مزيج العشق كامله
ابتسمت كارمن بإتساع، وقالت بامتنان: ربنا مايحرمناش منك ومعلش بقي انا عارفه ان عندك شغل كتير ودلوقتي عطلته عشانا
ادهم بنبرة دافئة: ماتقوليش كدا انتو دلوقتي مسؤلين مني وتهموني اوي
كانت كارمن محرجة من لطفه الزائد معها، لكنها شعرت بالارتياح من حديثه، وحاولت تغير مسار الحديث: انت ممكن تنام شوية اكيد ماقدرتش تنام كويس امبارح
كارمن: طبعا لازم اخاڤ عليك انت جوزي وواجبي اخاڤ عليك
نظر إليها أدهم بتمعن: يعني مش عشان بتحبيني؟
همست كارمن بوجه محمر خجلًا: الاتنين واحد
أسدلت عينيها في حرج من صحة كلامه، لكنها تخجل من أن تكشف له ما تكنه نحوه في قلبها، هي ليس بتلك الشجاعة، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها.
ظهرا
داخل سيارة بدر
حيث يجلس ماجد خلف عجلة القيادة، وبدر بجانبه، وزين يجلس خلفه، وهم على وشك الوصول.
بدر بدهشة: معقول يا بني هتروح الشغل دلوقتي بعد المشوار المتعب دا
زين بتفسير: لا يا عمي مش هدخل المستشفي عربيتي سايبها هناك هاخدها واروح اجيب روان من الكلية
زين يلكزه في كتفه قائلا بقسۏة متصنعه: ركز في الطريق وخليك في حالك
بعد فترة وجيزة امام كلية روان
ترجل زين من سيارته، ثم سار منتصبا في مشيته بطول قامته، وعضلاته البارزة ورأسه المرفوع بكبرياء يليق به.
يفتقدها كثيرًا ويتلهف على رؤيتها، لأن اليومين اللذين أمضاهما بعيدا عنها، جعلوه يشعر بشوق جارف يقتاد في قلبه لها.
أشتاق لضحكتها وعنادها وطفولتها واهتمامها به.
دخل زين الكلية وأخرج هاتفه من جيب بنطاله للاتصال بها، لكنه وجده نافذ الشحن منه، ضړب جبهته پغضب لأنه نسي شحن الهاتف.
بينما كان يتجول بحثًا عن حل للوصول إليها، سمع صوتًا أنثويًا ناعمًا يهتف باسمه.
رفع رأسه في اتجاه الصوت ليرى امرأة جميلة جاءت نحوه وابتسمت عندما وقفت أمامه وتحدثت بفرح: ازيك يا دكتور زين
زين بتعجب: الله يسلمك.. حضرتك تعرفيني!!
عند روان
في نفس الوقت خرجت روان من محاضرتها مع صديقتها وذهبا إلى الحمام، وكان شارد عقلها قليلًا، تفكر أنها تود العودة إلى المنزل بفارغ الصبر، فقد أرسل لها زين رسالة في الصباح بمجيئه اليوم، لكنها حاولت الاتصال به كثيرا بعدها، لكن هاتفه مغلق ولم ترغب في إزعاج والدها والاتصال به، لتسأل عن زوجها.
صاحت رنا أثناء تعديل كحلها في المرايا: انتي يا زفته بكلمك ماتردي!!
انتبهت روان من شرودها قائلة بانزعاج: ايه يا بت براحة بتزعقي كدا ليه؟
رنا بثرثرة: ما انا بكلمك وانتي في دنيا بعيدة اعملك ايه عشان ترودي
روان بنفاذ صبر: اخلصي عايزة ايه يا رغاية؟
رنا بتعجل: ابدا يا اختي خطيبي سمسم كلمني وهو مستني برا هخرج له انتي شكلك مطولة في الحمام
روان بضحكة ساخرة: خلاص اطلعيلو يا عصفورة الحب ماتشغليش بالك بيا
رنا: تمام باي يا مزة
خرجت روان بعد قليل في طريقها إلى بوابة الكلية، لكنها فوجئت برؤية زين هناك، وكانت سعيدة للغاية وكادت أن تتجه نحوه، لكنها إنصدمت بسيدة جميلة تردد باسمه وتتقدم نحوه، ثم بدأوا في الحديث، كأنهم يعرفوا بعضهم البعض منذ فترة طويلة.
