روايه بقلم دعاء عبدالرحمن
أبتعد عنها غدرا وظالما ..شعرت بيده وأنامله تمسح دمعتها فأغمضت عينيها واستمعت لصوته وهو يقول لها همسا وبشوق كبير وهو يقترب منها أكثر
من ساعتها وأنتى وحشانى أوى ومن ساعتها وأنتى بتهربى مني ومش عارف أشوفك ..شعرت بقربه ودفئ يديه المحيطة بوجهها وعمق صوته الرخيم ..
رحلت فى عالم آخر لم ترد العودة منه ابدا بل قررت فيه الرحيل والعودة منه بغير دليل تنسج بيديها دروبا يحفها أريج الازهار بلاشاطىء بلا عنوان ولا رغبة سوى التعمق أكثر والإبحار...
أنتفض جسدهما على صوت والدته وهى تنادى عليها بعد أن اغلقت باب الشقة خلفها ... أبتعدت عنه سريعا وهى تمسح وجهها بيدها بأرتباك وهو ينظر إليها نظرة جديدة عليها لم ترها فى عينيه من قبل ولكنها فهمتها فأخفضت نظرها خجلا وأتجهت صوب باب الغرفة مهرولة وفتحته فوجدت والدته تبحث عنها فى الشقة عندما رأتها نظرت إليها بقلق
وهى تقول
خضتينى عليكى يا مهرة كنتى ... بترت كلمتها عندما رأت فارس يظهر خلفها .. نظرت إليه من خلف كتفها وابتسمت وهى تقول له بمكر
هو أنت هنا ..يبقى أنت بقى اللى أخرتها
قال فارس على الفور بأبتسامة مداعبة
لالا يا ماما أوعى تفهمينى غلط
اتجهت مهرة مباشرة إلى باب الشقة وهى تحاول تحاشى النظر فى عيني والدته وهى تقول بخجل
أصل لما شفت فارس فجأة أتخضيت وأغمى عليا ..
ثم قالت بإرتباك
انا طالعه بقى
فتحت باب الشقة ولكنه عقد بين حاجبيه وهو يناديها فتوقفت ولم تلتف فتوجه إليها ووضع يده على الباب وهو يقول بجدية وهو يشير إلى ملابسها وشعرها
هو أنتى نازله كده اصلا
نظرت إلى ملابسها وقالت بتلقائية
آه وفيها ايه
قال بضيق
يعنى ايه وفيها ايه .. خارجه من شقتك ونازله لحد هنا بهدوم البيت دى وشعرك كده يا مهرة
تنحنحت مضطربة وقالت على الفور
منا قلت هنزل بسرعه وأطلع بسرعة مفيهاش حاجه
اشار إليها وهو يقول حانقا
أنتى محجبة ولا لاء ..
نظرت إليه بتسائل وحيرة فقال
محجبة يعنى شعرك ده وهدوم البيت حدودهم باب الشقة وبس .. لا سلم ولا بلكونه ولا شباك ..فاهمانى
أبتلعت ريقها وببلت شفاها وهى تقول بخفوت
حاضر بس أنا متاكده أن محدش هيشوفنى
وضع يده على كتفها وقال بجدية
متأكده منين مش يمكن تخبطى فى حد طالع
ولا نازل صدفة ..ساعتها هتعملى ايه ..
على ما تجرى بقى هيكون شاف جسمك وشعرك يا هانم
تدخلت والدته وقالت على الفور
هى اصلا مبتنزلش كده دى أول مره تعملها .. ثم نظرت إلى مهرة وقالت
أدخلى يا مهرة خدى العبايه بتاعتى وطرحه البسيهم قبل ما تطلعى
دخلت على الفور لترتدى العباية وتضع على رأسها الطرحة بينما قالت له والدته بخفوت
براحه عليه شويه يا فارس ..لما تخرج بقى ابقى صالحها .. أنا داخله اشوفها لتكون بټعيط ولا حاجه
دخلت والدته فوجدتها تلف الطرحة وتكاد ان تنتهى فربتت على كتفها وقالت مبتسمة
متزعليش ده بيحبك وبيغير عليكى
ابتسمت وهى تقول
منا عارفه
ضحكت أم فارس وهى ټضرب يدها فى بعضهما وهى تقول لها
الواد كان بعقله يا عينى جننتيه فى يومين
خرج فارس من بيته فى المساء متوجها إلى مكتب الدكتور حمدى وفى الطريق صادف عمرو متوجها إليه تفاجأ عمرو به فى الطريق
وقال
كويس أنى قابلتك يا فارس أنا كنت جايلك دلوقتى
وضع فارس يده على كتف عمرو وسار به فى طريقه وهو يقول
تعالى نتمشى سوى ونتكلم وأحنا ماشين
قال عمرو على الفور وهو يمشى بجوار فارس
الدكتور حمدى اتصل بيك النهارده
هز فارس رأسة نفيا وهو يقول
لاء مكلمنيش بتسأل ليه
ظهر التوتر على ملامح عمرو وهو يقول
ألى قابلته النهاردة فى مكتب إلهام فى الشركه
ألتفت إليه فارس وتوقف عن السير وقال
فى ايه يا عمرو أتكلم على طول قلقتنى
قال عمرو على الفور
لما سبتك قدام النيابة ومشيت روحت الشركة وأنا مخڼوق من إلهام ونادر وحاسس أن نادر عامل فيا كده علشان خاېف أحسن أخدها منه .. دخلت عليها وأنا ثاير جدا وقعدت أزعق وجبتلها القديم والجديد كله وقلتلها أن نادر عمل فيا كده علشان خاېف أخدها منه واتكلمت كلام كتير أوى وهى واقفة مش عارفه ترد عليا وواقفة تبصلى بذهول وكل اللى طالع عليها ازاى نادر يعمل كده ...
خلصت كلامى من هنا ولقيت الدكتور حمدى دخل علينا وبصلها بإحتقار بعد ما سمع كل حاجه وعرف اللى اخته بتعمله وقالها أنسى أن ليكى أخ اسمه حمدى ..
سبتهم ومشيت على طول لما شفت الالم فى عينه وحسيت أنه محرج منى ومش عارف يبص فى وشى علشان كده افتكرت أنه كلمك وقالك حاجه ..
أستمع فارس إليه بدهشة كبيرة وهو عاقدا لحاجبية وقال ببطء ثقيل
وطبعا تلاقيه توقع انى انا كمان عارف عن أخته الكلام ده ..
نظر إلى عمرو وقال پألم
وأنت بقى متوقع أنه يكلمنى .. طب هيكلمنى يقولى ايه
صمت فارس يفكر فى الحال الذى وصل إليه الدكتور حمدى وكيف ستعامل مع هذا الموقف المحرج فقال عمرو على الفور
فى حاجه كمان حصلت يا فارس
ألفت غليه فارس فقال عمرو
طلعت بعدها