مزيج العشق كامله

موقع أيام نيوز


نظر أدهم إليها بنصف عين، قائلا بهدوء: شطورة يلا هاتي لابتوبك وتعالي اشتغلي عندي بالمكتب
جعدت كارمن حاجبيها، وهي تضع يديها على خصرها، وقالت بعبوس لطيف: اشمعنا بقي
ضاق أدهم عينيه وهو يتظاهر بالتفكير، ثم أجاب: عشان تشتغلي وأنتي قدامك منظر جميل وتقدري تخرجي كل الابداع الفني

أردف بجدية: وفي موضوع مهم كمان عايز نتكلم فيه قبل ما نرجع البيت
حركت كارمن رأسها بإيماءة صغيرة، وقالت برقة: حاضر اسبقني وانا هاجي وراك
ادهم بتحذير: بس ماتتأخريش
قالت كارمن بينما تعبث في حاسوبها: ماشي
بعد قليل
غادرت كارمن مكتبها، وسارت في طريقها إلى مكتب أدهم لتتفاجأ بأن أدهم، يقف مع مها السكرتيرة في الممر، ومعهما رانيا عارضة الأزياء.
زمت كارمن شفتيها مستاءة من تلك الفتاة التي لا ترتاح لها، ولا لنظراتها الجريئة إلى أدهم، وأيضا غاضبة مما تسببت فيه هي ويوسف إلى نسمة من ألم وخذلان، لكن اللوم لا يقع عليها وحدها كان هو أيضًا سببًا رئيسيًا لهذا الۏجع لتلك المسكينة، أنهما نفوس خبيثة حقًا.
سارت بهدوء ووقفت خلفهم، لتقول بصوت رقيق للغاية: ادهم حبيبي اسفه لو قطعت كلامكم
الټفت ادهم اليها قائلا بإبتسامة حنونة تخصها وحدها: لا ابدا حبيبتي لحظة واحدة
ثم عاد يردف بجدية، منهيا حديثه مع رانيا التي كانت تثرثر، لبضع دقائق دون جدوى: الموضوع دا تقدري تكلمي فيه الفريق المنظم للديفليه يا رانيا وحاليا عن اذنك لان عندنا شغل كتير
اضاف بتساءل يوجه حديثه إلي سكرتيرته الخاصة: مها في ورق محتاج امضتي غير اللي بعتيهم الصبح
مها بنبرة عملية: لا يا فندم
ادهم بهدوء: تمام.. تعالي يا كارمن
سارت كارمن معه، وشبكت يدها في يده يكملون طريقهما إلى مكتبه، وعندما دلفت خلفه مغلقة الباب خلفها، تمتمت بشئ وصل إلى مسامع أدهم: البنت دي مش طبيعية بجد
ادهم بإستفهام: بنت مين !!
تقدمت كارمن من المكتب الذي جلس خلفه أدهم، لتتسلق حافة المكتب أمامه، وتجلس عليه بشكل مريح قائلة بسخرية: الانسة رانيا
رفع ادهم حاجبه بتعجب وقال بدهشة: مالها بس عملتلك ايه
زمجرته كارمن بنبرة حادة: وهي تقدر تعملي حاجة كنت قرقشتها بسناني
ابتسم أدهم لأسلوبها اللطيف، وكلماتها الغاضبة وهو يقرص أنفها، وقال مازحا: يا واد يا شرس انت
وجهت وجهها بعيدًا عن متناول يده، وقالت في انزعاج: ادهم بطل الحركة دي.. يسر كانت بتعملها في ابنها لحد الواد ما مناخيره بقت قد البرتقالة بسببها.. وبعدين هبقي اقولك هي عملت ايه
قام بشبك أصابعه بين أصابعها النحيلة، قائلًا بجدية: ماشي ركزي هنا معايا عشان عايزاك في موضوع
نظرت إليه كارمن بتمعن وقالت بفضول: خير موضوع ايه دا؟
قال أدهم في صوته الرخيم، وعيناه لم تترك عينيها: عارف ان نادين بحركاتها المستفزة بقت تضايقك كتير
أسدلت كارمن عينيها، وقد ألمتها معدتها من سيرة تلك المخلوقة، حيث ظنت أنه سيدافع عما فعلته نادين في الصباح، لكنها تحدثت بهدوء: دا العادي مش جديد عليها يا ادهم وانا بقيت متعودة


