مزيج العشق كامله
اغمضت عينيها وهي تشعر بالخجل بسبب تفاعلها القوي معه في ثورة مشاعرهم المچنونة منذ لحظات، قائلة بصوت خرج مبحوح ناعم: ايوه.. انا تمام
ازاح أدهم شعرها بلطف خلف أذنيها، ليتحدث بهدوء حيث يعرف ما يدور في ذهنها الآن: سيبي مشاعرنا هي اللي بتمشينا يا كارمن وبلاش نحسبها.. احنا هنعيش مرة واحدة بس
رفع أدهم وجهها بأصابعه، ليجبرها على النظر إليه قائلًا بحنو: في دقايق في العمر تستاهل ان الواحد يوقف فيها كل حاجة وراه ويعيشها بإحساسه كله
هتف أدهم بابتسامة عذبة، فهو سعيد بسلاسة الحوار بينهما: بمناسبة الشغل اليوم قرب يخلص تحبي تروحي البيت تجهزي نفسك لمعادنا بليل
قام بتقبيلها برقة على وجنتها المحمرة، ثم أومأ إليها بالموافقة، فقامت بتعثر بسبب ارتباك المشاعر التي تتفاعل بداخلها، قائلة بهدوء بينما تلتقط الاوراق من علي المكتب: انا هاخد المسودات معايا
عند كارمن في مكتب السكرتارية
خرجت من المكتب بابتسامة رقيقة على وجهها الجميل، وهي تغلق الباب خلفها.
تشعر براحة كبيرة تتغلغل في جميع اوصالها، ولكن بمجرد أن استدارت للأمام وخطت خطوة واحدة، حتي اصطدم كتفها بشخص ما، وسقطت جميع الأوراق التي كانت تحملها في يديها على الأرض.
هبط هذا الشخص أيضًا، جاثيًا على قدميه أمامها، وساعدها في جمع الأوراق، قائلا بنبرة اعتذار: محصلش حاجة انا اللي اسف
اتسعت بؤبؤ عينه قسرًا، دليلًا على إعجابه بفتنة عينيها الزرقاوتين التي تشع براءة، ثم خفض نظره إلى محتويات الأوراق، ورفع حاجبيه قائلا في دهشة وإعجاب: دا شغلك انتي
...: ايوه
لاحظ توقيعها اسفل الورق ليهتف بلطف: بجد تصاميمك حلوة جدا يا كارمن صح
انتهت كارمن من جمع الأوراق، ثم نهضت قائلة بهدوء خجول: اه متشكرة
مد يديه إليها وقال لها بأدب، وابتسامة جذابة تعلو شفتيه: انا يوسف مهران
رفعت يديها لتصافحه بمجاملة، متمتمة بابتسامة جميلة هادئة على وجهها: اتشرفت بحضرتك انا كارمن الشناوي
يوسف بإعجاب واضح: هو انتي السكرتيرة الجديدة لأدهم بيه مش كدا
فتح باب المكتب فجأة من خلفهم، ليظهر أدهم الذي تابع ما حدث منذ قليل من خلال شاشة الحاسوب، ووجهه مقتضبًا بتجهم لا ينذر بالخير.
نهاية الفصل الثامن والعشرون
الفصل الثلاثون ( امسية رومانسية ) مزيج العشق
مازلنا في قصر البارون
بعد قليل...