لا تعرف تحديدا ما تشعر به، هل هو غليان في رأسها شديد الحرارة، أو حريق في صدرها، أو ربما كلاهما معًا ؟
بالكاد خطت خطوة إلى الأمام للوصول إليهم، لكنها سمعت صوتًا يناديها.
عند زين
زين: حضرتك تعرفيني!!
قالت بتفسير: ايوه طبعا حضرتك مش فاكرني انا رحاب محي اخت عائشة محي.. كانت زميلة ليك في الدفعه وكنت بشوفك كتير لما بروحلها الكلية
قال زين مبتسمًا بخفة، وهو يضع يديه في جيب بنطاله: ايوه افتكرت صحيح انتي طالبة هنا في الجامعة
رحاب بضحكة بسيطة: لا انا حاليا معيدة هنا.. انت ليك حد هنا معانا في الكلية
زين بنفس الإبتسامة: ايوه مراتي هنا في تانية تجارة
رحاب بنبرة رقيقة: تمام يا دكتور مبسوطة اني شوفتك عن اذنك لازم امشي
بالتزامن مع رحيل رحاب، لاحظ أن روان تقف على بعد مسافة منه، فابتسم لها بشوق، لكن ابتسامته اختفت واستبدلت بعبوس شديد عندما رأى شابًا طويل القامة يقترب منها، ويتحدث معها.
عند روان
....: لو سمحتي
نطقت روان عيناها مثبتتان على زين ومن تقف معه: نعم
....بأدب: انا اسف جدا علي اني وقفت حضرتك.. انا ياسر مجدي كنت معاكي في المحاضرة وكنت محتاج منك خدمة
نظرت إليه روان وهي متوجسة، فماذا يريد منها قائلة بحذر: أأمر اقدر اساعدك في ايه!!
ياسر بحرج: بصراحة في شرح فاتتني من غير ما اكتبه فلو تسمحي تديني دفتر المحاضرات بتاعك اكتب للي فاتني وارجعه ليكي مع زميلتك رنا هي بنت خالتي بس للاسف مالحقتهاش شكلها مشيت
تنهدت بابتسامة هادئة: ولا يهمك اتفضل وانا هبقي اخده منها المحاضرة اللي جاية
قال ياسر بامتنان وهو يأخذ منها دفتر الملاحظات: متشكر وممنون ليكي جدا علي ذوقك
....: كل الشكر دا عشان دفتر محاضرات
كانت على وشك الرد عليه، ولكن قاطعها ذلك الصوت الحاد الذي تميزه عن ظهر قلب، وشعرت بخفقان قلبها يزداد عندما استدارت لتجده يقف خلفهم بوجه صارم.
في منزل الحج عبدالرحمن
ولج الجميع إلى الداخل، وكان كل قلب ينبض بطريقة مختلفة عن الآخر.
مزيج من المشاعر المتضاربة بين الخۏف والقلق والحزن والفرح.
ظهرت حياة من خلف الخادمة وهي تهلهل بفرح: يا الف مرحب بالغاليين حمدلله علي السلامة
الټفت إليها ماجد وقال لها بتعب: عمتي والنبي انا سايق بقالي ساعات وعايز اكل جعان وانا ھموت من العطش
وبخته حياة بيأس: يا ولد اهمد شوية وعايز تشرب المطبخ عندك روح وسيبني اسلم علي الناس
أضافت بابتسامة وهي تنظر إلى وجه كارمن ومريم واقتربت منهما وقبلتهما بمودة: منورين والله.. انا حياة ابقي عمتك يا كارمن
كارمن بإبتسامة: اهلا بيكي يا عمتي
حياة بود: منورة والله يا ست مريم الدنيا نورت بمجيتكم
مريم بإبتسامة: ان شاء الله تعيشي يارب واسمي مريم علي طول من غير ست
حياة: ماشي يا غالية
ثم أضافت وهي تنظر إلى أدهم: اكيد انت يا ولدي جوز بنت اخوي مش كدا
ابتسم ادهم بإحترام: ايوه انا.. اتشرفت بيكي يا حجة حياة
حياة ببشاشة: ربنا يعزك يا ابن الاصول.. مايصحش نفضل نتكلم واحنا واقفين كدا اتفضلو الجماعه جوا
أمسكت كارمن بيد أدهم، الذي كان يحمل ملك على كتفه، وهم يدخلون الي المندرة، ابتلعت لعابها وهي تري رجلًا عجوزًا جالسًا على كرسي ضخم في وسط الغرفة، تظهر عليه الهيبة على الرغم من تقدمه في السن.
