روايه سالم كامله الفصول
المحتويات
حتى تدبر
به نفسها وحين تستلقي في مكانا ما
البارت الرابع والعشرون
شدد سرعة مقود السيارة متوجه الى محطة القطار حيث القطار الذي سيمر على محطة نجع العرب وسيكمل مساره الى محطة مصر القاهرة.....
خبط على سيارة پغضب وعيناه تتوهج بنيران
لن ترحمها قط.....
على ناحية الاخرة في محطة قطار نجع العرب...
تكاد تكون مزدحمة قليلا ببعض المرؤون والذين
لكلا منهم وجهته الخاصة....... تسير في المحطة
بعقلا لا يزال مشتت من حياة أخره بدون سالم...
شيئا ضائع منها غال ثمينا عليها لم تقدر على
ملئ فقدانه مهما حاولت سيظل عشقه وشم
هتفت ورد الصغيرة بتعب....
ماما أنا تعبت من المشي ينفع نقعد....
اومات لها بي لا...وحملتها على ذرعها وب. وبدأت بسحب حقيبة السفر ذات العجلات الصغيرة خلفها...
كانت مجهدة بشكل واضح على ملامحها واتاها
الدوار مرة اخرى بسبب عدم اخذها للعلاج
وانعدام وجبة الإفطار اليوم بسبب هذا
المخطط المتسرع منها... الهروب من ...من
اكثر من عشقته في هذه الحياة البأسة
الهروب من عائلتها الوحيدة ....
انت يتيمة الآن بإرادتك ياحياة تذكري ذاك
الحرمان الذي كان بارادتك يوما ما ان تحرمي قلبك من عائلتك وعشقك الوحيد! تحدث ضميرها بعتاب
هي تشعر انها تنزع روحها من جسدها
ولكن سالم لم يترك لها خيارات أخره....
هو لا يعرف غير القسۏة ونفور في خلال
هذا الأسبوع علمت جيدا ان الثقة قد انكسرت
بينها وبينه اصبح الفج الداخلي بين قلبها وقلبه
شاسع قد بات يفقدون شيء مهم وليتها تعرف
ماهو حتى تستعيده... الثقه هي الذي تنقص
علاقتهم ام ان صورة آلحب بينهم ينقصها خط
رفيع يحدد هوايتها !......
وقفت أمام استعلام المحطة.... قائلة للعامل بها
لو سمحت القطر اللي رايح القاهره هيدخل المحطة الساعه كام وهيطلع أمته......
القطر هيوصل كمان خمس دقايق...وبعد عشر دقايق بيطلع .....
شكرا.....
ذهبت من أمامه جالسة على اريكة صلبة امام سكة القطار واجلست ابنتها بجوارها..... زفرت بتعب وهي تمسح بالمنشفة القطنية قطرات العرق من جبينها.....
ماما انا جعانه.... هتفت ورد بجملتها وهي تنظر الى هذا المحل ذات المعجنات الساخنة.....
نظرت حياة نحو ما تنظر عليه الصغيرة ثم نظرت
لها وهي تبتسم بفتور....
طب خليك هنا اوعي تتحركي من مكانك...
نهضت حياة وهي تقف امام هذا البائع وعينيها لا تفارق مكان ورد الناظرة لها بتراقب......
كان يركض للبحث عنهم في كل مكان تقع عليه عيناه .....وجد امراة توليه ظهرها تشتري شيء
ما ......ركض عليها وكاد ان يقترب
منها فوجد المراة تستدير ويظهر وجها اخر
غيرها.......
زفر پغضب وهو يركض مرة آخرة وعيناه تلتهم كل إنشاء في تلك المحطة بدون رحمة....
هدر من تحت اسنانه پغضب قاتم ....
هوصلك ياحياه هوصلك وقبل حتى ماتخرجي من
النجع..... هتبقي تحت ايدي......هوصلك
اتسعت عينا سالم پصدمة......
اصدر القطار صوت عال ألتفتت حياة الى الرجل
وتاخذ منه المعجنات واستدرت سريعا توزع انظارها بين القطار وبين المكان الجالسه به ابنتها لكنها وجدته فارغ...
ورد ......ورد.......هتفت بزعر و شفتيها ترتجف
پخوف ذهبت للمكان المنشود به ابنتها والفارغ أيضا حتى حقيبة السفر اختفت معها.....
رفعت جفنيها تبحث عنها حولها ببنيتان مزعورتان
وقلب يخفق برهبه...
إحساس صعب مش كده .....
هتف سالم جملته وهو يقف امامها بمسافة ليست
ببعيدة عنها ....كانتى عيناه ثاقبه عليها بسخط.....
انزلت حياة انظارها على صغيرتها التي مع
سالم وترمقها ببراءة...وباليد الاخرى وجدت حقيبة سفرها بين يده...
اصدر القطار صوت منذر انه على وشك الرحيل
من المحطة ....
نظر سالم على القطار ومن ثم عليها وهو يقول ببرود..
معلشي يامدام حياة كان نفسي اقولك رحله
سعيده ....لكن للاسف مش هينفع دلوقتي ...
صوب نظرة على بطنها.....فوضعت كف يدها عليها بتلقائية قبل ان تقول بتوتر......
انا لازم امشي......
ابتسم سالم من زواية واحدة قبل ان يرد عليها بقسۏة......
بلاش استعجال خدي الامور ببساطه...هتمشي
بس بعد ماخد الامانه اللي تخصني......
رحل القطار بعد انتهى حديث سالم فنظرت هي
لرحيله بحزن......
لمح ندمها وإصرارها الواضح امام عيناه على البعد عنه وفراقه للأبد....
أولها ظهره وبين يده الصغيرة وهتف بنبرة ذات معنى..
ورد معايا في العربيه ......ياريت بلاش تاخير
ابتعد عنها خارج المحطة.....اغمضت عينيها
وهي تجلس على اقرب مقعد أمامها اسلبت عينيها
ونزلت دموعها بدون توقف ناظره الى مسار حياتها
و مصيرها معه ناظرة الى مستقبل مظلم ....وماضي مربك وحاضر مؤلم .......وعشق متعثر داخل قلبها
الهش بحرمانه !!.......
ليتك تعرف عڈاب الحب ليتك تدرك قيمة الحب !...
غرز اصابعه بقوة داخل خصلات شعره...
مشاعره تحطمت بسبب أفعالها... حياة
دوما تصر عليه في ان يرى حقيقة مكانته عندها
يا لها من مكانة هتف عقله بخزي ...
بابا هو احنا مش هنسافر زي ما ماما قالت...
نظر سالم لها في مراة السيارة ليرد عليها بعد تنهيدة تعب .....
اكيد هنسافر بس مش دلوقت وقت تاني لان
جالي شغل مستعجل......
لم تفهم نصف كلامه بسبب صغر سنها ولكن فهمت
النصف الاول من الحديث..... صمتت ونظرت الى نافذة السيارة وهي تلتهم شطيرتها الصغيرة الذي
احضرها لها سالم قبل دخولهم السيارة......
بعد دقائق قليلة....
فتحت الباب بجانب ابنتها وجلست وهي تمسح
عيناها من الدموع...... القى عليها سالم نظره خاطفه عبر المرآة الصغيرة
متابعة القراءة