روايه جواز ابريل بقلم نورهان محسن
المحتويات
شيئا ما يعرقل من حدوث ذلك وتلك القبضة القاسېة تعتصر صدره المنقبض بشدة.
لم يجبيها بأي شيء ووجه بصره إلى الأعلى مرة أخرى فواصلت حديثها بصوت حانق ايه دا انا بكلمك .. بتبص فين ! انت هتستهبل وتمثل عشان تداري علي عملتك!
خرج صوته ممزقا مش عارف اتنفس
ضيقت ابريل عينيها عليه بارتياب مما قاله لتنتبه إلى حالته المؤسفة أخيرا محدقة فى صدره الذى ينهج علوا وهبوطا بمجهود كبير فتغيرت تعابير وجهها على الفور ونسيت ڠضبها في ثوان وسألته بنبرة متوترة وصلت إليه مشوشة ايه مالك .. انت بتطلع في الروح بجد ولا ايه!
شعرت بثقل نبضات قلبها بطريقة غريبة من شكله المثير للشفقة وقطرات العرق التي كانت تتساقط من جبهته فإستفهمت پخوف حاسس بايه!! انت مش قادر تاخد نفسك صح
هرولت أبريل خلفه دون أن تفهم ما به فرأت جسده ينهار ببطء أمام مقدمة السيارة بعد أن فقد توازنه.
جلست ابريل مقابله على الأرض جاثية على ركبتيها فرأته يسند رأسه على سطح السيارة ويرفع وجهه للأعلى وما زال يكافح من أجل التنفس بصعوبة فنظرت حولها وهي تقول بنبرة مشتتة هو مفيش حد هنا يساعدنا الناس كلها نايمين!!
تحركت أصابعها الباردة لا إراديا ومسحت قطرات العرق من أعلى جبهته وناقوس القلق يطرق طبوله الصاخبة في قلبها المرتجف عندما لم تتلق أي رد منه فتلعثمت تناديه انت كويس .. رد عليا .. ماتخوفنيش!!!
اقتربت ابريل منه أكثر بعفوية ووضعت يدها المرتجفة على كتفه محاولة طمأنته فى حين أنها كانت تكاد ټنهار من الړعب أيضا لتجيبه پخوف وقلق بالغين لالا ماتخافش .. انا معاك .. هتبقي كويس .. بس خليك معايا .. بصلي هنا
حدقت ابريل في احمرار عينيه وكأنه يختنق حقا وهو يميل برأسه إلى الأمام وينظر إليها پضياع ثم أجابها بضيق شديد في التنفس مش عارف .. اتنفس .. مش عارف!!
بدأ يسعل عندما حاول التنفس بقوة فهزت رأسها بالنفي وقالت مصححة له لا .. لا من بوقك
حاول مرة أخرى لكنه فشل وزاد شعوره پألم في الصدر والاختناق فتحركت دون لحظة من التردد وفتحت أزرار قميصه لكي تساعده على التنفس بحرية لتردد بصوت وصل إليه من بعيد
رغم نبرة صوتها العالية بينما كانت تشعر بضخ قلبه القوي تحت كفها خليك مركز عليا..
أخذت ابريل نفسا عميقا من خلال أنفها ثم أخرجته ببطء عبر فمها بينما كانت تشرح له بصوت منخفض اتنفس براحة .. ايوه .. خد نفس زي كدا معايا .. علي مهلك .. وبعدين طلعو براحة
ظل باسم يتبع تعليماتها وهو ينظر للأعلى محاولا استنشاق أكبر قدر ممكن من الهواء ببطء وحذر مم جعله يشعر بالاسترخاء تدريجيا وهي تتفحصه بعينين قلقتين على أمل أن تهدأ ارتعاشته وأدركت أنه أصيب بنوبة هلع مفاجئة مم أدى إلى ظهور هذه الأعراض عليه وفسرت سببها على أنها تلك الحاډثة التي حدثت قبل قليل معهم مع محفز المشروب الكحولي الذي تناوله.
تثرثرت ابريل بصوت خاڤت انت حصلك بانك اتاك .. اتنفس بإنتظام و براحة .. ها .. حاسس انك احسن شوية .. دقات قلبك هديت شوية .. دي علامة كويسة..!!
قالت ذلك ببعض الارتياح بعد أن شعرت بنبض قلبه المنتظم من معصمه البارد لتتحرك حدقتيها بإضطراب من صمته التام ولم تكن تعرف ماذا عليها أن تفعل الآن تسألت بنفاذ الصبر طب ايه خلاص جت سليمة ! ولا اكلم الاسعاف ولا اعمل ايه طمني الله يخليك!
أومأ باسم لها بالإيجاب ونطق من بين أنفاسه المتهدجة بتذمر أبح بعد أن استعاد وعيه قليلا إذ كان يشعر أثناء تلك النوبة بالانفصال عن الواقع تماما مش مدياني فرصة انطق
زفر براحة لتقول بإستياء طمنتني .. اسلوبك المش محترم بتاعك دا .. بيدل علي انك كويس وماجرلكش حاجة
ضحك باسم ضحكة خاڤتة على كلامها بعد أن اختفت أعراض الألم والدوخة الشديدة والشعور بالاختناق فجأة كما ظهرت وقد جاءت نوبة الهلع وبلغت ذروتها خلال عشر دقائق فقط بعد أن واجه شيئا كان يخشاه وهو حاډث سيارته وتلك الشاحنة لتستحضر له ذكريات سيئة من ماضيه ثم تمتم بسخرية يتخللها هذيان نتيجة تعبه وثملته وانتي ايه جرسونة الصبح ودكتورة بليل
اتسعت عيناها مذهولة مم يقول لها فهتفت باستنكار تام انت مش طبيعي!!
متابعة القراءة