روايه بقلم دعاء عبدالرحمن
بقعة صغيرة أمامه تعكس ضوئا لغرفة علوية .. نظر للأعلى وقلبه قد استعاد الامل من جديد فتأكد أن غرفتها هى مصدر الضوء ..تيقن من كونها مازالت مستيقظة.. اتجه فورا باتجاه مكتبه وأخذ هاتفه النقال من فوقه وطلب رقمها الخاص بشوق كبير ..
أغلقت الكتاب التى كانت تقرأ فيه والتفتت إلى الهاتف الذى تضىء شاشتة بإسمه ويهتز مع انتفاضة قلبها لا تعلم أيهما أسرع وأقوى .. تناولت الهاتف بابتسامة كبيرة فهذه هى المرة الاولى التى سيتحدث معها بعد ان أصبحت زوجته .. ظلت تنظر للهاتف بتوتر شديد والعرق يتصبب من جيهتها وقلبها يقفز پجنون يكاد يخرج من حلقها وفجأة توقف الرنين وأظلمت الشاشة مرة أخرى كما أظلمت الابتسامة التى كانت تنير ثغرها منذ قليل ..
حاولت أن تهاتفه هى ولكنها شعرت بخجل شديد وامتنعت عن ذلك وأكتفت أن ترسل له رساله صغيرة تقول فيها
أنا صاحية
بعد ثوانى وجدت الهاتف يعلن أسمه بإصرار من جديد .. تنفست بعمق وابتلعت ريقها وضغطت زر موافق
وضعت الهاتف على أذنها بإضطراب شديد فسمعت صوت أنفاسه المشتاقة وتسلل صوته الحانى بهدوء وخفوت الى أذنها ومنه إلى قلبها وهو يقول
صحيتك
هزت رأسها نفيا كأنه يراها وحاولت أن تخرج صوتها بصعوبة فقالت بصوت مبحوحا
لاء منمتش
أبتسم وهو يستمع لصوتها الذى غلفة الخجل فخرج مضطربا وقال
كنتى بتعملى ايه
مضت تبحث عن حروفها فلم تجدها تبعثرت وتاهت فى سماء صوته الرخيم ..أعاد سؤاله مرة أخرى على مسامعها .. فتماسكت قليلا وقالت بإرتباك
كنت مستنياك
تنهد بقوة وهو يتكأ على فراشة وقال بهمس
أنتى كده على طول مبتعرفيش تنامى وأنتى قلقانه عليا
مرت بها سحابة الخجل وأخذت بيدها إلى سماء الحياء فأمطرت صمتا له صوت كصوت الندى يقطر على قلبه فينبت فيه الشوق الهائل والحنان البالغ وجد لذته على لسانه كما وجدها فى قلبه وكيانه وهو يقول أسمها بحب كبير
مهرة
أختلج قلبها وهى تستمع إلى اسمها يخرج منه بهذا الدفء وأجابته
نعم
أغمض عينيه يضم صوتها الخجل إليه وقال ببطء
وحشتينى
لم تجبه على الفور فقال دون تردد
بحبك
تدرجت وجنتيها بحمرة الخجل وهى تبتسم بحب وقد خفق قلبها لكلمته وللطريقة التى نطقها بها تشعر أنها تراه الان وتشعر بدفء كلماته التى أختلفت عن كل الكلمات ..أما هو فلا يعلم كيف أستمع إلى دقات قلبها وهو يطرق باب قلبه مناديا
مهلا حبيبى مهلا ..قد أنتظرتك دهرا
فى الصباح الباكر كان فارس يقف بجوار عمرو أمام النيابة ويتابع معه سير التحقيقات ...طلب فارس من النيابة تقريرا لمفتش أثار متخصص من هيئة الاثار للوقوف على صحة هذه القطعة الاثرية من زيفها... وهل هى أصلية أم لا كما طالب بالافراج عن عمرو بضمان محل إقامتة لحين ورود التقرير المطلوب ... وبالفعل تمت الاستجابة لطلباته وتم تحويل القطعة الاثرية لهيئة الاثار للكشف عنها وتم الافراج عن عمرو بضمان محل إقامتة ...
بعد خروجهما من النيابة وقف عمرو ينتظر فارس الذى كان يتحدث فى الهاتف مع الدكتور حمدى ويخبره بآخر التطوارات ويقول
بس أنا مش مطمن يا دكتور ممكن التقرير يجى بأن الحته الفرعونى دى سليمة وكده عمرو هيروح فى داهية
قال الدكتور حمدى مطمئنأ
أنت مش بتقول زميله فى الشغل هو اللى أنت شاكك فيه وأن فى بينهم ضغائن خلاص سيبلى الحكاية دى هتكلم مع إلهام أختى واشوف ممكن تساعدنا أزاى
قال فارس بتوتر
لا بلاش يا دكتور
قال الدكتور حمدى متسائلا
ليه يا فارس
حاول فارس البحث عن شىء آخر يقول غير الذى بداخله فقال
يعنى انا لسه مش متأكد مش عاوز نتهم حد ظلم
ملكش دعوة أنت أنا مش هاتمه أنا هحاول أعرف بس أى حاجه عن شغله منها يمكن يكون بيشتغل فى حكاية الاثار دى من وراها ويوديها فى داهيه هى وشركتها .. ماهى الاثار دى محدش بيلاقيها فى الشارع كده الموضوع شكله كبير يا فارس
أنهى فارس مكالمتة مع الدكتور حمدى ونظر إلى عمرو الذى كان يقف بجواره ويتحرك بشكل عشوائى بإضراب فقال فارس
ما تهدى شويه يا عم أنت خيلتنى
مسح عمرو على شعره بتوتر بالغ وهو يقول
أنا مش مطمن يا فارس القضية ممكن تلبسنى كده
حاول فارس تهدئته وقال
طب ايه رأيك نعملهم مفاجأة ونروح دلوقتى أنا كنت كلمتهم من ساعه وقلتلهم هنتأخر لو روحنا دلوقتى هتبقى مفاجأة حلوه دى مراتك ھتموت من القلق عليك
قال عمرو فى شرود
لاء انا عندى مشوار ضرورى لازم اروحه حالا قبل ما اروح
أمسكة فارس من ساعده وقال متسائلا
رايح فين يا عمرو
ربت عمرو على كتفه وقال مسرعا
هقولك بعدين متقلقش عليا روح دلوقتى ومتخاليش حد يشوفك من عندى وانا ساعه وهاجى وراك على طول
قال عمرو كلمته ولم يعطى فرصة لفارس للمناقشة والسؤال وإنما انطلق على الفور فى طريقة
تناولت أم فارس قطعة قماش كانت بجوارها وقالت لام يحيى وهى تشاهدها بدقة
القماشة دى حلوة اوى يا أم يحيى تصدقى أنا عندى عباية من نفس نوع القماش ده وكنت بدور على واحده زيها لأنها مريحانى