عينكي وطني بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز

علاء  حتة شاب انما ايه حاجة تشرح القلب  دا ابوكي معجب بيه اوي 
فعرت فاهها مذهولة 
حاجة تشرح القلب!! لدرجادي ياماما 
بكرة تشوفيه وتعرفي بنفسك 
تنهدت سميرة بصوت واضح قبل ان تقوم من جوارها وهى تتابع 
انا قايمة اغسل المواعين اللي اتكومت فى الحوض وبالمرة احضرلكوا حاجة للعشا 
نظرت فى اثر والدتها وهي تتمتم بصوت خفيض
دا على اساس اني لسة ماعرفتوش !
اجفلت مخضۏضة على صوت صفق الباب وشقيقتها تدلف هاتفة بمرح 
يالهوي يالهوي على جارنا الجديد يابت يافجر طول وعرض ولا نجوم السيما بالظبط  شوفتيه ولا لسة 
اغمضت عيناها بتعب وهي تحرك رأسها بيأس 
شوفته ياشروق شوفته 
على اقرب المقاعد ارتمت شروق وهي تتسائل بحالمية
هو انا ايه حكايتي النهاردة مع الرجالة الحلوة 
في الشقة المجاورة وتحديدا بداخل الغرفة القريبة من غرفة فجر تناولت زهيرة دوائها واستلقت لتنام على التخت الجديد  بعد ان تمكن الارهاق وتعب اليوم فى نقل الاثاث وترتيبه من جسدها الهزيل  رفعت رأسها على صوت الطرق الخفيف على باب الغرفة فرحبت بابتسامة قائلة
ادخل يانور عيني انا لسه صاحية 
فتح الباب فازداد اتساع ابتسامتها وهي تراه يتقدم لداخل الغرفة نحوها حتى جلس بجوارها على طرف التخت فتناول كف يدها يقبلها بحنان
معلش بقى تعبتك معايا النهاردة ياست الكل 
زمت شفتيها بحنق قائلة 
تعب ايه ياواد اللى تعبتوا دا انا اخري كنت بشرف وبس على العمال اللي انت اجرتهم مخصوص يوضبوا الشقة  انا حتى ملحقتش اوضب الهدوم فى الدولاب 
قال مازحا وهو ينظر للحقائب الموضوعة ارضا 
وماله ياست الكل ارتبهم انا من عنيا دا انت تؤمري 
لكزته بقبضتها على ذراعه قائلة بحزم محبب 
ملكش دعوة بهدومي ياقليل الادب انت  انا هارتب
حاجتي بنفسي  بس بكرة الصبح بقى احسن انا النهاردة خلاص  
تثائبت وهي تقاوم نومها فتابعت 
المهم بقى انت قدرت تلاقي محل هنا فى المنطقة ولا لسة 
قبل جبينها قائلا 
نامي انتي دلوقتي وريحي جسمك  وبكرة ابقي اسأليني براحتك بقى 
كررت بأصرار 
يابني انا معاك اهو  قولي بس لقيت محل ولا لأ 
اجاب يأسا 
ياستي انا خدت فكرة النهاردة من السمسار عن بعض المحلات الجديدة والفاضية فى المنطقة وبكرة بقى ربنا يسهل ونعتر على واحد كويس  المنطقة هنا عمومي ومهمة يعني ربنا يجعلها فاتحة خير علينا ان شاء الله  
كان يتكلم بأسهاب فلم يعي الا متأخرا ان والدته استسلمت لسلطان النوم ولم تعد منصتة له  ظل بجوارها لبعض اللحظات متأملا وجهها الجميل لقد كانت والدته فائقة الجمال فى شبابها ببشرتها الحليبية وعيناها الخضروان  كانت من اجمل فتيات الحي حينما تزوجها ابيه ابن الحسب والنسب وصاحب اكبر محل أدوات صحية  ولكنها أصيبت ببعض الأمراض المزمنة مبكرا كالسكر والضغط والام الظهر والعظام  في البداية كانت محاطة برعاية زوجها واهتمامه ولكن مع مرور الايام زال الاهتمام والرعاية رويدا رويدا حتى تلاشى تماما وانتهى اخيرا بزواجه من عاملة فى المحل  نيرمين  كلما تذكرها وتذكر الاعيبها المكشوفة عليه قبل ان تفقد الأمل منه وتنصب شباكها على ابيه فتوقعه فى شركها  فارت الډماء بعقله وجسده فزفر بضيق على احساس العجز الذي تمكن منه فى التصدي لها  مسح بكف يده على وجهه يحاول تهدئة اعصابه  ثم تناول غطاء الفراش ودثر والدته جيدا وقبل رأسها قبل ان ينهض من جوارها ليستنشق بعض الهواء النقى فى شرفة الغرفة عله يهدأ الڼار المشتعله فى صدره   اخرج عبوة السچائر فسحب واحده ووضعها فى فمه وهم باشعالها بقداحته   ولكنه وقف باهتا وارتخت يداه حينما لمح هذه الجميلة الواقفة فى شرفة الشقة المجاورة  كانت ملتفة بشالها تنظر للأمام وخصلات شعرها الحريري تتطاير بنعومه فى الهواء   يبدو انها كانت شارده مما سمح له بتأملها لفتره مبهورا حتى اللتفت هى عن غير قصد لتجفل اليه فاشتعلت نظراتها وهى تنظر اليه كنمرة متوحشة  انتفضت لتخرج من الشرفة على الفور   فابتسم بتسليه  تمتم وهو يبتسم مع نفسه 
دي باينها هاتبقى فل ان شاء الله 
تقطع الغرفة ذهابا وايابا على قدميها بغير هوادة من وقت ان رأته بهذا القرب وهو ينظر اليها بكل وقاحة بداخل شرفته القريبة من شرفتها  وڼار من الڠضب المكبوت اشتعلت بأحشائها تمزقها پعنف وشراسة  لقد كانت بالكاد قد تناسته عندما خرجت لشرفتها مستسلمة لنسمات الجو الباردة والمحببة اليها فى هذا الطقس  لتجده فجأة امامها مقتحما خصوصيتها  حاولت تنظيم انفاسها لتخفيف هذا الشعور البغيض الذي انتابها بقلة الحيلة والقهر  انقذها رنين الهاتف برقم تعشقه بعشق صاحبته 
اجابت بهدوء 
الوو  
وصلها الصوت المحبب بمرح
الوو  انتي فين ياعنيا ماسمعتش صوتك من مدة يعني 
تبسمت بخفة قائلة 
مدة ايه بس ياسحر دا احنا اليوم كله مع بعض فى المدرسة 
ماهو ده اللى مجنني يابنتي  انك ترجعى من شغلك وتقعدي الفترة دي
كلها من غير ما تزعجينى باتصال واحد حتى يبقى انا كده اقلق بقى 
صمتت قليلا قبل ان تجيبها 
لا
تم نسخ الرابط