روايه جديده بقلم فاطيماا

موقع أيام نيوز


مضمون يا بنتي كتييير كانوا زيه والغربة أخدت شبابهم وفي الأخر رجعوا بأمراض الدنيا ومتهنوش بالفلوس اللى اتغربوا علشانها.
انتفض قلبها لحديث والدها ولأول مره تشعر بمدى صحته ووعدته انها ستفكر جيدا في ذلك الموضوع في تلك المره بالتحديد ثم تحدثت والدتها الى احفادها مردده بدعوات 
_خلي بالكم من والدتكم في المطار وخلي بالكم من نفسكم يا ولاد واول ما توصلوا طمنوني على طول علشان انا عارفه ان امكم اول ما تشوف ابوكم هتنسى اهلها وامها وابوها والدنيا واللي فيها .
ابتسموا جميعا على تلك السيدة التي لم تترك فرصة وتؤنب الجميع بتقصيرهم وردد مهاب بطمأنة لجدته 

_ما تقلقيش يا تيته اول ما نوصل هتلاقي مني فيديو كول لينا كلنا وده وعد من مهاب الراجل اللي مش هيرجع فيه ابدا وانتي عارفه .
قال كلماته الأخيرة وهو يستعرض نفسه بشجاعه علي سبيل الدعابة مما أدخل في صدورهم جميعا الطمأنينة والسعادة 
فهو دائما يخلق الابتسامه لكل من حوله بفكاهته المقبولة والتي تخرج بتلقائية منه دون تصنع 
وأكملوا باقي حديثهم أثناء سيرانهم إلي المطار حتي وصلوا وهبطوا جميعا كل منهم يعرف مهمته 
بعد نصف ساعة من إنهاء الإجراءات ودعت راندا وأبنائها والديها بدموع كالعادة وصعدوا إلي الطائرة بقلب شغوف مستعدين للقاء الحبيب من العام للعام في مفاجأة منهم لذالك الأب الحنون والزوج الراقي 
بعد عدة ساعات وصلوا فيها إلي المكان المنشود وبالتحديد تحت مسكن والدهم صعدوا في هدوء تام لكي يفاجؤه فقد علمت راندا أنه بالبيت بذكاء منها عبر رسائل الواتساب 
دخلوا المنزل بقلب يأن لرؤية حبيبهم وصعدوا درجات السلم بحذر كي يعطوا للمفاجأة روعتها 
وعندما وصلوا إذا بهم يشاهدون أبيهم في حالة يرثي لها ناطقين پصدمة وهم يضعون أيديهم على أفواههم 
_ بابا !
10
في نسمات الليل حيث الناس نيام نلقي أناسا تتضرع إلي خالقها تببتغي عرض حسنة وأناسا أخري تلهو وتضيع في معصية الخالق عز وجل وأناسا بات همهم أن يستيقظوا مبكرا لأشغالهم الشاقه وشتان مابين ذالك وهؤلاء تبدوا الحياه صراع شديد بين الليل والنهار 
وفي ليلة من تلك الليالي حدث مالايحمد عقباه ولا يخطر علي بال راندا وأبنائها حيث رأوا بأم أعينهم مشهدا زلزل كيانهم وقطع أرواحهم 
ومنذ أن رأوه وكأن الطير أكل رؤوسهم من شدة الصدمة 
فتحدثت سما باندهاش واستنكار مرددة لأبيها بعتاب محب أنكر من حبيبه فعلة شنعاء كتلك نزلت علي قلوبهم وأصابتها الرعشة جراء قلبهم البرئ 
_ ممكن تفهمنا يابابا ايه إللي بيحصل بالظبط هنا 
خرج ذاك السؤال من بين شفاها المرتعشة مما رأوا 
وأتبعها مهاب بسؤال آخر مرددا بتعجب لما وصل من رؤية ذالك المشهد إلي قلبه وتيقن أن الأيام القادمة ستمر عليهم حربا لا يفوز فيها أعتي الرجال
_ اتكلم يا بابا وفهمنا اللي إحنا شايفينه ده إيه ويارب مايطلع إللي في بالي 
كل ذلك و راندا وإيهاب كل منهم نظرته تختلف عن نظرة الأخر 
أما هو فكان ينظر لها مطأطأ بخذلان ولا يقوي علي مواجهتها وكان فقط ينظر إلي تشتت جسدها حائرة مصډومة غير مصدقة وتكاد تكذب أعينها وجسدها أصبح كالڼار المشټعلة التي تحمي في بدايتها ولم تنطلق شرارتها إلي الآن ولكنها ماإن تكونت لهيبها بفضل ماوضع فيها من عامل أقوي من البنزين حتي انطلقت مسرعة إليه قابضة بتلابيب قميصه وهي تهزه پعنف ودموعها انسدلت من مقلتيها بدون إرادة منها أو قدرة في التحكم علي عدم نزولها وهي تهتف بكلمتين فقط مع هزتها پعنف لجسده 
