مزيج العشق كامله
عند كارمن
بقيت في مكانها على السرير متجمدة، تحاول أن تجمع شتات نفسها المبعثرة، وتنظيم تنفسها حتى سمعت رنين هاتفها، فالتقطته ببطء من على المنضدة، وهي تزفر بإضطراب عندما رأت اسم يسر على الشاشة.
يسر بمرح: ايه يا قلبي وحشتيني
كارمن بصوت مرتجفًا قليلًا: ازيك يا يسر وانتي كمان وحشتيني
أجابت كارمن وهي تكافح للسيطرة على حالتها: احم انا بخير مفيش حاجة
رفعت حاجبيها بدهشة وابتسمت قائلة بمكر كأنها فهمت ما يحدث مع صديقتها: هو انا اتصلت في وقت مش مناسب ولا ايه يا روما باين عليكي اخيرا رضيتي عنه
تصاعدت الحرارة بقوة في خديها، وهي تتذكر قبلتهما الڼارية وانجرافها في دوامة المشاعر الثائرة التي افقدتها عقلها تماما، ثم ردت بانفعال: بطلي كلام اهبل مش نقصاكي يا يسر دلوقتي قولتلك مفيش حاجة
يسر بغيظ: اه يا واطية بتخبي عليا ماشي اما اشوفك هخليكي تقري بكل حاجة
كارمن بنفاذ صبر وكذب: يا بنتي مفيش حاجة تتحكي
اردفت محاولة تغيير الموضوع: وبعدين انتي فين بقالك كام يوم رنيت عليكي كذا مرة ومكنتيش بتردي
يسر بكذب هي الأخرى وعينيها تدور في كل مكان امامها: ابدا كنت مشغولة في البيت شوية ومع جوزي حبيبي مش زي ناس مهملة في جوزها
يسر: ماشي حبيبتي مع السلامه
كارمن: سلام
أغلقت معها وهي تستدير إلى المرايا، ورفعت عينيها تنظر إلى نفسها في المرايا لتشهق بفزع، وتضع راحة يدها علي فمها، وهي في حالة صد@مة من انعكاسها الغريب في المرايا فشعرها مبعثرًا، وشفتاها ملطختان بأحمر الشفاه حول فمها بفوضوية، وما اثار ذعرها حقًا هي العلامات الحمراء الداكنه التي تركها أدهم على رقبتها، فهذا الأمر الذي زاد من حدة ڠضبها أكثر.
ركضت بسرعة إلى حمام الجناح، ثم فتحت الماء وظلت تمسح آثار شفتيه عن وجهها ورقبتها، لكن هذه العلامات لم تختفي، كادت تبكي بقوة، وشتمته بكل الكلمات التي تحفظها، ربما تهدأ ڼار ڠضبها.
في هذا الوقت، خرج أدهم من الحمام يلف نصفه السفلي بمنشفة، واستدارت عيناه بالمكان، لكنه لم يجدها، ففتح باب الغرفة وسمع خرير الماء يأتي من حمام الجناح.
ظهرت ابتسامة ماكرة على شفتيه، ثم دخل غرفة الملابس، وأخرج له بذلة أنيقة، ودخل الحمام مرة أخرى.
انتهت كارمن من غسل وجهها جيدًا، ثم توجهت إلى غرفة الملابس بحثًا عن شيء آخر ترتديه حتى اختارت بلوزة باللون البيج برقبة عالية قليلًا وبنطال بني.
ظبطت شعرها حول رقبتها بعد ان وضعت بعض البودرة لإخفاء آثار هذه العلامات على رقبتها ووجهها، واخذت تتواعد لأدهم كثيرًا لما يفعله معها، وتشعر أنها تريد أن ټقتل نفسها لاستسلامها المخزي بين يديه.
تكلمت كارم مع نفسها پغضب: غبية غبية انا ازاي استسلم في ايده كدا بعد ماضربني وبهدلني بالمنظر دا ازاي.. برافو عليكي يا كارمن دوبتي في ايده في ثانية ونسيتي كل حاجة..
لكنها ستنزل إلى العمل، ولن يوقفها شيء، طالما أنها بدأت العمل مرة أخرى، يجب عليها الإكمال إلى النهاية.
خارج غرفة الملابس
كان أدهم في ذلك الوقت قد ارتدي ملابسه ويقف أمام المرايا يضع من عطره المفضل، فرآها تغادر غرفة الملابس مرتدية ملابس محتشمة أكثر من ذي قبل، لكنها لم تخف جمالها، بل على العكس، أصبحت أكثر جمالًا في عينيه.
شاهدها تخرج من الغرفة كلها، ولم تنظر إليه بنظرة واحدة وكأنه غير موجود، فكان غاضبًا من تجاهلها له الذي يتلف أعصابه، وهمس بداخله: كل ما اقرب منك خطوة الاقي نفسي بعمل حاجة ابعدك بيها عني شارع بحالو.. تعبتيني جامد معاكي يا كارمن
ثم ترك ما في يديه، وذهب وراءها لينزل ويفطر معهم بالأسفل.
في شركة مراد
يسير داخل الشركة بهيبته الطاغية دون أدنى اهتمام بنظرات الموظفات المعجبات به.
لا أحد يعرفه جيدًا من الداخل الكل معجب بمظهره الأنيق وملامحه الرجولية الوسيمة وامواله الطائلة، لكنهم لا يعرفون ما وراء ستار الجمود الدائم والڠضب الذي يتعامل به مع الجميع.
وصل إلى مكتبه وجلس على كرسيه بشموخ، ورأى حاتم يدخله قائلا بقلق: انت كنت فين يا مراد من امبارح بكلمك وتليفونك مقفول
زفر بنفاذ صبر، حيث أن مزاجه متعكر بشدة، ولا يستطيع تحمل أي أسئلة الآن، قائلًا باختصار: كنت في الشقة القديمة
اتسعت عيون حاتم بدهشة وخوف، فلا يذهب مراد إلى هناك الا عندما تسوء حالته النفسية كثيرًا، هتف حاتم بنبرة قلق صادقة: مالك يا بني احكيلي ايه اللي حصل وليه روحت هناك!!
مراد بصوت اجش: وحشوني يا حاتم روحت افضفضلهم باللي جوايا ومش قادر اقوله لحد
شعر بتعاطف كبير تجاهه فبرغم طبيعته العڼيفة، ولكن بداخله طفل صغير حرم من والديه وأخته، عندما أخذهم المoت أمام عينه وقال: طب احكيلي انا معاك اهو
نظر مراد إليه بعيون حمراء من غضبه الداخلي قائلا بلوعة: بحبها يا حاتم مش حب امتلاك ولا رغبة زي ما كنت بوهم نفسي.. لا بحبها بجد ومش متقبل ابدا انها علي ذمة الزفت ادهم دا.. انا محتجلها اكتر منه.. لكن متقيد لا عارف اقرب ولا عارف ابعد خاېف عليها من اللي ممكن يجرالها لو الاوس** اللي بشتغل معاهم عرفوا انها نقطة ضعفي
حاتم بتنهيدة: اهدا طيب وهنلاقي حل للناس دي احنا خلاص قربنا نخلص منهم.. بس لو فعلا بتحبها يبقي خليك بعيد عنها محدش عارف الناس دول ممكن يعملو ايه لو عرفو بإهتمامك بيها ومتنساش وراك سفر ولازم تبقى مركز النهاية قربت...
هز مراد رأسه متفقًا مع رأيه، فلا شيء في يديه الآن، ثم خرج حاتم تاركًا مراد غارقًا في أفكاره السلبية.
نهاية الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والشړون (تيار عشقه) مزيج العشق