مزيج العشق كامله

موقع أيام نيوز



القدر لا يأتي حسب رغباتنا، بل يأتي كمفاجآت لنا، وكل مفاجأة تحدث فهي مرتبة من عند الله
في قصر البارون
بعد ذهاب مالك ويسر تركتهم ليلي، وصعدت الي غرفتها.

صعد كلا من كارمن وادهم الي جناحهم، بينما تشعر بتوتر وخوف، فهي لاول مرة ستكون معه بمفردهم في مكان واحد.
فتح أدهم باب الجناح، ودلف الي الداخل وتركها علي الباب دون اي كلمة، فذهبت ورائه تتأمل الجناح بإعجاب الذى يبدو فى حجم شقه صغيرة وقد راق لها ذوقه كثيرا.
ادهم بإبتسامة: عجبك الجناح!!
كارمن برقة: ايوه جميل والوانه هادية.. ممكن اعرف فين اوضتي ؟
اشار أدهم اليها ليقول بصوت ثابت: اللي علي اليمين دي اوضة النوم الرئيسية، اللي بالنص دا مكتبي، واللي هناك دي اوضة ملك.
كانت تتابعه بعينيها في صمت، وعندما انهي حديثه.
هتفت كارمن بدهشة: بس انت قولتلي هتكون ليا اوضة لوحدي
أشار ادهم على نفسه ثم قال بدهشة مزيفة: انا امتي قولت كدا؟
رفعت كارمن حاجبيها وقالت بإستنكار: احنا متفقين علي كدا يا ادهم
ادهم ببرود: ماكنش في وقت انقل مكتبي لمكان تاني
نفخت كارمن خديها پغضب ثم تكلمت بعناد: تمام انا هنام في الاوضة الصغيرة.
أنهت كلماتها سريعا وذهبت بإتجاه حقيبة ملابسها ترفعها، وهى تتجه الي الغرفه لتفتحها.
اما هو فكان يقف بشموخ، ويضع يديه في جيوبه بنطلونه يراقبها، وعلي وجه طيف ابتسامة خبيثة، واتسعت ابتسامته عندما هتفت من الداخل في ڠضب.
فى حين دلفت كارمن الي الغرفه، وهي تضع الحقيبة بجانب الباب تنظر حولها، لتنصدم من المنظر فالغرفه صغيرة المساحة تكفي فقط خزانه ملابس وسرير ملك الصغير.
دمدمت بعصبية: ادهم!!
خرجت تتجه اليه وهي تتكلم بصوت عالي نسبيا حتي لا تقلق طفلتها النائمة في غرفه الاطفال، وكان وجهها اصبح محتقن بشدة وهى تنظر اليه بتجهم: اوضة ملك صغيرة جدا.. هنام انا فين دلوقتي؟
وضع أدهم يديه علي جبهته، وكأنه يفكر في شئ وهو ينظر اليها بمكر واحباط زائف: معلش يا كارمن كل حاجة جت بسرعه ويدوب جهزت اوضة لملك
وضعت يديها بخصرها، وهى تزجره بنظرات متشككة، لتسأله بحنق: يا سلام وانا مفكرتش هنام فين؟
ادهم بهدوء: تقدري تنامي في اوضة ملك مؤقتا لحد ما تجهز اوضتك
رمشت كارمن بعدم فهم، وقالت بذهول: انت بتهزر يا ادهم مفيش في أوضة ملك غير سرير الاطفال
قال ادهم يدعى التفكير: خلاص يبقي مفيش غير الاوضة الكبيرة ممكن تنامي معايا فيها
كارمن برفض تام: لا.. مستحيل دا يحصل!!
بدأ ادهم يفقد السيطرة علي غضبه من عناد هذه المجنونه
هتف ادهم بحدة: خلاص نامي وانتي واقفه مكانك
تركها ودلف الي غرفته يتوجه ناحية الحمام، ليأخذ حمامًا باردًا يريح اعصابه المتوترة من جمالها الذي ارهق قلبه.
حدقت كارمن فى مكانه الفارغ بصد@مة، وهي تسبه بكل الشتائم التي تعرفها من اسلوبه البارد المتغطرس هذا، فهي متأكدة انه فعل ذلك عن قصد.
اخذت تفكر في طريقه لحل هذه المشكله، ثم اتجهت الي حقيبتها تضعها علي الاريكة، وتفتحها لتخرج منها بعض الملابس المريحة للنوم، لكنها لم تجد شيئا مناسب، حيث كل ملابسها لا تصلح ان ترتديها امامه، لتتأفف بنزق مخاطبة نفسها پغضب: يوووه وانا اش عرفني انه هيعمل فيا الحركة دي.. كنت فاكرة هكون في اوضة لوحدي.. منك لله يا ادهم
شعرت انها تعرقت بشدة من توترها، فذهبت الي الحمام الملحق بالجناح لتأخذ حماما دافئا، لعلها تستطيع التفكير بشكل سليم.
خرج أدهم من الحمام يجفف شعره بمنشفه من الماء، وذهب يري ماذا تفعل.
رواية مزيج العشق للكاتبة نورهان محسن


