روايه جديده بقلم فاطيماا
المحتويات
يرق لها ويئن ۏجعا
فتحدثت فريدة معقبة على حزن تلك المقهورة بتهوين على حالها وهي تناولها الشطيرة بحنو
_طيب خدي قطعة الكرواسون دي الأول ودوقيها وقولي لي ايه رايك فيها وبعدين عيطي براحتك ما انا خلصت من ريم بنتي وعياطها علشان خاطر افوق لعياطك إنتي كمان يا ست مريم .
قالت كلماتها بنبرة فكاهية لكي تري الابتسامة على وجه تلك التي اثرت في قلبها بسبب حديثها الأخير الذي آلمها كثيرا
وعلى فكاهيتها تحدث رحيم الى التي كل يوم بل كل لحظة تسكن كيانه اكثر من ذي قبل معقبا بنبره إطرائية
_شوفي بقى ماما في المعجنات تاخد الاوسكار ولا اجدعها شيف معجنات يقدر يعمل بنفس طعامه ايد ماما .
ثم تدخل جميل في الحديث قائلا لها بود
_شوفي يا مريم يا بنتي من النهاردة تعتبري البيت ده بيتك وان شاء الله لما مشكلتك تتحل مش هنسيبك علشان إنتي دخلت قلبي .
شكرته بامتنان بان على معالم وجهها ثم ابتلعت أنفاسها بصعوبة بالغة عقب ذكره لمشكلتها مرددة بعيون كلها رجاء
_هو حقيقي ممكن مشكلتي دي تتحل يا اونكل ولا انا كده خلاص خسړت كل حاجه كليتي ومستقبلي ومصيري هتبقى الأحداث لو عرفوا طريقي واللي اكيد هيعرفوه لما اروح الجامعه
حزن رحيم لأجلها كثيرا وحدث حاله بكلمات توجعه عليها
قلبي وعقلي وروحي بل وكلي بات متعلقا بكي وكأنكي أصبحتي منه وبات موجوعا لوجعك
وقلبي دقاته تدق أبوابك تارة عشقا وتارة ألما وتارة شوقا لرؤيا بسمتك
وأجابها بكلمات بثت الطمأنينة داخلها قائلا بابتسامة أمل
_ متقلقيش يامريم مش هتروحي الجامعة إلا لما نشوف حل لمشكلتك دي ولا هتخرجي من هنا من أساسه غير وإنتي في أمان بإذن الله.
أما جميل تحدث ناطقا بإيضاح
_ شوفي يابنتي أولا خلي عندك ثقة في ربك إللي سترك السنين دي كلها إنه مبينساش حد وهيسترك عمرك الجاي طالما فضلتي متمسكة بإيمانك بيه
_ وثانيا بقي ياستي أنا عندي مهندس كمبيوتر عبقري في البنك هعزمه هنا علي فنجانين قهوة وهنعرض عليه مشكلتك من البداية وأنا عندي ثقة فيه بعد ربنا سبحانه وتعالى هيقدر يوصل لحل يرضينا كلنا وربنا إن شاء الله هيسخر لك جنوده إللي هتحفظك وترعاكي .
واستطرد وهو يقوم من علي طاولة الطعام بدعابة
_ أنا شبعت الحمدلله وعايز أشرب قهوتي من إيدك
قولي لي بقي بتعرفي تعملي قهوة ولا فاشلة في المطبخ
ابتسمت بإشراقة علي دعابته وقامت من مكانها وهتفت باستئذان من فريدة وهي تنظر لها وتشمر عن ساعديها باستعداد
بعد إذنك ياطنط أقتحم مطبخك وأعمل لعمو جميل فنجان قهوة
أشارت إليها فريدة قابلة بدعابة مماثلة لجميل
_ اتفضلي ياحبيبتي هتريحني والله من طلبات القهوة والشاي إللي مش بتخلص الساحة ليكي وورينا شطارتك
هرولت مريم بنشاط كي تصنع قدح القهوة لجميل والشاي لها و لرحيم وفريدة بعد أن سألتهم عن مشروبهم المفضل بعد الطعام
نظرت علي أثرها فريدة وهي تتنهد بتعب من صراعها الداخلي لتلك المريم
فهي في صراع بين قلبها وعقلها في معضلة تلك الفتاة التي اقټحمت حياة ولدها ومن ثم حياتهم
ويبدو لها أنها ستعاني كثيرا من ذاك الصراع فالعقل يرفض وجودها بينهم والقلب يأمره أن يصمت
وبين صراع العقل والقلب أرواحا تنهك مشقة وكبد ليس لهم نهاية
بعد مرور عشرة دقائق خرجت إليهم بآنية المشروبات ووضعتها أمامهم وأعطت كل منهم كوبه وعلي الفور تذوقوه وحقا كانت بارعة في صنعهم
واستاذنت منهم أن تخرج إلي حديقة المنزل تتنفس هواها الذي يشعرها بأنها دون أوامر أو قيود
فأذنوا لها بكلمات أشعرتها أنها صاحبة منزل مثلهم ولها مطلق الحرية تفعل كما تشاء
خرج معها رحيم معللا بنفس حجة مريم ولكنه بداخله يريد التحدث معها بمفردهم فهي صارت تشغل حيزا كبيرا من تفكيره بل أصبحت كل تفكيره
خرج الثنائي الهادئ متخذين المقاعد الموجودة مجلسا لهم
وبعد أن استقروا ردد رحيم متسائلا بوجه بشوش
_ عرفتي تنامي امبارح ولا قلقتي زي كل يوم
تنهدت بتعب وصدر محمل بالهموم عما يجيش في كل حواسها من هواجس وخوف جراء ماحدث لها وهتفت بحمد
_ جدااااااااااا الحمدلله بقالي كتييير منمتش بعمق كده
واسترسلت حديثها بتذكر
_ بس خاېفه وبحلم بيوم ضياعي اللي مستنيني أوووي يارحييم .
