عينكي وطني بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز

نظر اليها محدقا بعيناها يرد
مش موضوع لونهم ولا شكلهم ايه الموضوع اني اول ما بصيت فيهم حسيت وكأن فيهم رابط بيربط مابينا  فيهم حاجة بتشدني ليكي زي المغناطيس  فاكرة لما قولتلك بلاقي فيهم راحتي وقولت كلام كتير تاني عنهم  انا مكدبتش في حرف يافجر  انا عندي استعداد اقعد بالساعات وانا مركز فيهم واقرا كل لفته منهم  وعمري ما امل  عيونك المرسى اللي رست عليه مراكبي بعد شقا سنين طويلة يافجر 
فغرت فاهاها واغلقتها عدة مرات حتى خرج صوتها اخيرا 
طب انا اقول ايه دلوقت قصاد كلامك الحلو ده انا حاسة اني لو حاولت اردلك هاطلع حمارة وش قدام رومانسية المعلم علاء  انت بتجيب الكلام دا منين
صدحت ضحكته الرنانة 
الكلام بيخرج من قلب المحب من غير تفكير ولا تركيز  ياقلب علاء 
بقلب يضرب بالسعادة داخل صدرها لوحت بكفها قائلة
كفاية والنبي  خليني استوعب شوية شوية الكلام الحلو ده بعد نشفان وشد اعصاب الأيام اللي فاتت  عشان ما يغماش عليا قدامك دلوقتي 
قرب وجهه منها يقول بحنان
سلامتك ياعمري من أي سوء  انا عارف اني مقصر معاكي عشان الظروف اللي طبت علينا فجأة  بس وعد عليا  كل ده هايتعوض الأيام اللي جاية 
هتفت بلهفة 
بجد ياعلاء  يعني هايبقى فيه كلام حلو زي اللي قولتوا دلوقتي
تنهد باضطراب أمامها محدقا بها بصمت وملامح مبهمة غير مفهومة وهي منتظرة الإجابة ثم مالبث ان قال
بقولك إيه يافجر  قومي الله يرضى وخلينا نكمل كلامنا
بعدين عشان بس مانعملش فضايح 
تسائلت باستفسار وحسن نية
فضايح ليه هو احنا بنعمل حاجة غلط 
رد مقررا بتأكيد 
انا اللي هاعمل لو ماقومتيش من قدامي دلوقتي على طول  يبقى اتحملي انتي اللوم لو والدك ولا حد من الجيران ظبطني وانا بحضنك او
لا وعلى إيه سلام ياعم 
قالتها بعجالة وهي تترجل من السيارة هاربة اثارت ضحكته المرحة مرة أخرى 
اعتلت الدرج وقلبها يقفز من السعادة معها وهي تستعيد كل لفتة وكل همسة منه  تغزله لعيناها ولهفته عليها ونظراته المشبعة بالعشق  ولكنها توقفت فجأة وكأنها استفاقت من سكرة عشقه  ليصدح هذا الصوت بداخلها
ياترى لو عرف فاتن عايشة هايفضل على حبه ولهفته دي ولا هايحن لحبه القديم
تنهدت بأسى تكمل اعتلاء الدرج وقد ذهب عنها مرح اللحظة وعاد اليها هم القادم 
بداخل المدرسة محل عملها كانت جالسة مع صديقتها في ركن وحدهم تحت ظلال إحدى الشجيرات يتحدثن كالعادة في الموضوع الملح
ماتقولي يابت رديتي وقولتي ايه 
زفرت سحر تشيح بوجهها عنها
يووه عليكي يافجر ماقولتلك موضوع وخلص  لزوموا ايه بس الرغي 
هتفت عليها حانقة
لزوموا ان الراجل بيكلمني ويتصل بيا عشان اقنعك  هو في ايه بالظبط انا حاسة ان الموضوع اكبر من حكاية سفرك معاه 
الټفت اليها تنظر صامتة باعين خاوية مما جعل قلب فجر يسقط في صدرها
ايه اللي حصل ياسحر وليه الحزن دا اللي انا شايفاه في عيونك هو غلط فيكي ولا خانك ولا إيه بالظبط
ردت بصوت منكسر
مخانيش ولا غلط فيا بس انا قولتلك احنا ماننفعش لبعض  انا أبلة وروحي في مناخيري وهو حلو ومتشيك تليقله واحدة زيه صغيرة تدلعه ويفتخر بيها 
لكزتها بقبضتها على ذراعها
بت انتي انا مش ناقصة اللغاز  طلعي اللي جواكي واحكي ايه اللي حصل بالظبط
صدح هاتف فجر فجأة ليقطع تركيزها في التفكير لمعضلة صديقتها  زفرت بغيظ وهي تنظر في اسم المتصل
اسمعي اما اقولك لينا قاعدة نرغي فيها وتحكيلي كل اللي جواكي  لولا ان اني بس مش ورايا حاجة مهمة دلوقتي  لكن والنعمة ماهسيبك ياسحر  سامعة 
نهضت عن المقعد ترد على الهاتف بعد أن توعدت صديقتها
الوو ايوة ياعصام   تمام حاضر هاتصل بيها ونيجي على طول ماتقلقش انا عارفة العنوان 
بعد ان ابتعدت بمسافة كافية وسحر تتابعها بعيناها بشرود اجفلت فجأة على اهتزاز المقعد بجوارها
يشير لجلوس احدهم  وبمجرد التفافاها الى الجالس تفاجأت به يحدثها
انا اسف لو فاجئتك او ازعجتك  بس انتي ممكن تسمعيني الأول 
ضيقت عيناها متسائلة
اسمعك في إيه بالظبط ياأستاذ عبد الله
وفي مكان اخر
كان حسين على سريره الطبي يحاول جاهدا بيده السليمة ان يتناول منديل ورقي من العلبة الموضوعة على الطاولة القريبة منه  يستحي ان يوقظ والدته التي غفت بجواره على المقعد الجلدي ولا يريد النداء على الممرضة  انتابته رغبة ان يصل الى العلبة بنفسه دون المساعدة من أحد ولكنه كلما حاول ان يرفع جسده تألم بشدة  تكررت المحاولات وفي كل مرة كان يسقط متنهدا بتعب حتى كاد ان يفقد الأمل  ليفاجأ في المرة الاخيرة بشهقة انثوية وصوتها يصدح
انت بتعمل ايه ياحسين
انتفضت زهيرة من نومتها وكادت ان تستيقظ فلاحقها حسين 
نامي ياأمي ماتقلقيش دي شروق بتهزر 
عادت زهيرة لنومتها ودلفت شروق للداخل بخطوات خفيفة  هتف عليها حسين ضاغطا على اسنانه بصوت هامس
مش تخلي بالك ياشروق  دا انا مصدقت عيونها غفت من لطعتها جمبي طول الأيام اللي فاتت 
تقربت منه قائلة بأعتذار
معلش اسفة بس انا بصراحة لما شوفتك قلقت  هو انت كنت
تم نسخ الرابط