ابتسامة إرتسمت علي شفتي الحاج عبد الرحمن عندما رآهما يدخلان، وتعرف على كارمن التي وقفت بجانب زوجها وتبدو مرتبكة.
حياة بإبتسامة: الجماعه وصلو يا ابوي.. اتفضلو البيت بيتكم
وقف الحج عبدالرحمن مستقيما علي عكازه وتحدث بصوت اجش: يا اهلا وسهلا نورتو المكان
ذهب إليه أدهم يسير بثقته المعتادة، وبجانبه كارمن التي اكتسبت الثقة منه أيضًا.
تحدث ادهم بهدوء، وهو يصافحه: بنورك يا حج عبدالرحمن انا ادهم البارون جوز حفيدتك
الحج عبدالرحمن بوقار: يا مرحب بيك يا ولدي يارب السكة ماكنتش طويلة عليكم
ثم أردف بحبور محدقًا فى كارمن: تعالي يا كارمن انا جدك
كانت كارمن تنظر إليه بشيء من القلق، لكنه تلاشي عندما شعرت بالحنان في صوته
تركت يد أدهم تلقائيًا وذهبت إليه، ليعانقها لطف ومحبة كبيرين، وشعر وكأن ابنه الغالي قد عاد إليه من جديد.
سقطت دمعة واحدة من عينيه بتأثير قوي: الحمدلله ان ربنا مد في عمري وشوفتك قبل ما اموت يا بنت ولدي الغالي
عند زين وروان في الجامعة
....: كل الشكر دا عشان دفتر محاضرات
كانت على وشك الرد عليه، ولكن قاطعها ذلك الصوت الحاد الذي تميزه عن ظهر قلب، وشعرت بخفقان قلبها يزداد عندما استدارت لتجده يقف خلفها بوجه صارم.
ابتلعت لعابها ثم قالت بابتسامة متوترة، بعدما لاحظت وجه زين المتجمد الذي كان يقف بجانبها ولف يده على ظهرها لتكون قريبة منه، لتقدمهما لبعضهما البعض: احم دا دكتور زين جوزي.. وياسر زميلي وقريب صحبتي استلف مني دفتر المحاضرات
زين ببرود: وهو مافيش غيرك ياخد منه الدفتر
حدقت روان في وجهه بصد@مة من رده الوقح، الأمر الذي أحرج بالتأكيد هذا الشاب المسكين الذي يقف كطالب يوبخه معلمه لفشله في الامتحان.
قال ياسر بحرج، وشعر أنه إذا مر المزيد من الوقت أثناء وقوفه مكانه، فإن هذا الأسمر الشرس قد يدق عنقه، حيث أن مظهره لا يوحي بالخير: زي ما انت شايف حضرتك الكل مشي.. عموما متأسف وشكرا مرة تانية يا مدام روان وبعتذر لك يا استاذ زين لو عطلتكم بالاذن
هتفت روان في زين بإستنكار بعد رحيل ياسر: ممكن اعرف ليه اتعاملت بالطريقة دي معه؟
نظر إليها زين پغضب وتحدث ساخرا بصوت خفيض، حتى لا يجذب الأنظار من حولهم، وكان قلبه يغلي من ذلك الأحمق الذي جعلها تبتسم له بغير حق: المفروض اصقفلكم وانا شايفك واقفة بتضحكي معه.. يلا امشي قدامي علي العربية مش عايز اتهور عليكي وسط الناس
نهاية الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون (لهب العشق) مزيج العشق