روايه جواز ابريل بقلم نورهان محسن
المحتويات
الهادئة لو ممكن قهوة سكر زيادة .. عشان قدامنا وقت طويل نقول فيه كلام كتير ماتقالش
قال باسم على مضض مفيش بينا كلام يتقال
سألته ريهام بدون مقدمات وعلى محياها إبتسامة متلاعبة مش قادر تطردني .. لسانك مش مطوعك تنطقها
إبتسم لها قبل أن يخبرها وهو ينظر عميقا لعيناها الستات الحلوة ماينفعش يطردوا
سألته بصوت ناعم جدا مليئ بالحماس تنتظر سماع إجابته لترضي لسه بتشوفني حلوة يا باسم!
تعامل باسم مع الأمر وكأنه لعبة مسلية إذ رفع أحد حاجباه الكثيفان قائلا بثقة لا .. بقيتي اجمل من الاول بكتير يا ريهام
اتسعت على فمها ابتسامة كبرياء لم تزيدها إلا جمالا مضاعفا فيما لم يمنحها الآخر فرصة للرد قائلا بلهجة رجولية هادئة آسرة هعملك القهوة
يقف باسم أمام الآلة الكهربائية منتظرا حتى تنضج القهوة تماما قبل أن يصبها بملامح جامدة على عكس نبضات قلبه المتضاربة حيث أن مجيئها إليه جعله في حالة من الارتباك لا إراديا.
سمع صوت كعب حذائها العالي يتردد على الأرضية الرخامية فأدار رأسه نحوها ورمها بنظرة خاڤتة ليراها توقفت مع بعض التردد متكئة على البار من الجانب ثم أعاد تركيزه على ما كان يفعله لتتساءل ريهام بابتسامة حلوة مش محتاج مني اي مساعدة!
شاهدها تقترب منه ببطء خطوة بخطوة حتى تقلصت المسافة بينهما وتطلعت إليه بابتسامة مضمومة همس بإسمها بصوت يكاد يسمع فهمهمت له بإستجابة بذات النبرة نعم!
باسم بنبرة ثابتة مخملية هامسة أخبرها انا هتجوز!!
فتحت ريهام عينيها لتحدق إليه بنظرات غير مستوعبة بينما ترددت عبارته في ذهنها فأضاف بنفس النبرة وبحبها
أخفضت ريهام يديها متراجعة للوراء لتنظر في عينيه بارتياب تبحث عن شيء يثبت لها أن كلامه غير صحيح رغم علمها المسبق بذلك الخبر فأومأ برأسه بجدية مؤكدا لها وهو يرى خديها
أصبحا أكثر احتقانا بينما ترفع ريهام رأسها أخيرا مدركة مغزى كلامه لتتمتم بابتسامة باهتة يسكنها الكثير من السخرية والمرارة في آن واحد انت بتردهالي ..
_هسألك سؤال واحد يا باسم .. في أي وحدة غيري هتملى مكاني الفاضي جواك!
تغلغل سؤالها المفعم بالأمل في أذنيه فانتظرت إجابته بعينيها الزرقاوين المشعتين تراقبه متلهفة لترى أي رد فعل منه بنظرات الاستفهام لكنه لم يخرج عن صمته لترد مكانه بثقة بسكوتك دا بتثبتلي اكتر ان مفيش حد قدر ياخد مكاني
انهت ريهام كلماتها تترجم صمته الغامض بالموافقة على ما قالته بينما يقف باسم وعيناه مثبتتان عليها بملامح غير مقروءة رفعت عيناها تنظر إليه بنظرة استغراب قابلها بنظراته الحادة وتحدث بصوت مخملى بارد ريهام !! انا مبحبش الستات اللي بترمي نفسها
اتسعت مقلتا عينيها من الصدمة مثل صاعقة سقطت على رأسها لتهتز حدقتيها بعدم تصديق بسبب كلامه مع هز رأسها يمينا ويسارا لعلها تنفض ما قاله عن التثبيت في ذهنها ثم همست بصوت ملجلج وهي تشير إلى نفسها انت .. بتقولي انا الكلام دا يا باسم!
رأى باسم بوضوح بريق عينيها بالدموع التي حاولت حپسها عن الخروج بمكابرة ليشعر ببهجة النصر تتقافز داخله لكن بعد ثوان استهدفت قلبه وخزات لم يستطع ترجمتها باسطا يديه على الجانبين وهو يهز رأسه بملامح عابسه قبل أن يبادلها بسؤال آخر ماهو مش معقول بعد كل عمايلك فيا .. تنتظري مني ارحب بيكي!
أطرقت ريهام رأسها أرضا لثانيتين ثم رفعتها نحوه مرة أخرى قائلة بخفوت انت اكيد ليك حق تقول اكتر من كدا .. بس انا اكتشفت اني محبتش غيرك انت يا باسم طول السنين دي
قهقه باسم ساخرا بصوت عال على تعليقها ذلك ثم زجرها بنبرة لاذعة فاكراني هعيد نفس الغلط تاني .. فاكرة انك هتضحكي عليا تاني .. كل الحكاية انك حاسة بوحدة وفراغ بعد طلاقك وعايزة تمليهم بيا يا ريهام
جن چنونها من كلماته المستفزة وصړخت لا إراديا بصوت ضعيف أجش مشوب بالإصرار مش بضحك عليك
تجمعت الدموع في سماء زرقاوتيها بكثافة مشكلة سحابة ضبابية لكنها
متابعة القراءة