روايه كامله مختلفه

موقع أيام نيوز

الأخيرة فقد توالت الصدمات عليها واحدة تلو الأخرى في محاولة لتحذيرها مما هي مقبلة عليه وها هي تجني الآن ثمن عدم استماعها لصوت العقل الذي حذرها من الاستمرار في السير وراء نداء القلب الذي صور لها أنها ستحيى حياة وردية وسعيدة مع حبيبها أحمد.
ذهبت أماني والدة أحمد إلى المستشفى ودلفت إلى الغرفة التي يرقد بها ثم جلست أمام سريره وأمسكت كفه وربتت عليه قائلة بحزن
هتفضل لحد إمتى في الحالة دي يا أحمد قوم بقى يا ابني حرام عليك اللي بتعمله فيا ده مش كفاية عليا أني خسړت زياد أخوك زمان لما غرق مش هقدر أستحمل خسارتك أنت كمان.
أخذت اماني تبكي بحړقة شديدة فهي قد حملت أحمد ذنب غرق شقيقه وأصبحت تعامله بجفاء شديد إلى أن صار مدمنا وأهمل دراسته وتدمرت حياته وكل ذلك لأنها لم تتقبل فكرة مۏت زياد.
بدأ كل شيء ذات يوم عندما أنهى أحمد دراسته في الثانوية العامة وحصل على مجموع يؤهله للالتحاق بكلية الهندسة وخرج برفقة زياد شقيقه الأصغر حتى يحتفلان سويا بهذه المناسبة السعيدة.
قرر زياد أن يستأجر قارب لكي يبحرا به في مياه النيل وعلى الرغم من معارضة أحمد لهذه الفكرة لأنه ېخاف من مياه الأنهار والبحار إلا أنه استسلم أمام إلحاح شقيقه
ووافق على هذه الفكرة.
صعد كل من أحمد وزياد على متن القارب الذي كان يعاني من عطل ولم ينتبها لهذا الأمر إلا عندما صارا في وسط المياه بعيدا عن اليابسة وقد انقلب بهما القارب فجأة في لحظة خاطفة وكأنه اصطدم بشيء صلب أسفل المياه.
انتبه لما حدث مجموعة من الشباب الذين كانوا يجلسون على مقهى مطل على النيل وعلى الفور قفز بعض هؤلاء الشباب إلى النهر وأخذوا يسبحون بسرعة إلى أن وصلوا إلى أحمد وقاموا بإنقاذه.
لم يكن هؤلاء الشباب على علم بوجود شاب أخر على متن القارب الذي انقلب في المياه وذلك بسبب بعد المسافة بين المقهى الذي كانوا يجلسون فيه وبين المنطقة التي غرق بها القارب ولم يتمكن أحمد من إخبارهم بأمر شقيقه لأنه عندما تم إنقاذه كان غائبا عن الوعي.
عندما استيقظ أحمد صړخ باسم شقيقه وحينها علم الشباب بالأمر وأخذوا يبحثون عن زياد في كل مكان ولكن لم يجدوا له أي أثر وظل هذا الوضع قائما إلى أن طفى جثمانه على سطح المياه في منطقة قريبة بعد مرور ثلاثة أيام.
لم تستوعب أماني ما حدث وأخذت تلوم أحمد على مۏت شقيقه ولم تعد تتحدث معه وقد فعل والده الأمر نفسه فقد نظرا إليه على أنه المسؤول الرئيسي عن مۏت زياد وليس هذا فحسب فقد صړخت أماني في أحد الأيام في وجه أحمد وأخبرته أنها كانت تتمنى أن ېموت هو بدلا من شقيقه الذي كانت تحبه أكثر منه.
التحق أحمد بكلية الهندسة مثلما كان يتمنى ولكنه تركها بعدما تعرف على بعض أصدقاء السوء الذين قاموا بسحبه معهم إلى طريق ولم يقاوم أحمد هذا الأمر فقد أراد أن ينسى كل ما يمر به من أزمات.
أراد أن ينسى نظرات اللوم التي يراها يوميا في عيني والديه والتي تجعله ينظر إلى نفسه على أنه من قام پقتل زياد.
تدهورت حالة التي يقوم بتعاطيها.
قبلت أماني جبين أحمد وهي تشعر بالندم وعبرت عن ذلك بقولها
أنا السبب في كل اللي حصلك يا حبيبي حزني على مۏت أخوك خلاني أحملك اللوم رغم أني كنت عارفة أن زياد طايش ومش بيحسب حساب لتصرفاته وأن أكيد هو اللي اقترح عليك تاخدوا مركب وتطلعوا بيها في النيل بس شيطاني خلاني أستمر في لومك لأني مكنتش قادرة أستوعب أن أنا اللي اتسببت في مۏت ابني.
ارتفع صوت بكاء أماني وهي تملس على كف أحمد وتابعت حديثها بصوت متحشرج
أيوة أنا السبب في مۏت زياد لأني دلعته زيادة عن اللزوم لحد ما بقى طايش ومتمرد وبيعمل أي حاجة هو عايزها حتى لو عارف أنها هتضايقنا.
وضعت أماني كفها الأيمن 
أغمضت أماني عينيها وهي تهتف بحشرجة
ياريت كان ينفع يتقبض عليا وأتسجن بدالك لأن أنا اللي وصلتك لكده أنت كنت زمان حاجة تانية وكان كل الناس بيحسدوني عليك لكن دلوقتي أنت اتبدلت وأنا المسؤولة الوحيدة عن اللي حصلك وأنا اللي لازم أتعاقب بدالك على كل اللي أنت عملته في هبة.
حضرت الممرضة وطلبت من أماني أن تنصرف قبل أن يحضر الطبيب أو الضابط الذي يتولى حراسة غرفة أحمد والذي ذهب إلى الحمام لأنه إذا حضر أي منهما وعلم أنها قامت بإدخال أماني دون الحصول على إذنه فسوف يتم حينها مجازاتها وقد يصل الأمر إلى فصلها من عملها.
ألقت أماني نظرة أخيرة على ابنها وهي تهمس بصوت مبحوح
سامحني يا ابني وخليك عارف أني مش نفسها بالحذاء لأنها تسببت في دمار
حياة ابنها بسبب غبائها وسوء معاملتها له.
نهاية الفصل 
الفصل الرابع
خرجت مروة من شقتها وهبطت الدرج وكادت تدخل إلى شقة
تم نسخ الرابط