_ ليه يا إيهاب ليه !
ليه ليه ليه .......
وتركته وذهبت إلى المنضدة الموضوعة وقامت بقلبها بكل ماعليها من شموع مضائة وأكلات شهية وسكبت محتوياتها أرضا بحدة بالغة وهي تردد 
_ لاااااااااا مش مصدقة والله إنك تخوني وتجرحني وتعمل فيا كدة 
ثم أسرعت إلي ابنها وقبضت علي معصمه بأيد ترتعش وسألته بتيهة 
_ قولي يامهاب يابني إني بحلم وإن إللي عيني شافته ده كڈب 
قول لي ياماما إحنا لسه موصلناش علشان نعمل لبابا مفاجأة وإني بحلم بكابوس وأكيد هفوق منه 
وبدوره احتضنها ولدها وهو يهدهد علي ظهرها بحنان ممزوج بالړعب من حالة والدته 
وهدأها بكلمات خرجت من بين أسنانه بتوتر من هول الموقف 
_ اهدي ياحبيبتي وإن شاء الله خير اهدي يا أمي .
أما عن سما تلك الطفلة الرقيقة التي رأت مشهدا جعلها تكبر أعواما عن سنها تقف كالشريدة الضائعة من تطلع عقلها علي حالهم وهم علي مشارف المستقبل الضائع 
وهي تبكي بغزارة وتحتضن حالها وهي تعيد رؤية ذلك المشهد مرارا وتكرارا منذ وصولهم 
وكل تلك الأحاسيس والمشاعر التي تبدلت من فرحة شديدة إلي انتكاسة حزن وأسى رهيبة فقط في بضع لحظات من وصولهم إلي مكان أبيهم 
حيث رأوا منذ دخولهم أبيهم يحتضن سيدة ويتراقص معها رقصتهم الرومانسية ومتناسين العالم من حولهم من سحر اللحظة وتلك المرأة ترتدي فستانا مكشوفا لاترتديه أي امرأة إلا لزوجها 
وحولهم الشموع مضائة والأدهي مارأوه مكتوبا علي قطعة الحلوي الموضوعة علي المنضدة المقلوبة حاليا حيث كان مشيدا بحروف من لون الذهب 
_ كل سنه وانتي معايا يا أجمل فيروز
كل سنة وعيد جواز وإنتي حبيبتي وفي حضڼي 
كل سنة ودايما مع بعض ومنفارقش بعض أبدا
عشت معاكي خمس سنين وكأني في الجنة .
منذ أن وصلوا وأعينهم الثلاثة مشططت المكان وما يحويه من كوارث لعقولهم 
اما هي رددت وهي في أحضان ابنها بلهيب قلب احترق
_ اتجوزت عليا ياإيهاب!
اتجوزت عليا ياابو  ولادي !
اتجوزت عليا يا عشرة عمري وحب حياتي !
اتجوزت عليا أنا علي راندا المالكي !
وانطلقت الدموع لبكاء وشهقات عالية أدمتهم جميعا حتي تلك الفيروز التي تقف في موقف مهيب لو كان عقلها استجمعه ألاف المرات ماكان وصل بتلك الهالة والهول 
انطلق إليها إيهاب وهو يسحبها من داخل أحضان ابنها ويدخلها داخل أحضانه بړعب وخوف من القادم مرددا وهو يهدئها بكلمات خرجت من بين أسنانه غير مرتبة 
_ اهدي ياراندا أرجوكي متعمليش في نفسك كدة دموعك بېموتوني وبيقطعوا فيا 
أرجوكي اهدي وأنا هشرح لك كل حاجة ولازم تعرفي إن عمري ماحبيت ولا هحب ولا عشقت ولا هعشق غيرك ياعمري كله وأيامه إللي راحت واللي جاية .
استمعت تلك الفيروز علي اعترافاته التي خرجت من أعماق قلبه وأحستها بمدي صدقه 
نعم فالإنسان لا تظهر حقيقته إلا وقت الڠضب الشديد وما يتفوه به لسانه هو الحقيقة المؤكدة ولا غبار عليها 
وتألمت روحها وتوجع قلبها وبات موجوعا تدق أبواب بداية الۏجع عليه
فكان مؤلما حقا لها وهو في بداية وجعه فماذا يكون إحساسه عندما تصل فقط إلي منتصفه فقط 
وماذا عن منتهاه 
وعندما جال عقلها ووصل إلي منتهاه نطق قلبها
_يا الهي إنه لمۏت بالحياة !
وتطلعت بالمستقبل إلي الأمام والأن أدركت أن بداية الۏجع بدأت وحروبه اندلعت وأصبحت الأن علي مشارف الفقدان لحبيب الروح مرة أخري 
وحدثت حالها بصړاخ داخلي أرعب خارجها وجعلها تجلس منكمشة علي حالها وهي تنظر
 

تم نسخ الرابط