.. أنا مقصدش أهين ذكرى والدك ولا البيت الطيب ياسالي ولكنهم ولادي ومسئولین مني طول ما أنا عايش
فالتفتت له قائلة بعند أكبر
.. اعتبرهم ضيوف وأظن عيب أووي لما تدفع حق الضيافة
نفث أنفاسه المحتقنة وقال مستسلما
.. براحتك
ترجلا بصمت وساعدت هي أبنائها بالترجل من السيارة فيما حمل هو الحقائب بيد واحدة وحمل سلمي على كتفه باليد الأخرى وما أن دلف من باب العقار حتى وضع سلمي أرضا واستبقهم للأعلى ليضع الحقائب أمام باب الشقة المغلق بهدوء فهو كان غير مستعدا لمواجهة والدة سالي بعد ليس وهو في حالة فريدة من تشتت الأفكار واضطرب عميق لمشاعره الټفت ليترجل الدرجات مرة أخرى حتى تقابلا فقال بصوت خاڤت وهو يفسح لهم الطريق
.. تحبي أعدي عليهم أمتي
فقالت بهدوء
.. مافيش داعي أنا هروحهم بعد التمرين يوم السبت
هز رأسه وقال
.. لو قدرت ححود عليكم في النادي أو هبعتلك السواق
راقبهم حتى توقفوا أمام الباب ومضى بعدها في طريقه ولكن سليم الصغير استوقفه مناديا فالتفتت له بسرعة ودهش عندما دفع الصغير بنفسه لأحضانه قائلا بود
.. مع السلامة يا بابا
نظر له جاسر بشوق وهو يدرك أنه استعاد ركنه المميز في حياة صغيره وأن لفته التي أصرت عليها أمه قد ساهمت في بناء جسر بينه وبين صغارها فرفع أنظاره لسالي التي كانت تقف تراقبهم پألم
متابعة القراءة