في الاعلي بجناح نادين
بعد أن دخلت الجناح، أمسكت هاتفها، واتصلت علي ميرنا، وهي تسير ذهابا وايابا بعصبية في المكان حتى سمعت صوت ميرنا الناعم: الو يا حبي
نادين بتوتر: ايوه يا ميرنا
ميرنا بدهشة: مالك يا بنتي مټعصبه كدا ليه؟
نادين بحنق: لا وحاجة.. البيه منعني اروح الشركة تاني بسبب حجج فاضية
ميرنا بهدوء: خلاص مش مهم الشركة انتي عندك ناس هناك بتنقلك الاخبار اصلا
نادين پحقد: ايوه بس انا كنت عايزة ابقي وسطهم هناك.. دا غير ان ادهم بيه اخد الهانم دلوقتي وعازمها علي العشاء برا.. انا حتي مش فاكرة اني خرجت معه قبل كدا في اي حته
ميرنا بخبث حيث ټضرب على الحديد وهو ساخن: يبقي تستخدمي انوثتك وتكيديها
نادين بعدم فهم: ازاي يعني؟
ميرنا بمراوغه: عيب يا نادين انا برده هقولك ازاي.. يعني انتي مش عارفه
ابتسمت نادين قائلة بمكر: خلاص فهمت قصدك
ثم اردفت بإحباط: بس افرضي ان الموضوع اتقلب ضدي والزفته دي انتصرت عليا زي كل مرة
ميرنا بسأم: ماظنش يا نادين وو ماتنسيش انك انتي كمان مراته زيها ودا حقك يعني
ناذين بتفكير: تمام هشوف كدا وابقي اكلمك بعدين
ميرنا: اوكي باي حبيبتي
نادين: باي باي
عند ادهم وكارمن
أمام فندق فخم، توقفت سيارة أدهم، ثم نزل كلاهما، وعندما وصلت كارمن إلى جانبه، جعلها تتأبط ذراعه، وضغط علي يدها برقة، ثم سار بها إلى الداخل، بينما انحنى الأمن أمامهما باحترام.
دخلوا إلى المصعد ومعهم المرفق الذي ضغط على زر الطابق المطلوب، حيث يقع المطعم في الطابق الواحد والأربعين، وهو أعلى مطعم في الشرق الأوسط ويطل على البانوراما الساحرة لنهر النيل مما يوفر إطلالة مباشرة على الأهرامات والنيل في مدينة القاهرة الرائعة.
انبهرت كارمن كثيرا عند دخولهم المطعم، حيث كان للمطعم تصميم داخلي أنيق من حيث القاعة الفخمة حقًا، بألوان أنيقة ومزينة برقي واضح، طاولاته مزينة بشرائط حمراء وذهبية، مما أضفى عليه طابعًا رومانسيًا للغاية.
جلسوا على طاولة في إحدى الزوايا الهادئة، ثم ظهرت ابتسامة صغيرة على فم أدهم من ملاحظته لتألق عيني كارمن، التي أعجبت بالمنظر من النافذة المجاورة لها، ثم اتسعت ابتسامته أكثر، وهو يسألها بهدوء: ايه رأيك في المكان؟
استدارت للإجابة عليه بسعادة غامرة: حلو اوي يا ادهم
مال أدهم برأسه قليلا والابتسامة لم تفارقه، وكان الشغف رفيق دقاته في تلك اللحظات تحديدًا، قائلا بشرود في ملامحها المسرورة: احلي حاجة في المكان هي وجودك انتي فيه
ابتسمت كارمن له بنعومة، وخجل دون إجابة
أليست تكفي تلك الضحكة الجذابة على ثغره التي ترهق فؤادها، ليبعثرها أكثر بكلماته اللطيفة التي تجعلها تشعر بالدفء والراحة، هي تعترف بأنها سعيدة الآن معه، لكنها تشعر أنها سعادة تنقصها أشياء كثيرة.
سأل ادهم وهو ينظر اليها بتمعن: ساكته ليه عايز اسمع صوتك؟
أخذت نفسًا عميقًا ثم قالت في حيرة، وعيناها تنظران إليه ببريق حب لم تستطع إخفاءه: لسه مش مستوعبة.. يعني كل حاجة حصلت بسرعه وفي وقت واحد
تأملها أدهم وهو يتحدث بعشق وعفوية: كل لحظة بتمر عليا معاكي هي احلي حاجة بتحصل في حياتي
نظرت كارمن اليه، وهي تبتسم قائلة بتلعثم: ادهم.. من فضلك براحة عليا انا لسه مش متعودة علي حنيتك دي كلها بتحرجني
ابتسم بمكر: احسن عشان خدودك يحمروا وتحلوي اكتر...
قاطع النادل حديثهما وهو يضع الطعام أمامهما، ثم انتهى وانصرف بعد أن شكره أدهم.
تسألت كارمن بحيرة: انت امتي طلبتلنا اكل؟
ضحك أدهم بخفة، وهو يفرك مؤخرة رأسه، ليقول بإبتسامة: الحقيقة كل حاجة متحضر لها من قبل ما نوصل
رفعت حاجبيها بدهشة، وسألته: افهم من كدا اني هاكل علي ذوقك كمان؟