انقبض قلبه بالدقات لشعورين متضادان شعور الحب الذي أصابه عندما نطق لسانها اسمه كأعذوبة خرجت من بين شفتيها
وشعورا آخر خوف وحزن علي أمانها التي افتقدته وهي زهرة بريعان شبابها تحزن كل ذاك الحزن
شعورين في آن واحد بدقات واحدة لكن دقاتهما مختلفة كليا عن الأخري
فنظر لها بأعين تفيض حنانا كي يطمأنها ويهدأ من روعها
_ عايزك تطمني قلبك وبالك وتستجمي كدة علشان أنا مش هسيبك أبدا وهفضل جمبك يامريم .
دقات قلبها أعلنت الطبول علي حديثه الحنون وعيونها صارت تنظر له بتعجب وحيرة
وأفلت لسانها بسؤال نابع من قلبها دون أن تحسب له حسبان
_ ممكن أعرف إنت بتعمل معايا كدة من باب الشفقة والعطف
انتابه شعور حزن مغلف بالكبرياء علي شخصها
وعلي تفكيرها بقلة لكونها في نظره أغلي من أي ثمين
وانطلق لسانه معبرا عن قلبه بدون حسبان للمنطق ولا العقل ولا حتي الأشخاص فقط نطق لسانه عما يجيش في صدره هاتفا بعاطفة احتلت قلبه منذ أن عرفها
_ يمكن علشان مشدود ليكي وحاسك مني !
أو يمكن علشان قلبي وكل كياني بقي حاسس إنك مسؤوله منه !
أو يمكن علشان حبيتك يامريم مثلا.
هنا امتنعت عقارب الساعة عن الدوران إجلالا لما نتج من اعتراف العاشق الولهان لتلك البريئة النسمة الرقيقة التي امتلكت الوجدان
وغاصا الاثنان بنظرات العيون ناسيين الظروف والزمان والمكان
رأي تيهتها وسمع نبضات قلبها وود لو يسحقها عشقا داخل أحضانه وينسي كل شئ كي يغدقها بالحنان إلا أنه شدد علي يديه أثر المشاعر التي اجتاحته من اعترفه ونظراتها الخجلة وتوترها وتغير لون وجهها إلي الأحمر القاتم
مرددا لها بوله
_ ياه مكنتش أعرف أني لما أعترف لك باللي حاسس بيه إني هسمع ردك من دقات قلبك
واسترسل بابتسامة عاشق
_ وصلتني إجابتك ياروما واعملي حسابك ده إسم دلعك إللي هناديكي بيه بعد كدة
قال تلك الكلمات وقام من مكانها كي يترك لها مساحة لخجلها وتوتر مشاعرها
وما إن تركها وغادر المكان حتي وضعت يداها علي قلبها تهدأ من دقاته التي انتباتها عقب اعترافه الصريح الذي لم يكن بالحسبان
وحدثت حالها بانبهار وهي تناشد كلها معبرة عنه بكلمات خرجت من قلبها
_ كأن خالقي اعتراني برحمته ورزقني الحب الذي يسكن كل جوارحي ولساني كان عاجزا عن الإعتراف به !
كأن قلبي وعقلي وروحي سيفرحوا والڤرج الآتي سيعبر حياتك مريم
يا الله
متابعة القراءة