روايه جاسر الجديده وكامله

موقع أيام نيوز

صرعها الهوى ولا أرملة أجحفها العوز وضعت الهاتف وتلقت الصغير بين أحضانها الدافئة
.. لسه واجعك 
هز الصغير رأسه بضعف وهو يريح خده المتورم برفق على صدرها فربتت على كتفه في انتظار ظهور المنقذ الذي لم يتأخر والذي لم ېكذب أيضا فما أن خطت قدميها داخل مركز الأسنان حتى لاحظت الإهتمام الشديد بحالة صغيرها دون الإعتبار لكون العقيد صديقا مقربا لمالك المركز والذي استقبلهما بحفاوة بالغة وما تلا ذلك كان الصدمة والمفاجأة بالنسبة إليهم جميعا فالطبيبة الماهرة التي عالجت أيهم الصغير في الواقع هي سالي التي تعرفت على درية واستقبلتها بأحضان دافئة وصاحب المركز ذلك الطبيب خفيف الظل كما استشعرته درية لم يكن سوی خطيبها !
وقع المفاجأة على درية حينما علمت بذلك الخبر كان متشابها لحد بعيد عندما علمت سالی أن درية حطمت أسوار حصنها المنيع ودعت رجلا لاقتحامه والسيطرة عليه وأخيرا الرجلان اللذان لم ينتبها لملامح المرأتين وتضحكا سويا بشأن الخطوبة السرية كما أطلق عليها كريم والذي أصر على أن يتناولا طعام الغذاء سويا ولكن درية قابلت عرضه برفض قاطع إذ أن الصغير في حاجة للراحة وربما يستطيعان تلبية الدعوة في وقت لاحق انصرفت درية وهي تحمل صغيرها رغم إصراره أنه يستطيع المشي وحده وعيناها معلقة بوجه سالي الذي كان يعلوه تعبير غریبا غريب جدا بل غريبة الحياة برمتها.
الفوضى ربما تكون وصفا دقيقا حالة الشركة مع غياب الشقيقان وهذا ما لاحظته عيناه بمجرد مرور بضعة دقائق عليه داخل مكتب أخيه الأكبر الغائب وزأر بأحقية فردا من آل سليم بعدة أوامر نفذها

الموظفون بكل دقة وحرفية قد يكون الأصغر وربما يكون قد انسحب من الشركة منذ زمن ولكنه لازال فردا لا يستهان به بتلك العائلة الذي ما أن أنهي عملا هاما أنقذ عدة أوضاع كانت على المحك اتجه لبيت الأوسط الذي كان غارقا في بؤسه بين أورقة ذكرياته البعيدة وخسارته القريبة استقبله أسامة بعينان زائغتين فرمقه زیاد بالمقابل بنظرة خائبة الآمال قائلا
.. إيه اللي رجعك للقرف ده تاني 
أشاح أسامة برأسه بعيدا مغمغما باعتراف مخجل
.. مش عاوز أفكر في حاجة 
ولكن زیاد لم يستسلم وتابع حديثه بعند
.. درية سابت الشغل وأنت وأخوك معتبتوش الشركة بقالكو كتير والموظفين بياكلو في قته محلولة إيه اللي بيحصل!
فعقد أسامة حاجبيه وقال
.. وجاسر مبيروحش ليه 
فدهش زیاد
.. أنت بتسألني أنا!
.. أومال أنت قاعد معاه بتعمل إيه 
ضحك أسامة ساخرا
.. أحنا كل واحد فينا في وادي لوحده أنت ولا هوا ولا أنا 
هز زیاد رأسه وقال
.. معاك حق وأنا السبب 
والټفت لأسامة وهو يرمقه بشفقة قائلا
.. أسامة أنت محتاج تروح تتابع مع دكتور نفسي الهروب مش حل ولا أنت مرتاح 
هز أسامة رأسه موافقا فتابع زیاد برفق راجيا
.. أما أرجع من السفر نروح سوا
تسائلت عينا أخيه قبل لسانه
.. مسافر فين 
رد زیاد ببساطة
.. فرنسا هبقا أحكيلك لما أرجع 
ظن أسامة أن أخيه يشعر بضيق حال جعله يغادر البلاد فقال بسرعة
.. على فكرة جاسر أداني عقد بيع منه ليك بشركتك يازیاد بس وصاني مجيبش سيرة إلا لما أحس أنك رسیت کده و عقلت والصراحة أنا كنت قلقان لا بنت الزهري ترجع تلف عليك تاني من بعد ما سابت أخوك 
رفع زیاد حاجبيه دهشة
.. وهما اتطلقواطب والبيبي 
هز أسامة رأسه نافيا فقال زیاد مستفهما
.. عشان كده جاسر سایب الشركة 
هز أسامه کفه معارضا وقال بإستخفاف
.. مش أخوك اللي يزعل على الموضوع ده وكده أفضل ناقص بس يرجع المايه لمجاريها مع سالي 
وصمت الاثنان إذ أدركا أن ذلك قد يكون سبب غياب أخيهما المفاجيء وعندها قال أسامة بإدراك
.. يمكن يكون ده السبب فعلا والصراحة محدش يقدر يلومها ولكن بعكس ملامح أسامة المستسلمة 
لمعت عينا زياد وهو يقول بإصرار
.. لكن لازم ترجع 
هم زیاد بالرحيل وقال آمرا
.. خلي العقد معاك يا أسامة مش محتاجه دلوقت وتعالي المهم نروح لأخوك ونتطمن عليه 
ثلاثة أيام مرت ثلاثة أيام من الصمت المفعم بحرارة براكين الڠضب المتفجرة داخله وشعور حارق بالخېانة يقتات منه وعودة لذكريات مقيتة أقسم على ډفنها بأعمق الأعماق سهيلة فضلت رجلا آخر فتخلص منها ومن قيود زيجة منتهاة ولكن سالي هي لم ترتكب جرما فادحا بالمعنى الحرفي إذ أنها لم تعد زوجته ولكن كيف تفضل سواه
الفرحة التي استقبل بها الصغيران عمیهما كانت لا تقدر بثمن وساهمت بإخراجه من دوامة أفكاره الملتهبة مستعيدا بريق عيناه الذي خمد قليلا وبمظهره الۏحشي بذقنه الخشنة وعيناه التي ضاقت عندما لمح نظرة أخيه الأصغر متشبثة بكل حركاته ولفتاته تقدم منه ودفعه لأحضانه بود استقبله زیاد بسرور قائلا
.. قلقنا عليك أنا وأسامة 
دعاه جاسر للجلوس قائلا بمكر
.. أنت ممكن لكن أكيد الباشا التاني ولا كان حاسس بحد 
وضع أسامة سلمى المتشبثة بعنقه والټفت لأخيه الساخر وقال
.. قال يعني تفرق معاك 
هز جاسر رأسه نافيا
.. لاء تفرق يا أسامةلمتنا أهم حاجة عندي 
كان سليم يتابع حديث الكبار بأعين متسعة
تم نسخ الرابط