روايه جديده بقلم فاطيماا

موقع أيام نيوز


كان الظرف قاسې .
فصل 5
في منزل راندا المالكي عصرا
يجلس ايهاب متأكا على تخته ومحتضنا زوجته وحبيبة ايامه راندا مرددا لها بحزن 
على قد ما أنا كنت جاي الأجازة دي حزين علشان باهر الله يرحمه
علي قد مانا  حسيت ان طاقتي اتجددت 
انا روحي هنا معاكم وفي وسطيكم هناك حاسس اني شريد وغريب وحياتي مفتقدة طعم الحياه ودفا البيوت 
ثم أمسك يديها وقبلهما مرددا وهو ينظر داخل عينيها بحب 
_واكتر حاجه هفتقدها حرماني منك يا حبيبه القلب والروح يا ساكنه الوجدان 
ما تتصوريش لما بسافر واسيبكم اول اسبوع بيعدي عليا ازاي الأكل ما لهوش طعم والنوم بالعافية والدنيا وحشه جدا لحد ما أحس ان انا خلاص اتأقلمت واخدت على كده وامشي في دوامه الحياه .

تجمعت غشاوه الدموع في مقلتيها واحست بمدى العڈاب الذي يعيش فيه زوجها في غربته فهي مهما كان تعيش مع ابنائها وفي وسط عائلته يخففون عنها القليل من الآلام اما هو ولا جليس ولا أنيس يمرر ثقل الأيام والوحدة وتحدثت بحزن عميق 
_يا حبيبي بجد كلامك بيقطع في قلبي وبيحسسني ان احنا جانيين عليك
وان انت جاي على نفسك زياده عن اللزوم علشان خاطر تسعدنا كلنا وتوفر لنا حياه كريمة نعيش فيها 
بجد انا نفسي ان انا نفضل معاك هناك على طول وما نسيبكش خالص بس هعمل ايه تعليم الأولاد صعب هناك جدا وكمان بابا وماما ما يقدروش ما يشوفونيش كل سنتين مره 
بجد عناء الغربة صعب علينا جدا بس هنعمل ايه ادي الله وادي حكمته 
و استرسلت حديثها وهي تنظر داخل عينيه بحب
_بس انت عارف لما بكون جايه لك بحس ان انا عروسة رايحه لعريسها يوم فرحها وان الفرحة مش سايعاني اني خلاص هترمي في حضنك واشم أنفاسك واتمرمغ جوه حضنك واطفي الاشتياق اللي بيسببه بعدك عني .
ابتسم بحب على كلامها  وشدد من احتضانها وتحدث بوحشة 
_ياه يا راندا ما تتصوريش لما بتكوني في حضڼي زي دلوقتي كده ببقى مش عايز الوقت يمشي غير لما اشبع من حضنك ولو اني واثق ومتأكد انه ما يتشبعش منه ابدا 
حضنك بالنسبه لي الكتف اللي بيسندني من الشقي 
واللي بيديني طعم للحياه من صراعتها اللي ما بتنتهيش 
انا بعد الأيام والسنين علشان خاطر اقول قربت ونتجمع انا وانتي والأولاد ومع مرور الأيام احس ان العمر بيعدي وسنين الشباب بتضيع وكتير بقول ان الغربه هتاخد عمري وشبابي من غير ما أحس بوجودكم جنبي
الغربه حرمان كبير قوي يا راندا مش هيحس بطعمه والمه الا اللي مجربه مهما أوصف .
كلامه اشعر بدنها واحست بمدى تعبه وآلام نفسه من وحدة أيامه واحتضنت كفاي يداه بين يديها وتحدثت بحنان وهي تنظر داخل عينيه 
_ياه يا حبيبي قد كده انت متعذب وضايع والحرمان مهدد سلامك وامانك 
قد كده حياتك چحيم واللحظات بتعدي عليك كأنها سنين 
كلامك بيحسسني ويخليني اقول يا ريت ما كنا خدنا الخطوة دي وبقينا في النص لا عارفين ننسحب ولا عارفين نرجع لنقطة البدايه ولا عارفين ناخد خطوه جريئة ومچنونة بأنك تقعد في وسطنا وما تسافرش تاني ونسيبها تمشي بالبركه 
بجد انا من جوايا حزين عليك وعلينا وعلى حالنا 
من جوايا بيتقطع من بعدك عننا والاشتياق اللي بيدمرنا .
حرك راسه بنفي عندما رأى الحزن في عينيها بسبب حديثه واحساسها بالذنب فأجابها بحنان 
_لا يا حبيبتي اوعاكي ترمي الملامه على نفسك ولا تحسسيها بالذنب ناحيتي او ناحيتنا عموما احنا الاتنين بنتعذب زي بعض بالظبط انتي هنا مع الأولاد شايله مسؤوليتهم الكامله لوحدك وفي مواقف كتير بتكون محتاجه ان الاب هو اللي بيحلها وما بتلاقيهوش موجود فبتكوني انتي الأب والأم
الذنب لا عليا ولا عليكي ولا على الأولاد هو ده حكم الحياه وده حكم الزمن ولازم نسعى علشان خاطر ولادنا يعيشوا في مستوى افضل والحمد لله احنا احسن من غيرنا في ناس بيتغربوا بالسنين وما بيشوفوش اهاليهم غير كل تلت سنين مره اما احنا الحمد لله بنشوف بعض كل اجازه صيف وبتقضوها معايا 
يعني الحمد لله متهونه شويه علينا ومش مقفله لدرجة تدخلنا مرحلة الاكتئاب بس على قد الحب على قد الاشتياق هو اللي بيأثر فينا كده انا وانتي وفي اولادنا بس ربنا يجعله في ميزان حسناتنا 
واسترسل حديثه مغيرا مجرى الموضوع كي لا يحزنها 
_جهزتي لي شنطتي ولا اقوم اجهزها علشان انتي عارفه طيارتي بكره ان شاء الله الساعه 1100 الصبح ومش هيبقى عندي وقت اني اجهزها .
تنهدت بثقل عندما ذكرها بسفره وازدرفت الدموع من عينيها  كالشلالات وشددت من احتضانه قائلة بلوع
_ليه بتفكرني دلوقتي ان انت مسافر بكره وهتسيبنا وهتمشي 
واجهشت في البكاء بصوت عالي
حزن هو لأجلها وحدثها بصبر كي ينسييها ألم الفراق 
_يا حبيبتي انتوا خلاص هتقعدي شهر هنا وهتيجوا لعندي هناك تكون اختك هديت شويه
 

تم نسخ الرابط