روايه جديده بقلم فاطيماا

موقع أيام نيوز


في أمان تام 
واثناء انشغالها في تجهيز حقيبتها جاءتها رساله على الواتساب محتواها
_قابليني في المطعم اللي بنتقابل فيه على طول حالا وعلى الله تتأخري يا مريم هتلاقيني بخبط عليكي الباب ومش بعيد أكسره وانتي حره بقى لو ما جيتيش وطنشتي .
زفرت بملل وألقت الهاتف من يدها ولوهله قررت ان لا تذهب لمقابلته ولكن اصبح معها كالمچنون فخاڤت ان ينفذ تهديده وتنال من بطش فريدة وهي ليس لها ذنب فأجابته باختصار 
_ حاضر نص ساعه وجاية .
وبالفعل اخذت حماما سريعا وارتدت ملابسها على عجالة وذهبت الى المطعم وجدته منتظرا لها والنيران تشتعل من وجهه تدل على غضبه الشديد

وصلت الى مكانه وألقت السلام بحدة 
اما هو فور ان رآها أمامه تبدلت معالم الڠضب الشديد البادية علي وجهه الى معالم الحب والۏحشة الشديدة في نفس اللحظة كيف ذلك هو لا يفهم !
مرددا سلامها قائلا بابتسامة محب عاشق لحبيب يتمنى لقياه 
_ وعليكم السلام ورحمة الله هلا وغلا فيكي ياحبيبة الروح والقلب .
اهتزت وتيرتها من حديثه وأردفت وهي تتهرب من عيناه قائلة بلوم
_ من امتي كنت همجي كدة يارحيم !
مش متعودة منك علي كدة .
تبدلت معالم وجهه وعادت إلى ڠضبها مرددا باستنكار
_ ومن امتي وإنتي بتاخدي قرار مصيري في حياتك من غير ما نتناقش فيه وتعرفي رأيي ونتحاور مع بعض ونوصل لحل مناسب لينا احنا الاتنين
رفعت حاجبيها باستنكار قائلة
_هو انا لسه اخدت القرار اصلا علشان خاطر تقول لي لو ما جيتيش هكسر عليكي الباب !
انت مش متخيل اصلا ان انت لو عملت كده والدتك هتشوفني ازاي اكتر ما هي شايفاني!
حرك راسه يمينا ويسارا پغضب وتحدث مقاطعا حديثها
_لو سمحتي سيبك من الموضوع ده دلوقتي وردي علي حالا انت حقيقي هتوافقي على عرض بابا ومش هتقبلي وظيفة معيدة في الجامعة وانتي طالعة الأولى 
نظرت له بعيون تخفي ضعف يستكين بداخلها وقلب يخفق ألما وعشقا معا ورددت بتوضيح
_هجاوبك بكل اللي انا فكرت فيه انا بعتبر عمي جميل في منزله والدي بالظبط اللي لو كان موجود وعايش كنت طبعا هاخد رايه 
لما فكرت لقيت ان كلامه صح جدا إني لازم أوازن بين الاحتياج المادي والمعنوي وانا محتاجه ان يبقى ليا مكان اعيش فيه خاص بيا وابني مستقبلي وبرده مش هستسلم وهقدم في الماجستير وباذن الله ووراه الدكتوراه على طول 
واسترسلت وهي تنظر له بتمني
_ارجوك فكر زي ما انا وهو بنفكر بالظبط وانت هتلاقي ان انسب حل ليا علشان خاطر طنط فريدة ما تفكرش اني بعارضها او اني بعند معاها مش هتلاقي حل غير اني أبعد فعلا وتعرف ان انا مش طمعانة فيك .
وكمان أحس ان ليا كيان وكينونة بمعني أصح أحس إني ليا وجود يارحيم .
نظر لها بحزن وهتف باحتياج
_ بس أنا محتاج وجودك جمبي ومش قادر أتصور انك تبقي في مكان بعيد عني 
باختصار اتعودت علي وجود ريحتك في نفس المكان إللي أنا موجود فيه حتي لو مش شايفك كفاية نفسك فيه .
زفرت بتعب وأوضحت له وجهة نظرها 
_ متفكرش إني لما أبعد هبقي مرتاحة يارحيم 
أنا زيك بالظبط ويمكن أكتر وأظن وضحت لك السبب قبل كدة 
وتابعت بشجن
_ أنا محتاجة أثبت لنفسي أولا وللمجتمع إللي جني عليا ثانيا إن بنت الملجأ عافرت واجتهدت وكملت لآخر نفس فيها بدون ماتغضب ربها إنها تبقي حاجة ومش هرضي بأي حاجة لازم أكمل للأخر علشان أوصل لأني أبقي أبقي حاجة متخجلش منها أبدا في يوم من الأيام.
ضيق نظرة عينيه ثم رمقها بنبرة هادئة 
بس أنا هتعب أووي يامريم أرجوكي ثقي فيا إني مش هتخلي عنك وسيبي لي أنا المعافرة أنا أطول منك في النفس .
نظرت بعيد عن عينيه تحاول كبت عبراتها لكنها إستعادت قواها وأخفت كل مشاعرها التي تملكت منها كلماته بكل قوة وأردفت بتمني
_ أرجوك يارحيم أنا مش عايزه أخسرك إنت تعافر من مكانك وأنا أثبت نفسي في مكاني وصدقني هنتقابل بإذن الله وظروفنا محدش هيقدر يمنعها ومحدش هيقدر يفرق بينا لأن الأسباب ساعتها هتكون بطلت أو علي الأقل اتحسنت شوية .
بعد حديث طويل ونقاش دام لأكثر من ساعتين وافق رحيم علي رأيها وهو علي مضض ولكن أخذ وعد منها أن تحادثه دوما وأن ترد على مكالماته وإلا سيجن جنونه ويفعل ما لا يحمد عقباه 
بعد يومان أبلغت مريم جميل بالموافقة علي طلبه وغادرت منزلهم واستلمت شقتها ذو الإيجار البسيط في منطقة شعبية هادئة قد وفرتها لها شريفة مديرة الدار وساعدتها في ذلك وشكرتها مريم بامتنان ومنذ خروجها ورحيم يشعر بالاختناق الشديد والاكتئاب الذي بدا علي معالمه بغزارة شديدة لاحظها كل من جميل وفريدة وبدأت تشعر بالذنب إلا أنها تقنع حالها بأنها فتره ستمضي وسيتعود علي بعادها كما تعود علي حضورها ولكن هل سيكن اعتقادها صحيحا وأن مايشعر به
 

تم نسخ الرابط