انهت كارمن حمامها، وهنا تذكرت انها لم تأخذ ملابس معها، نظرت حولها فلم تجد غير منشفه كبيرة نوعا ما، لفتها حول جسدها بإحكام، وهي تتمتم بكلمات غاضبة علي غبائها، ثم خرجت ببطئ تريد ان تصل الي حقيبتها بدون اصدار صوت
، وهى تنظر في خوف الي باب غرفته المغلقه.
شهقت پخوف عندما رأته يقف امامها لا يرتدي غير بنطلون قطني اسود فقط وصدره العضلي ع،ـاري.
رمشت عدة مرات بإرتباك، ووجنتها تتورد بشدة
رمقته كارمن وهي تبتلع لعابها بتوتر من وقفتها هكذا امامه، رأته يلقي بنظرته الغامضة عليها، فأشاحت وجهها عنه بصمت في محاولة منها للمرور بجانبه لتجنب هذه النظرات، لكنه أمسك بذراعها العاړي لمنعها من المشي.
شعرت كما لو أن تيارًا كهربائيًا قد لمسها، فارتفع صدرها وهبط من تنفسها غير المنتظم بالقرب منه.
رفع أدهم إصبعه السبابة، وحركه ببطء على شفتيها المرتعشتين.
حاولت كارمن التحرك للإبتعاد عنه، لكنه أمسك بكتفيها، وضغط عليهم بخفة وهو يجذبها إليه.
نظرت إليه بعيون تائهة، غير قادرة على التفكير بسبب قربه منها، اما هو كان في عالم آخر، لا يرى أحدًا غيرها.
عاد أدهم فجأة إلى رشده وهو يبتعد عنها، محاولًا السيطرة علي رغب،ـته الشديدة بها، قائلًا بصرامة: ادخلي نامي جواه وانا هنام هنا علي الكنبة
أنهى كلماته وذهب يستلقي علي الاريكة وهو يغمض عينيه في صمت، فلا يريد افساد ماخطط له.
اما هي فقد فاقت من هذا السحر الذي غلفها بقربه، وبدون تردد اخذت حقيبتها، ودلفت للغرفه توصد عليها الباب بقوة.
في ايطاليا
كان مراد يجلس في غرفته بإحدي مستشفيات ايطاليا
يفحصه الطبيب قائلا بعملية: حاليا انت بصحة جيدة، ولم تأثر الغيبوبة علي وظائف المخ لكنك تحتاج الي فترة علاج طبيعي لإستعادة العضلات نشاطها الطبيعي
مراد بجمود وصوت مجهد: شكرا لك دكتور
غادر الطبيب الغرفه، يترك مراد يفكر فيما حدث له خلال الأشهر الماضية بعد أن انقلبت سيارته، تم نقله إلى المستشفى، وإجراء عدة عمليات جراحية لأنه أصيب بكسور كثيرة، ودخل في غيبوبة لأكثر من شهرين، وها هو جسده بدأ يتعافى وسرعان ما سيخرج، وبعد ذلك سوف يعرف من وراء هذا الحاډث ولن يرحمه وقتها.
صباحا عند يسر ومالك
استيقظ مالك وهي بين احضانه يبتسم علي منظرها المستكين كقطة مدللة تتوسد صدره في هدوء، أبعدها برفق عنه وقام يتجه الي الحمام.
فتحت عينيها تنظر الي جهته فلم تجده، ثم سمعت صوت المياه الاتيه من الحمام، فعلمت انه يأخذ حمامًا.
نهضت بكسل تمشط شعرها بأصابعها، واتجهت إلي غرفه الملابس تبحث عن ملابس مناسبة لزوجها كما اعتادت، فهي تحب ان تهتم بكل شئ يخصه.
وقفت فى بادئ الأمر تنظر في حيرة الي الملابس، حتي استقرت علي بدلة انيقه رمادية اللون.
شعرت يسر به خلفها ينحني الي رقبتها وبعض قطرات شعره تسقط علي كتفها بهدوء، ووضع قبلة صغيرة علي كتفها بحب وهو يحيط خصرها بيديه هامسًا بحب: صباح الشهد
يسر بمرح: صباح السكر يا مسكر
مالك بنبرة أجش: انت اللي مسكر الدنيا يا حبيبتي
ضحكت يسر بدلال، وهى تضع يدها على خده بينما مازال ظهرها ملصقًا بصدره، ثم قالت بنعومة: طب ابعد بقي عشان الحق احضرلك الفطار علي ما تلبس

تم نسخ الرابط