روايه جواز ابريل بقلم نورهان محسن
المحتويات
كانت غبية حقا عندما اعتقدت أن الأمور بينهما أصبحت جيدة إلى حد ما ليفاجئها اليوم بتصرفات استفزازية لا يجب أن تسكت عنها فيما لاحظ عز وجهها الجميل المتكدر فصاح منزعجا بصوت حاسم ما خلاص يا باسم
بقلم نورهان محسن
بعد قليل
عند باسم فى الحديقة
أطلق باسم زفيرا بسأم وعدم فهم وهو يجري المكالمة العاشرة والخط لا يزال مغلقا لكن سرعان ما افترقت فمه بابتسامة عابثة حالما لاحظ خالد ينظر حوله يمينا ويسارا.
تقدم باسم نحوه ووقف أمامه محدقا إليه بعين خبيثة متصنعا الجهل وهو يسأله ببراءة زائفة بتدور علي حد قولي وانا اساعدك!
تمتم خالد ببرود وهو يعقد حاجبيه مفيش فكك مني
زفر خالد بضيق واضح قائلا بإنزعاج من بين أسنانه مش ناقص لذاذتك يا باسم
_طيب طيب كنت بحاول افكك يا متنشن
قال باسم ذلك وهو على وشك المغادرة فهتف خالد وهو يزيل قناع الجمود عنه ليسأله بلهفة رايح علي فين!! ماقولتليش ردت قالتلك ايه!
_لسه هتفكر يا لحوح .. ومالك كدا اتقل شوية ما انت علي وضع السيلنت بقالك كتير .. خليني اروح اشوف رزان دي كمان اتأخرت كل دا ليه .. برنلها من الصبح ومش بترد عليا
أنهى باسم كلامه بتعبير حائر على وجهه وهو ينظر إلى هاتفه ليحدق إليه خالد بنظرة شماتة وتمتم بنبرة ذات معنى يمكن ربنا بيحبها و ناوت ماتجيش
بعد فترة زمنية وجيزة
عند باسم
ركب سيارته وأدار المحرك وغادر المكان بأقصى سرعة.
أحاط باسم بمقود السيارة براحتيه المرتعشتين محاولا السيطرة عليهم وهو لا يعرف إلى أين يجب أن يذهب لكنه يدرك فقط أنه بحاجة إلى الابتعاد عن هنا على الفور حتى لا يراه أحد من عائلته في تلك الحالة ولا يزال يرن في أذنيه صفير مستمر ونبضات قلبه تدوى بلا هوادة ليطلق من بين فمه زفيرا طويلا يخرج معه كل ما بداخله فما حدث ليس هينا لقد كان على وشك أن يفقد حياته منذ فترة وجيزة على يد تلك المعتوهة.
خرج باسم من دوامة أفكاره القاتمة عندما ظهرت أمامه في منتصف الطريق في حين التقطت مسامع ابريل صوت ضجيجا خلفها فعكست حدقيتها المتسعتان بړعب المصابيح الأمامية للسيارة القادمة نحوها وأدركت بغباء أنها كانت تقف في منتصف الطريق.
أوقف سيارته بقوة فى اللحظة الأخيرة مم جعل المكابح تصدر صريرا عاليا أثر إحتكاك العجلات بالأرض
ولم يفصل بين سيارته وبينها سوى بضعة إنشات فقط.
إنتهت أخر لمحة من لقطات الماضى
بقلم نورهان محسن
عودة إلى الوقت الحاضر
_هي الانسة تبقي خطيبتك
سرعان ما نفى باسم ما يعتقده هذا الأحمق انا..
قاطعت ابريل كلماته على الفور وهي تتأبط ذراعه متشبثة به كالغارق الذى يعلق أمله في قشة لينجو من الهلاك ثم تدفقت الكلمات من فمها بسلاسة ونعومة انا وباسم مكناش عايزين نعلن الفترة دي عن حاجة
يتبعها شخص آخر يبتسم ثم عقب بتساؤل نحب نعرف إسمك ايه يا فندم
انا الباشمهندسة ابريل الهادي .. خطيبته..!!
قالت ابريل ذلك بكبرياء وثقة عاليين والإبتسامة تنفرج على ثغرها مم جعل عيون الجميع تتسع في دهشة ثم تساءل أحدهم بابتسامة عريضة صحيح الكلام دا يا استاذ باسم!
لم يرد عليه باسم بل أنه ظل متجهما دون رد فعل مندهشا من جراءة تلك الشقراء التي لم يتجاوز رأسها كتفه فيما إزدردت الأخرى ريقها وكادت حصونها الزائفة أن تتبخر في الهواء من نظراته المتجمدة عليها والتي اندلعت منها الصدمة والاستنكار لتتأكد بما لا يدع مجالا للشك أنها ارتكبت خطأ فادحا.
_الف مبروك .. دا خبر جميل جدا
استغلت أبريل صمته لترد مكانه بنفس الابتسامة الواثقة ميرسي اوي
_عايزين نعرف ازاي اتعرفتو علي بعض اللي بدأت بيها قصة حبكم و بقالكم قد ايه مرتبطين
_قررتوا ترتبطوا امتي وامتي اول مرة حسيتي انك بتحبيه
_ايه سبب عدم ظهورك معاه وليه ظهرتي انهاردة تحديدا
أصابها الارتباك من كثرة الأسئلة التي انهالت عليهم دفعة واحدة بينما باسم فك عقدة حاجبيه تدريجيا وهو يرد بسرعة بديهة هنعمل انترفيو في احد القنوات الفضائية .. وهنتكلم عن قصة حبنا لبعض بالتفاصيل .. مش كدا يا حبيبتي!
قال باسم الجملة الأخيرة يتولى عنها زمام الأمور وجاراها فى لعبتها الخطېرة أو بالأحري قرر التفوق عليها بالكذب أيضا.
تجمدت أبريل في أرضها والارتباك ملأ كيانها بالكامل فور أن فعل ذلك ثم ما لبث أن تأملته بنظرة واثقة وأضافت بثبات زائف وابتسامة متوترة ااا اكيد طبعا يا حبيبي .. دي احلي حكاية حصلتلي في حياتي
أومأ باسم
متابعة القراءة