روايه جديده بقلم فاطيماا

موقع أيام نيوز


بتداري وجعك بحرفية ورا الابتسامة اللي انا شايفاها على وشك وانت بتحكي وجعك دلوقتي اللي استشفيته من كلامك 
واستطردت احاسيسها وهي تطلب منه برجاء 
_ممكن نخرج بره دايره الشغل خالص وتحكي لي ولو حاجة بسيطة من وجعك واعتبرني صديق مقرب وانا كلي اذان صاغيه .
اتته الفرصه كي يخرج ما في صدره من هموم واثقال ما كان يحبب ان يحاكيها الى احد من قبل
احس بالارتياح الشديد من حديثها ومبادرتها بأن يقص عما في صدره كي يهدا 
وبالفعل انطلق في الحديث عما اتعبه في حياته بالتفصيل مما جعلها تشعر بوجيعته وقلبها يدق حزنا لحبيب السنين المبهم في قلبها فقط ولم تبوح به لمخلوق قط 

وفي نهايه حديثه اشاد وهو مشبك اصابع يديه ببعضهما مرددا بإبانة 
_ وحاليا عندي ميعاد مع الدكتور بكره للتحاليل والآشعة اللي انا عملتها وهيطمني ان رحلة علاجي انتهت ولا لسه .
تنهدت بعمق وتحدثت بابتسامه هادئه
_هتطلع ممتازة وهتخف وهتبقى ميه ميه بس انت قول يا رب 
واسترسلت بتساؤل
_ده انت شلت كتير قوي ازاي قدرت تستحمل كل ده
_كنت دايما بصبر نفسي واقول يا جبل ما يهزك ريح عشان اقدر اقاوم واعيش..... اجابها مالك بنبره انهزاميه تنم عن مدى تعبه النفسي.
تابعت تساؤلاتها بحيره
_بس انا اسمع ان الست المصرية اصيلة وبتقف جنب جوزها وعمرها ما تسيبه في ظروف صعبة زي ظروفك
ضحك بسخرية من براءة حديثها وأجابها 
_كتير جدا من الستات المصرية بيقفوا جنب أزواجهم ولسه الدنيا بخير بس جت مع العبد الغلبان والنداله كانت واخده حقها معاه قوي 
ثم استنشق زفيرا طويلا وهي ينهي ذاك الحوار المؤلم لروحه 
_ممكن ما نتكلمش في الموضوع ده تاني عشان بجد بيتعبني اي نعم انا ارتحت لما لقيت حد خرجني اللي في قلبي بس عايزك ولا كأنك سمعتي حاجه .
بابتسامه مشرقه بانت على معالم وجهها اجابته
_ تمام مستر مالك 
وبنظرة كلها رجاء أكملت باهتمام
_طيب ممكن اروح معاك مقابلة الدكتور بكره ده ان ما كانش يزعجك 
دقق بالنظر داخل عيناها بترقب شديد لطلبها الغريب الذي جعل دقات قلبه تسأل قبل منطق عقله ونطق باستفسار 
_ قد كدة أنا بقيت مهم لدرجة إنك تروحي معايا جلسة دكتور 
تراجعت باسترخاء على المقعد وهي تربع ساعديها باستمتاع اتاها من اعجابها باستفساره واجابته بعيناي راجيه
_ممكن اه وممكن اكتر شويه بس ارجوك نفسي اشاركك في لحظاتك اللي انت موجود فيها هنا وابقى واقفه جنبك وما تسألنيش ليه لأني انا حاسه اني عايزه اعمل كده .
زاده حديثها ارتياح شديد اكثر من ذي قبل واجابها بموافقة
_تمام هعدي عليكي بكره ونروح سوا وان شاء الله يطلع وشك حلو عليا .
وظلا يتحدثان مدة من الوقت لم يشعروا به طيلة حديثهم الى ان احسوا بالتأخير وانتهو من جلستهم مودعا بعضهم البعض الى اللقاء غدا 
وفي اثناء سير كل منهم في طريق عودته الى مكان مأواه حدث مالك حاله بتساؤلات كثيره جرت في عقله وقلبه بل وكل جسده كان متفاعلا مع تساؤلاته 
_ماذا ورائك يا تلك الجميلة الرقيقة التي لم ارى في رقتها امراة قبل 
أمن الممكن ان اصدق حدسي فيما يفكر به ويتوقعه!
أمن الممكن أن تصبحي انتي ونيسة الأيام وجليسة الليالي القادمة وجبر قلبا معذبا طيلة حياته!
حقا لو اصبح كذلك لكأن الله سيعوض حرماني اضعافا مضاعفة 
اما هي كانت تسرح بخيالها في عالم السعادة اللامتناهية من مجرد تقدم بضع خطوات من عشقها المختزن داخلها والتي لا يعلمه احدا سواها وهي تتسابق مع الطرقات بسعادة بالغة 
