روايه جواز ابريل بقلم نورهان محسن
المحتويات
من أثار الحمى قبل أن تغلق الباب بحذر وهي تسير في الردهة وتفكر بقلق في هالة التي لم تتحدث معها منذ الصباح ولم تكن تستيقظ من نومها إلا بين الحين والآخر على صوت رنين هاتفها لترى مكالمات ياسر الكثيرة لها من دون أن تستقبل أى منهم لذا تركتها وشأنها لتفكر بطريقتها الخاصة فهي تلجأ دائما إلى النوم لتنظيم أفكارها المشوشة لعلها تتخذ القرار السليم.
بقلم نورهان محسن
فى مكان جديد
داخل فيلا صغيرة نوعا ما لكنها فاخرة
امرأة في أواخر الأربعينيات من عمرها تجلس على أحد الكراسي في صالة المنزل الفسيح وتتحدث في الهاتف المحمول تتميز بهالة ساحرة وملفتة للنظر لا يظهر عليها التقدم فى العمر لأنها جميلة الملبس والمظهر وتهتم بصحتها إلى أقصى الحدود وتتمتع بدرجة عالية من الأناقة والأنوثة.
إمتعضت شفتى دعاء بحسرة لتقول بإستنكار ازاي ماتعصبش بس .. يعني معقول ابني اللي لسه في عز شبابه يفضل حاله بالشكل دا
تحدثت وسام مواساة ماله حاله بس!! ماهو الحمدلله ماشاء الله عليه مبسوط مع مراته وربنا موفقه في شغله
فركت دعاء جبهتها بتوتر ونطقت بنبرة حزينة جدا انتي مش حاسة بيا يا وسام .. انا عايزة اشوفله ولاد .. كفاية انه طول عمره وحداني .. اتحرم من ابوه وهو لسه في بطني .. ومالوش اخوات .. ولما كبر كمان يتحرم من الخلفة
فى هذه الأثناء
دخلت منى من الخارج بعد أن فتحت لها الخادمة الباب حيث ذهبت إلى منزل حماتها لتأخذ رأيها في الفستان الجديد الذي اشترته لحفل خطوبة هالة فهى دائما تعجب باختيارها الأنيق في اختيار الملابس ومستحضرات التجميل.
نهاية الفصل الرابع عشر
رواية_جوازة_ابريل
نورهان_محسن
الفصل الخامس عشر رواية جوازة ابريل ج
فى هذه الأثناء
لاح على فم دعاء ابتسامة ساخرة قبل أن تأخذ نفسا عميقا لتهدئ أعصابها قليلا حتى لا تبتعد عن مسار حديثهما وأخبرتها مؤكدة كلامها طبعا اخواته يا وسام وكل حاجة .. واكيد ماقصدش كدا .. بس انا عايزة اشوف عز مرتاح واطمن عليه .. دايما حاسة ان
فرحته ناقصة و دا وجعني
مسحت دعاء على صفحة وجهها وعلقت بضيق ايوه وربنا كمان بيقول اسعي يا عبد وانا اسعي معاك .. بقاله تلت سنين معها وعلي طول في خناق وزعل بسبب الخلفة .. لو عليا انا .. يديني الاوكيه بس .. وانا من بكرا اجيبلو مية بنت يختار منهم اللي تعجبه وكلهم بنات عائلات كويسين جدا ويتجوزها .. ومني مالهاش حق انها تزعل .. هو مش هيبقي اول ولا اخر واحد ودا حقه الشرعي
وقفت منى متجمدة فى مكانها بوجه مټألم وحسرة قلب وهى تبتلع تلك الغصة في جوفها بصعوبة وكل كلمة منها تمزق أوتار قلبها وتكسر روحها دون اكتراث فهى بالكاد تصدق أذنيها هل هذه المتحدثة نفسها حماتها ذات القلب الرقيق التي تكن لها الحب والتقدير الكبير
كانت الصدمة بمثابة صڤعة على وجهها أيقظتها على واقع مرير.
امتعض وجه وسام سخطا من أسلوبها العنيد وقالت بتحذير بلاش تفتحي في السيرة دي معاه يا دعاء .. وقتها مش هيوافق بالعكس .. وقتها هياخد موقف منك انتي وهيقولك انتي بتخربي حياته
أخرجت صوتا ساخرا من فمها قبل أن تقول بإستنكار شديد يعني هفضل ساكتة كدا مش هاعمل اي حاجة اعقلو بيها!
تأفأفت وسام بنفاذ صبر ليس هناك أسوأ من الإصرار على التدخل في شؤون الآخرين حتى لو كان ذلك بدافع الإهتمام بمصلحتهم الخاصة فربما يأتي هذا بنتائج عكسية لذا صاحت مستنكرة قولتلك ماتعمليش مشكلة علي حكاية عارفين اخرها انتي اكتر واحدة عارفة راس ابنك يا دعاء
هتفت دعاء بصوت متذمر عال ماشي بس مش دا اخرها .. هو راح بيها كذا مرة لدكاترة اشكال والوان وماحصلش حمل .. الاتنين كويسين بس ربنا مش كارمهم مع بعض خلاص خليه يجرب يتجوز تاني دا حقه وشرع ربنا اللي حلله بيه
مررت وسام أناملها على شعرها الذي تعبث به الرياح مخاطبة إياها بنبرة متضايقة عز بيحب مراته يا دعاء ولو هو عايز كدا لازم قراره يبقي من
متابعة القراءة