عينكي وطني بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز

وجنتها بغيظ
ولما انتي مش فاهمة معنى الجملة بتكرري ليه زي البغبغان هي لماضة وبس 
صاحت ضاحكة وهي تدفع يده 
بس ياعم الله  هو انت شايفني عيلة صغيرة 
بابتسامة مستترة هتف متصنعا الجدية 
العن وامر  العيلة هاتكبر  لكن انتي بعقلك الهايف ده هاتجنني امي العمر كله 
ضحكت بمرح حتي جعلته يتخلى عن عبوسه ويشاركها الضحك وهي تردف بغرور
ربنا ما يحرمك مني يارب 
وفي الجهة الأخرى كان الوضع في شقة علاء على اشده  أدهم الذي اتعبه البحث مع رجاله حتى استسلم مضطرا للأنتظار المر مع شاكر وزجته التي لم تستطع التخلي ولو لحظة عن زهيرة خوفا عليها لتنتكس وتعود للمرض مرة من الخۏف والقلق على ابنها الذي اختفى عن رؤيتها ولم يرد ولو على اتصال واحد منها في ظاهرة لم تحدث طوال حياته مهما مر عليه من أحداث  عصام الذي ترك عمله في المشفى بعد معرفته بعدم عودة علاء من وقت ان غادر المشفى ولم يستطع اللحاق به  كان واقفا بسيارته امام البناية مع فجر التي شرح لها مشهد الصباح وما فهمه من كلمات علاء معه 
انا قولت بس اشرحلك واقولك على اللي حصل بما انك شهدتي على الموضوع من اوله 
متكتفة الذراعين تهز برأسها وكأن كثرة الصدمات افقدتها حس الإجفال أو الإندهاش 
اردف عصام 
يافجر انا قولت اشرحلك عشان تفهمي وتطمنيني عليه لما يوصل  انا لولا بس ان بنتي الصغيرة النهاردة بايتة عندي ماكنت اتحركت من مكاني في انتظاره 
تنهدت قائلة بتعب 
روح ياعصام وانا هاتصل بيك واطمنك لما يوصل  هو اكيد هايرجع  مهما كانت الصدمة كبيرة عليه لكن اكيد هايرجع  مش كدة برضوا
ان شاء الله يافجر يرجع  حس المسؤلية عند علاء اكبر من أي چرح واي هموم 
بعد ذهاب عصام وتركها في انتظار حبيبها الذي لم تمل تكرار الاتصال عليه رغم عدم اجابته  حتى اقتربت الساعة للحادية عشر مساءا وكاد الانتظار ان يعصف بقلوب الجميع  دلف فجأة لداخل شقته مكفهر الوجه القى التحية من تحت اسنانه ذاهبا نحو غرفته ليغلق بابها عليه  ولم يبالي بنداء والده وتوسلات والدته او حتى شاكر وزوجته  حتى وصلهم صراخه من داخل الغرفة
انا تعبان ومش عايز اشوف ولا اكلم حد  ممكن بقى تسيبوني في حالي 
خرج صوتها بارتجاف
حتى انا ياعلاء مش عايز تسمع صوتي 
ساد الصمت فقالت بارتجاف أكثر
علاء  انا مش هاتحرك من هنا غير لما تفتحلي  ان شالله حتى ابات جمب باب الاوضة 
شهقت باكية 
افتحلي ياعلاء عشان اطمن عليك 
ياحبيبي انا قلبي هايوقف من الخۏف والقلق 
ضړبت على باب الغرفة صاړخة
ياعلاء افتح بقى وماتتعبش اعصابي اكتر من كدة  افتح يا علاء   
شقت مخضۏضة حينما تفاجأت بفتح الباب وهو يجذبها بسرعة للداخل ويعاود اغلاقه مرة اخرى بقوة 
لم تصدق عيناها وهي تنظر الى وجهه العابس امامها  وقد ارتسم الألم عليه بقوة  تقدمت نحوه صامتة بتردد حتى اقتربت تتناول كفه الكبيرة ترفعها اليها بين كفيها تداعبها بحنان وهي ترجوه بعيناها ليهدء بركان الڠضب بداخله  وهي تخاطبه
حاسة بيك وواجعني اللي واجعك  بس عايزاك تهدى  
عقد حاجبيه وارتفعت صوت انفاسه الحادة رغم صمته  لدرجة اشعرتها بالخۏف من غضبه  اجفلها فجأة حينما جذبها ليضمها اليه بقوة حتى تألمت عظامها ورغم ذلك بادلته العناق عله يهدأ 
انا جمبك ياحبيبي ومش هاسيبك  اهدى بس انت اهدى 
خرج من منزله يضم سترته الثقيلة حول جسده علها تخفف بدفئها برودة الجو الشديدة في هذا الوقت المبكر من اليوم  وصل لدراجته الڼارية ليقف ثم فرك بكفيه يدفئهم قليلا قبل أن يتناول هاتفه من جيب بنطاله يتصل بأحد الأرقام  فتجيبه صاحبة الإتصال
الوو صباح الفل ياخالتي في نعمة والحمد لله المهم البنات صحيوا  تمام ياخالتي فطريهم بقى وجهزيهم عقبال انا مااشق ريقي
بلقمة من عربية الفول اللي في اخر الشارع  وبعدين بقا ياخالتي متزعلنيش منك هما كدة كدة في طريقي يبقى ايه لزوموا بقى المواصلات والزحمة حمد لله المكنة شديدة وتتحمل المسافات  تمام بس حاولي تجهزيهم بسرعة عشان مايتأخروش على ميعاد المدرسة  ربنا يرحمه ويبشبش الطوبة اللي تحت راسه يارب  ماشي سلام ياخالتي
انهى المكالمة واستدار بخطواته لكي يقطع الشارع ليصل للعربة في اخره التي سيتناول طعام افطاره عليها  ولكنه توقف محله حينما لمح شبح الجسد الصغير ملثم الوجه وهو يتلفت حوله پخوف كي يصل لوجهته بخطوات مسرعة  ابتسم بزاوية فمه وهو يتناول الهاتف مرة ليتصل برقم اخر
الوو   ايوة ياعم علاء انا مازن معلش بقى ان كنت صحيتك بدري اوي بس المعلومة دي ماينفعش تستنى سعد دخل الحارة قدامي دلوقت متلتم زي الحرامية وزمانه وصل بيتهمبسرعة بس والنبي تعالي عشان اللحق انا مشواري واوصل البنات اخوات حودة الله يرحمه لمدارسهم   تمام وانا هتابعك بالتليفون   تسلم يارب 
اغلق الهاتف ليفرك مرة أخرى كفيه مبستما بحماس في انتظار المعركة!
خرجت من غرفتها لتجد
تم نسخ الرابط