مزيج العشق كامله
خجلت كارمن من تلميحاته التي تحمل الكثير من المعاني، ولم تستطع مجاراته في الحديث.
عندما لاحظ خجلها، ووضعهما غير الملائم لفعل اي شيء، حاول تغيير مسار الحديث حتى لا يرتكب شئ أكثر تهورًا من ذلك: اطمنتي علي ملك
انهت كلامها ثم حاولت بهدوء إزالة يده من خصرها، لكنه تركها تفلت من بين يده بابتسامة غامضة، وهو يراها تتجه إلى باب الجناح لفتحه.
دخلت كارمن إلى الجناح بإبتسامة، ولكن تجمدت الابتسامة علي شفتيها وهي تتسمر في مكانها مما تراه امام عينيها
نسيت ما كان يزعجها منذ قليل، وكل ما كانت تفكر فيه سلبيًا، وشعرت كأنها تدخل هذا الجناح لأول مرة، كان رائعًا حقًا، لكن السؤال هو متى رتب أدهم كل هذا، وكيف؟
خرجت كارمن من أفكارها، فور أن أدركت أن أدهم يقف خلفها، وشعرت به يمد ذراعيه القويتين حول خصرها ليلصقها به من الخلف، ثم أراح ذقنه على كتفها.
لا يوجد شيء أجمل من الشعور بالراحة، وأنت قريب ممن تحب إلى الحد الذي يمكنك فيه إراحة رأسك على كتفه بإرتياح، فهذه لحظات مذهلة حقًا ولا تقدر بثمن.
همس أدهم بجانب أذنها بصوته الرخيم الذي يجلب الاطمئنان الي نفسها: انا صاحب الفكرة بس اللي نفذ وحضر كل حاجة مامتي ومامتك واحنا برا
كارمن بإبتسامة صافية: حاسة كأني اول مرة ادخل الجناح
همس ادهم بعشق: لان اليوم دا مختلف عن كل الايام اللي فاتت يا قلبي
كارمن بصدق: انا مبسوطة اوي يا ادهم بكل حاجة عملتها او فكرت فيها عشاني ربنا يديمك في حياتي وميحرمنيش منك
زادت الابتسامة على وجه أدهم، وهو يمسّح بنعومة على خدها، قائلًا بحنان متناقضًا مع خشونه صوته: مش عايز حاجة غير انك تبقي مبسوطة ربنا يقدرني اسعدك علي طول
ابتسمت كارمن له بسرور، ولفت يديها حول خصره من تحت سترته، إنه شعور رائع للغاية أن تشعر أن سعادتك هي أولوية شخص معين.
أرادت التحرك لدخول غرفة النوم، لكنه أمسك معصمها وهو يمنعها من التحرك، لتنظر إليه بتساءل!!
رأته يبدأ بحل ربطة عنقه ببطء وخلعها عن رقبته، وهي تراقبه بإنشداه.
أدار أدهم جسدها بيديه حتى أصبح ظهرها مقابل صدره، كل هذا وسط دهشتها مما يفعله، لكنها لم تحاول أن تعترض، أرادت أن تفهم ما ينوي فعله.
تفاجأت كارمن حينما غطي عينيها بربطة عنقه، ودون أن يتكلم إنحني عليها، ليرفعها بين ذراعيه.
تمسكت كارمن برقبته، وهي تتحدث پخوف وعدم فهم من تصرفه المريب: ايه دا يا ادهم.. انت بتعمل ايه ؟
همس بحرارة في اذنها: ماتخافيش وانتي معايا
كارمن بإضطراب من همسه: هنروح فين ؟
اضاف ادهم بنفس همسه الغامض: دقيقة وهتعرفي
سار بها نحو الغرفة بخطوات هادئة.
بعد أن دخل الغرفة بها في صمت أنزلها أرضًا، ووقف خلفها رافعًا يديه ليفك ربطة عن عينيها، قائلًا بصوت هادئ: فتحي عينيكي
فعلت ما طلب منها بابتسامة فضولية.
ومضت عيناها بحب واتسعت ابتسامتها على شفتيها الوردية، حيث رأت الغرفة مزينة أيضًا بالشموع الموضوعة على شكل قلب في منتصف الغرفة، وعلى المنضدة بجانب السرير.
توجد شموع على شكل قلوب أيضًا لإضفاء إحساس بالدفء والاسترخاء الحميم مع الإضاءة الخاڤتة للغرفة، ويوجد على السرير ثوب نوم لها وبيجاما له، وبدون أدنى شك أن هذه الإضافة كانت بترتيب والدته ووالدتها أيضًا.
لقد كان جوًا رائعًا حقًا، مليئًا بالعاطفة والرومانسية، واعتراها شعورا كما لو كانت هذه الليلة هي المرة الأولى التي تكون فيها معه في تلك الغرفة.
لا، إنها في الواقع الليلة الأولى، فمن الواضح أن حياتها ستتغير معه منذ تلك الليلة.
لا تصدق أن صاحب هذه الأفكار الرومانسية والترتيب هو أدهم الصلب، الذي لطالما نعتته بالبارد والمتحجر، وهو نفسه الآن الذي يشعرها بأنها مهمة ومدللة عنده.
التفتت كارمن إليه وعانقته بشكل عفوي، وسط اندهاش ادهم من جراءة فعلتها، لكنه لم يهتم لأنه كان في قمة سعادته، وهو يرى مدى سعادتها بهذه الأشياء البسيطة والقيمة في نفس الوقت، فكان يريد أن يحفر تلك الليلة في ذاكرتها بكل التفاصيل.
وضع أدهم يده خلف شعرها والأخرى على ظهرها، وهو يغلق عينيه ويستنشق عبق شعرها المميز بقوة،
يضمها اليه كأنه يريد أن يدخلها في وسط ضلوعه ليريح قلبه المعذب بحبها، ولكي تهدأ نيران اشتياقه لها حتى وهي بين ذراعيه.
أغمضت كارمن عينيها، وكان عناقه لها الدافئ أفضل تعبير عن المشاعر الجياشة التي تأججت بنيران عشق لم يدرون من اي مزيج خلقت، لتنشب بين ضلوعهم وتجعلهم يخضعون للهب الدافئ في قلوبهم العاشقة.
همس ادهم بينما انفاسه تلفح بشرتها بحرارة: كارمن انا مش قادر ابعد عنك وعايز اعرف انتي موافقه جوازنا يكون حقيقي دلوقتي ولالا
لم يتلق أي إجابة سوى الصمت، بينما كانت كارمن تجمع شجاعتها، وتفكر في كيفية إخباره أنها تريده كما يريدها، وإنها تود حقًا أن تشعر بلمساته الدافئة،، وكل شيء معه.
مر الوقت وهو ينتظر الجواب بشغف، هو ايضا لديه مشاعر، ويود أن ينال منها ما يدل على موافقتها، وأنها ترغب به كما يرغب بها.
رفعت كارمن رأسها، ونظرت في عينيه، ثم خفضت عينيها
كان قلبه يرفرف بين ضلوعه من فعلتها التي اشعلت في جسده نيران هوجاء، وانحنى عليها أكثر،
ابتعد أدهم عنها قليلًا وهو يلهث، لكنه ما زال يلف ذراعيه حول ظهرها بإحكام.
عضت كارمن علي شفتيها في حرج، ووجهها يتوهج باحمرار لطيف، وخفضت بصرها إلى صدره.
سند جبهته على جبهتها، قائلا بصوت أجش من الأحاسيس المفرطة التي تهاجم جوارحه بقوة: بحبك