عينكي وطني بقلم امل نصر
المحتويات
بعقل المرأة كل ما تمر به الان فوق طاقتها وفوق إحتمالها حتى صديقتها الغالية سحر التي كانت تلجأ لها معظم الأوقات فتستطيع بذكائها وخفة ظلها ان تخفف عنها وتدخل السرور بقلبها إبتعدت هي الأخرى عنها مضطرة في رحلة سفر مع والدتها لبلدتهم لحضور حفل زفاف إحدى أقاربهم ولم تعد حتى الان
تنفست بعمق وهي تعتلي الرصيف المؤدي لموقف الباصات حتى تستقل إحداهم فلا داعي للهروب أكثر من ذلك والتنصل من واجباتها تجاه أسرتها وشقيقتها فى مناسبة هامة كهذه تباطئت خطواتها حينما لفت نظرها وقوف هذه السيارة الرياضية باهظة الثمن بجانب الرصيف وبمنطقة كهذه تبدوا السيارة غريبة عن المكان وسكانه والمدرسة الحكومية أيضا قدمت بخطواتها تتخطاها دون ان ترفع عيناها ناحية السائق ولكنها توقفت مجفلة حينما سمعت من يهتف باسمها من الخلف عن قرب استدارات اليه فوجدته هو نفسه هذا الغريب مدير المشفى الذي رأته سابقا وسألها بكل جرأة عن فاتن وهو يترجل من السيارة بأناقة تليق به وبمكانته فقال بتردد
ظلت صامتة لبعض اللحظات مبهوتة لا تستوعب مطلبه فخطا يقترب منها قليلا يكرر
أسف لو خضيتك أو افتكرتينى مچنون بس انا بجد محتاج اتكلم معاكي ضروري
خرج صوتها المندهش تلوح أمامه بكفها
تتكلم معايا في إيه بالظبط انا بيني وبينك إيه عشان يبقى في مابينا كلام ضروري
انا عارف ان مافيش مابينا حاجة بس انا غايب بقالي سنين طويلة عن البلد وكان يهمني اعرف منك اللي مقدرش اسأل حد غيرك عنه ارجوكي اركبي معايا وانا اوعدك مش هاخد من وقتك كتير
برقت عيناها وهتفت بحدة
تكلم بمهادنة وقد كان حديثه يبدوا كرجاء
انا اسف حقيقي بجد بس لو مش عايزة تركبي معايا خلاص ممكن ندخل الكافيه اللي موجود هناك ده اخر الشارع بس أرجوكي ماتكسفنيش انا مافيش قدامي غيرك وانتي انسانة واعية جدا لتصرفات البنى الادم إللى بيكلمك ان كان كويس ولا وحش
بصرت بعيناها الى الكافيه الذي لوح إليه بكف يده ناحيته فعادت تنظر الى وجهه جيدا فوجدته شاحبا وعيناه حمروان وكأنها لم تذق طعم النوم منذ عدة ليال تعجبت لحال هذا الرجل الغريب وتصرفاته الأغرب معها فوجدت نفسها تخبره ببعض الطف
طرق بعيناه أرضا بخيبة أمل قبل ان يرفعها ثانية اليها فقال
طب ممكن نخلي القاء يبقى في يوم تاني !
خرج ردها بسؤال
طيب ممكن انت بالظبط تفهمني عرفت توصلي ازايولا عرفت تجيب عنوان مدرستي اللى بشتغل فيها منين
هز اكتفاه يجيبها بسهولة
عادي سألت عنك وعرفت !
حينما عادت الى منزلها كما توقعت تماما وجدته ممتلئ على اخره بالأقارب والجيران من سيدات اتت لتساعد والدتها في تحضيرات الحفل كإعداد بعض الأطعمة وبعض أصناف الحلويات بالإضافة لتحضير المشروبات الباردة ومعهم أطفالهم الذين كانوا يركضون ويلعبون بداخل البيت وكأنه ساحة للعب وفتايات يبدوا من اعمارهن أنهن اتين من أجل العروس التى كانت بغرفتها وأصوات ضحكاتها العالية مع الفتيات صادرة خارج الغرفة وبقوة سمعت صوت والدتها من المطبخ ولكنها لم تجرؤ للدخول إليها فقد كان مزدحم بالنساء حولها أكملت سيرها الى غرفتها الحبيبة وعندما همت لفتحها وجدتها مغلقة من الداخل فطرقت على بابها فوصلها صوت نسائي من داخل الغرفة
أنا فجر اخت العروسة وصاحبة الاوضة
ابلة فجر أيوة صحيح معلش والنبى ياحبيبتى اصلي برضع الواد استنيني دقيقتين بس وافتحلك انا جارتك ام مروان اللي ساكنة فوقيكم على طول انتي عارفاني
تمتمت بتعب
طبعا عارفاكى ياستي
زفرت بضيق وهي ترتد للخلف عائدة فلم تجد موضع قدم امامها لتستريح بها سوى غرفة أبويها المغلقة بإحكام وغرفة إبراهيم وهي لاتفضل إزعاجه في هذا الوقت فأين تذهب الان والغرفة الباقية لشقيقتها صاخبة بأصوات الفتيات قررت التوجه ناحية الحمام لتغسل وجهها ويديها فتنفرد مع نفسها لبعض الدقائق حتى تنتهي ام مروان من إرضاع ابنها
اغلقت الباب خلفها فور ان دلفت لداخله والټفت للمغسلة لتغسل بكفيها على وجهها بالمياه الباردة وهي مستمعة بطراوتها على وجهها قبل ان ترفع رأسها اخيرا لتنظر في المراة فوجدت انعكاس شبحه أمامها شهقت مخضۏضة وهي تلتف بكليتها للناحية الأخرى مزعورة فوجدته واقف خلفها بالفانلة الدخلية البيضاء وبنطاله الجينز الباهت
القديم فتحت واغلقت فمها عدة مرات وهي تتشبث بحافة الحوض فلم يخرج سوى بعض الكلمات المتقطعة
انت ا انت ايه جيت ا ايه اللي جابك هنا
بكف يده اوقفها وهو يشير إليها قائلا بهدوء وصوت خفيض
وطي صوتك إهدي أنا هنا بغير حنفية الشطاف وانتي اللي ډخلتي ھجم تغسلي وشك على الحوض من غير ما تاخدي بالك مني وانا قاعد مقرفص تحت
متابعة القراءة