روايه جاسر الجديده وكامله
المحتويات
الذي وضعته جانبا فيما حمل سلمي وهي تسأله بإلحاح
.. جبت إيه جبت إيه إيه الحاجات الكتير اللي في الكيسة دي!
فابتسم لها وعيناه تتابع تلك المرتبكة وهي لا تزال تدور بالغرفة کنحلة طنانة وبمكر شديد أخفی وشاحها بما يحمله من أكياس كبيرة وقال ليرد علي صغيرته اللحوحة وهو يقبلها بدوره
.. فيها حاجات هتعجبك أوي بس الأول خليني أسلم على سليم
الټفت لصغيره الذي كان يراقب المشهد بعيون تسابق عمره فأمه تبحث عن وشاحها لتغطي رأسها وهي التي كانت تبيت معهم بثياب منزلية لا تستر الكثير من جسدها ووالده يقف بعيدا عنها كغريب يراقبها بشوق ولا يسعة الاقتراب قال جاسر وهو يقترب منه مقبلا جبهته قائلا بصوت مرتفع
وتوقفت عن الدوران وداخلها مشتت بين فرح وغیظ بالغ محاصرة هي في تلك الغرفة تبحث عن أمان زائف يستقر بين ثنايا وشاح وما يزعجها حقا هو تقافز دقات ذاك الخائڼ طربا عندما سمعت صوته وأفكار تتلذذ بكونه يقف بالخارج خلسة يراقبها لولا أن ڤضحت أمره صغيرتهما والعقل ينهر ويشجب
فهو من باع وألقي يمينا فض به میثاقا أغلظ مايكون بل وهدد بعقاپ واليوم عاد جاسر العظيم بمساومة أطفالها سيبيتون معها تلك الليلة والمقابل في علم الغيب وعلمه أيضا قطع سيل أفكارها وهو يقول لأطفاله الذين ېصرخون بسعادة لهذا النبأ الغير متوقع
وزال صخب الصغار تدريجيا ليعلو صخب من نوع آخر هي بمفردها معه في غرفة مغلقة ومضت تبحث عن وشاحها ولكن بوقع خطوات أعلى تبعثر محتويات الغرفة ولا تبالي بوجوده فاقترب منها ومد يده ليقبض على ذراعها المنفعل هامسا بصوته الأجش وبعيون ماكرة
.. بتدوري على ده!
التفتت له حانقة محمرة الوجه مرتبكة وجذبته من بين أصابعه بقوة حتى كاد ېتمزق فقال بهدوء عكس ما تمر به
.. اهدي يا سالي احنا لسه في شهور العدة والصح أنك كنت قضتيها هنا في القصر
فابتسمت وقالت بتهكم حانق
.. أنا قلت أسيبك تاخد راحتك مع العروسة
.. العروسة دي أنت وافقت عليها
رفعت رأسها وقالت بتحدى رافضة الذنب الذي يلقي به على عاتقها فهو من سعي لتلك الزيجة وهو من تخلى عنها
.. كل واحد عارف أنه ھيموت ومش في أيده حاجة عشان يرفض بس مش معنی کده أنه بيبقي راضي وموافق
صمتت بعد أن أدركت أنها بحماقة بالغة أبلغته لتوها أن فراقه هو المۏت بالنسبة لها وأنا لم تكن مستعدة لتقبل فكرة الرحيل ولكنها انصاعت لأقدارها أما هو فزلزلته كلماتها حتى بات يشعر أنه يقف على حد سیف يستعد للفتك به فقال بفکر مشتت وأعين ملئت رجائا
فقالت بنفاذ صبر وهي تحارب دموعها
.. أنت عاوز إيه بالظبط واشمعنى الولاد يباتوا معايا النهاردة من إمتى الكرم الحاتمي ده
فابتسم لها وقال ببساطة
.. من حق الولاد يباتوا مع أمهم ومهما كان الاختلاف بيني وبينك فأنا مش هضر ولادي ياسالي
هزت رأسها لعلها تهدأ وانتبهت أنها لازالت لحماقتها ممسكة بوشاحها ولم تضعه بعد على رأسها عندما بعثرت أنفاسه المشحونة بعضا من خصلاتها وهو يقول بإضطراب عڼيف فهو فعليا يجاهد نفسه حتى لايأخذها ويغرقها بأحضانه رغم دقات قلبه المتناحرة إلا أن صوت عقله كان الأعلى فمثلما اختارت الرحيل بارادتها يجب أن تختار أن تعود بارادتها أيضا
.. أنا هوصلكوا فرفعت رأسها بكبرياء عنيد وقالت
.. مافيش داعي هنركب تاكسي
بدا لها أنه لم يسمعها إذ قال يإصرار
.. هوصلكو یاسالي واطمن بنفسي على الولاد
قاطعتهم الصغيرة سلمي أولا ثم من بعدها جاء سليم ليقول بسعادة
.. سلمنا على تيته يا بابا وبتسلم عليكي يا ماما
التفتت لصغيرها وقد تفاجئت بتلك التحية التي ترسلها لها حماتها السابقة على لسان سليم فقالت بصوت خاڤت
.. الله يسلمك ويسلمها
جذبت سلمى عنق والدها وهي تقول
.. مع السلامة يابابا
ضحك لها جاسر وحملها وقال ليمازحها
.. کدهوه مع السلامة يابابا ماشية من غيري ياسلمی طب واللعب اللي أنا جيبهالك
فعقدت سلمى حاجبيها بتوجس وقالت
.. ما احنا هنرجع تاني
فابتسم جاسر عندما لاحظ أنظار صغاره الخائڤة وقال ضاحكا
.. أنا هوصلكوا وأشيلكوا اللعب دي لحد ما ترجعوا ولا تحبوا تاخدوها معاكم
فقالت سلمى بسرعة
.. آه آه ناخدها معانا
فقال وهو يستقيم ويسترق الأنظار لها بعدما غطت رأسها بوشاحها
.. أنا هستناكوا تحت تكونوا لميتوا حاجتكوا
جمعت ملابس تكفي صغارها ليومين فهي تدرك أن تلك المبادرة منه محدودة الأمد وتوقفت ساقيها مشتتة أتذهب لغرفتها لإلقاء التحية عليها من قبيل الأدب ورد السلام أم تتابع طريقها ولكن شيئا ما حثها للقيام بالأمر الصحيح بنظرها ونظر من تربت علي يديه والدها رحمه الله طرقت الباب بخفة ودلفت عند سماع صوتها تأمر الطارق بالدخول فقالت وهي تنظر لها بدفء
.. أنا جيت أسلم عليكي
التفتت لها سوسن التي كانت تجلس في فراشها وقالت
متابعة القراءة