انتهى اليوم على الجميع بمأساته للبعض وبالجبر والعوض للبعض الاخر 
في اليوم التالي اتى الصباح محملا بالأمل والتفاؤل على الجميع وخاصه مالك الجوهري الذي ارتدى ملابسه الكاجوال والتي كانت عباره عن بنطالا من اللون الازرق القاتم وقميصا باللون الابيض الزاهي وارتدى ساعته ونظارته الشمسيه فكان حقا وسيما 
وهاتف جوليا بأنه قادم اليها وهي كانت في انتظاره بسعادة بالغة
تقابلا كل منهما ومر الوقت سريعا وهم في انتظار نتيجه التحاليل والتي ما ان اتت الممرضه بها استمع الى نداء دوره وعلى الفور دلفا الاثنين الى غرفة الطبيب الذي كان مهتما بفحص التحاليل جيدا وما ان انتبه الطبيب لوجودهما حتى تحدث بابتسامه 
_ لقد اخبرتك من قبل سيد مالك ان رحلة علاجك اوشكت على الانتهاء وتلك التحاليل اثبتت ذلك 
ثم تابع حديثه وهو ينظر له باستغراب عما راه في تحاليل الجينات 
_ولكن شيئا ما في تحاليل الجينات اريد تفسيره منك سيد مالك
ابتسم مالك وجوليا بعد ان طمأنهما الطبيب على اقتراب شفائه والذي اكده الطبيب بأن بضعا من الأدوية التي سيعطيها له ستنهي الأمر تماما وسيحيا حياة طبيعية كأي رجل
اما جوليا امسكت بكفاي يديه وقبضت عليهما بشده وهي تبادله الابتسامة النابعة من قلبها الجميل 
وما ان استمع الى تساؤل الطبيب حتى قطب جبينه باستغراب واشاد مرددا
_ما الذي يحيرك في الأمر سيدي الطبيب 
قص عليه الطبيب ما راه وما ان استمع اليه حتى بات دقات قلبه عڼيفه شديده وصوره اعينه زائغه من شده ما سمع ونزل على قلبه والذي كان عبارة عن استغراب حقا 
_بدا لي في تحاليل الجينات انك منذ اكثر من أربعة اعوام تتناول عقارا يؤثر على الإنجاب والذي يسبب العقم مع مدار تناوله على مدى العمر ومع تناول تلك العقارات كنت تتناول اخرى مضادة كيف ذاك الطبيب الذي يتابع حالتك ان يضرك بهذا الشكل سيد مالك 
العبارات صاډمة والقلوب ترتعش والعيون تنظر بغموض والنفس الأمارة بالسوء بدات تتناول تفكيرها 
وبعد تلك العبارات ايضا اصبحت الأنفاس متسارعة والأفكار متضاربة والجسد مشتعل والهواء بدا ينعدم كل ذلك شعر به مالك وقسمه الى اشلاء بدات تمزق داخله وخيوط عقله بدات تتزاحم وتفكر فيما مضى وترتب لما هو ات والذي لا يبشر بالخير ابدا
_______________________________
في مدينة الإسكندرية في أحد الكافيهات تجلس هند زوجة زاهر الجمال مع إحدي صديقاتها وهم تحاكيها بانزعاج وتنفث ڠضبا وتهز قدماها عڼفا قائلة بعيون تنطق حسرة
_بقي أنا إللي ينطبق عليها المثل جيت تصيده صادك وحفرت الحفرة إللي قعدت أخطط لها قد كدة وفي الآخر وقعت فيها أنا !
واسترسلت وهي تستشيط ڠضبا جما 
_ ده أنا لبست في الحيط واتعورت بالجامد أوووي ولسه مش قادره أفوق وجيت أكحلها عميتها.
كانت صديقتها تكتم ضحكاتها علي طريقة هند المضحكة للغاية وعلي تعبيرات جسدها أيضا 
ورأت هند تلك الضحكات المكتومة علي وجهها مما جعل ڠضبها يزداد وقذفتها بعبوة المناديل الورقية وقامت من مكانها وهي تنهرها بحدة 
_ تصدقي بالله إنك معندكيش ډم ولا إحساس أنا شايطة وبولع وإنتي قاعدة تضحكي عليا 
أنا إللي غلطانه إني جيت أشتكي لك أوجاعي وانتي عارفه إنك الوحيدة إللي بحكي لها كل اللي يخصني 
وبنظرات لوم أكملت وهي تسحب حقيبتها 
_ أنا ماشية ومش عايزة منك حاجة .
انتفضت الأخري وأمسكتها من يدها وهي تبدي علي وجهها وبعباراتها علامات الندم والأسف
_ خلاص اقعدي ماتزعليش ومتبقيش أفوشة
 

تم نسخ الرابط