رفع أدهم ذقنها بأصابعه، لتنظر في عينيه ملاحظا هو نظراتها الحزينة، ليردد مجددًا: كارمن هي وجودها فعلا بيضايقك ماتنكريش.. انا وهي اصلا علاقتنا مېته من سنين والمفروض انها تنتهي لان مالهاش معني وانا حاليا عايز اطلاقها و...
بترت كارمن جملته، قائلة برفض وهي تهز رأسها: لا.. لو هتطلقها يا ادهم يبقي عشان انت عايز كدا لكن ماتعملش كدا عشاني
رفع ادهم حاجبيه، قائلا بعدم تصديق: يعني هي وجودها في حياتنا مش مزعلك
تنهدت كارمن بضيق، وقالت بنبرة حزينة: انا مش ملاك طبعا زعلانة وھموت من القهر والغيظ.. ان وحدة غيري علي ذمتك ولما بتقرب منك ببقي عايزة اخنقها.. بس بلاش تطلقها بسببي انا وانت قولت مالهاش حد غيرك هتروح فين وتعيش ازاي
أومأ أدهم برأسه وقد تفاهم كلامها، قائلا بابتسامة صغيرة: خلاص فهمتك انا هشوف الموضوع دا قريب واخلص منه بطريقتي وصدقيني مش هظلمها يعني هتاخد حقوقها بالكامل ومبلغ كويس تعيش منه.
إلتمعت عينيها بالدموع تأثيرا بحديثه، وقالت بنظرة عاشقة، بينما كلتا يديها وضعتها علي وجهه: مفيش حد في طيبتك ورجولتك يا ادهم وبجد بحسد نفسي اني معاك وانا فعلا بمoت فيك وهعيش ليك طول عمري
بعد مرور عدة ايام
في شركة البارون ديزين
نزلت من المصعد، وسارت بخطوات هادئة في الممر بعد انتهاء الاجتماع، ثم توقفت عندما رأت الساعي يمر بجانبها، لتنطق بنبرة منهكة: عم ممدوح لو سمحت تعملي النسكافيه بتاعي وتجيبو علي مكتبي
قال ممدوح بتهذيب: تأمري يا استاذة نسمة
أهدته ابتسامة لطيفة، ثم توجهت مباشرة إلى مكتبها.
دخلت المكتب، وهي تفحص بعناية الأوراق الممسكة بها بين يديها، لذلك لم تلاحظ من كان يجلس على الكرسي أمام المكتب بهدوء صامت.
رفعت نسمة بصرها، ونظرت إليه بتفاجئ من جلسته هكذا، وللحظة شعرت بالتوتر، لكنها سرعان ما وضعت الاوراق على المكتب، وقالت بنبرة رسمية، وهي تتخذ موقفًا دفاعيًا حيث كانت ذراعيها متشابكتان تحت صدرها: ايوه يا استاذ يوسف في حاجة تبع الشغل
تحدثت ببرود وبلا مبالاة،xوهي تتساءل محتارة في سرها، أين ذهب شعور الإعجاب والإستلطاف الذي كانت تشعر به تجاهه من قبل؟
أثارت لهجتها الجليدية دهشة واستياء يوسف كثيرا.
صحيح أنها كانت تتجنبه منذ شهور، لكنه ظن أنها فترة ستمضي وستعود إلى طبيعتها معه، خاصة عندما علم من صديقه المقرب أن رانيا اقتربت منه فقط لأنه كان قريبًا من صاحب الشركة لا أكثر، وكانت تطمح في أن تقترب منه من خلاله، لكن منذ زواج أدهم وهي إبتعدت عن يوسف، لإعتقادها أنه وسيلة بطيئة للوصول إلى مبتغاها، وهو كان في تلك الحكاية مثل الأحمق الذي انجرف بسحرها وفقد خطيبته.
ظل يوسف محدقًا فيها بنفس الصمت، بينما كانت الأخرى ترمقه بعيون باردة قوية.
أين ذهبت ابتسامة نسمة الرقيقة الآن ؟
هل هو بالفعل قد أذي شعورها لهذه الدرجة ؟
تنهد في سره يفكر ما فائدة الندم الأن، عليه أن يحاول إسترجعها وألا يقف مكتوف الأيدي هكذا؟
نطق يوسف بتعجب: انتي ليه بتتكلمي معايا بالاسلوب دا يا نسمة؟
هتفت نسمة بتصحيح ولهجة جدية للغاية: استاذة نسمة لو سمحت.. ثانيا انا بتكلم بكل ادب مع حضرتك
حاول السيطرة على أعصابه التي بدأت تهتز من أسلوبها الصارم معه، وقال بتوتر طفيف: انا قصدي ليه الرسمية دي كلها.. احنا كنا اصدقاء قبل مايكون بينا ارتباط وخطوبة
ابتسمت نسمة ابتسامة لم تصل لعينيها، وقالت بسخرية: انت قولتها كنا مافيش حاجة بتمشي لوراء.. حاليا احنا مجرد زمايل وبس
هدر يوسف بإنفعال، بعدما تمكنت من خروج غضبه الكامن بسبب تهكمها الزائد معه: يا نسمة اسمعيني شوية بلاش طريقتك الزفت دي
صاحت نسمة بصوت عال ايضا: لو سمحت لو عندك حاجة خاصة بالشغل قولها لو مش...
قطع مشاجرتهما دخول ممدوح بعد أن طلب الإذن بكل احترام: القهوة يا استاذة نسمة
نسمة بهدوء مفتعل، بينما صدرها يعلو ويهبط جراء تنفسها السريع: شكرا يا عم ممدوح
وضع ممدوح القهوة فوق سطح المكتب، ثم نظر إليهم غير مدرك لحرب النظرات بينهم لبعضهم البعض، قائلا بابتسامة بشوشة: تأمروني بحاجة يا استاذ يوسف اجيبهالكم هنا

تم نسخ الرابط