روايه بقلم دعاء عبدالرحمن
و يضع قطعة صغيرة من اللحم فى فمها ولكن احمرار وجنتها طغى وبشدة وكادت أن يغشى عليها حينما وضع أطراف أصابعه التى لامست شفتيها فى فمه وهو يتذوقها متلذذا و يتأملها قائلا
هى صوابعى طعمها احلو كده ليه
أشفق عليها عندما رأى تلون وجهها بعد عبارته فأراد تغير الحديث وقال بجدية
أسمعى بقى من هنا ورايح مفيش دلع.. لازم تخفى بسرعة ..عاوزين نخرج مع بعض ونفسى أوى أفسحك ونتمشى مع بعض كده وأدينا فى أيد بعض زى الحبيبة
رأى ابتسامتها فتابع قائلا
خلاص اتفقنا من بكره ان شاء الله هنبدأ تمارين مكثفة
قالت عبير بصوت خفيض
بس هتكسف أجيلك المركز
رفع حاجبيه متعجبا وقال
وتيجى ليه ..أنا اللى هجيلك وهنعمل التمارين هنا ولو احتاجتى للجهاز هبقى اخدك على هناك بنفسى
قالت بحياء وهى تضع خصلة شعرها خلف اذنها
هنا فى البيت
مال إلى الأمام وهو يتلمس
خصلتها التى نامت على كتفها وقال هامسا
اه هنا فى البيت هو انت مش مراتى ولا أيه
ثم جعل صوته أكثر عذوبة وهمسا وهو يقول
وبعدين كان فى تمارين مش عارفين نعملها قبل كده.. افتكر بقى دلوقتى هنعملها بسهولة
وقبل أن تجيب اعتدل فى جلسته وقال بشغف
أمبارح قرأت شعر حلو أوى وحسيت انه مكتوب علشانك انت .. قعدت احفظ فيه طول الليل علشان اقولهولك النهاردة
لم يتلقى منها أجابة إلا صمتها الخجول وعينيها الحيية فبدأ فى سرد ما حفظه من شعر يهديه لها بصوت عذب هامس
أحبك ... واحة هدأت عليها كل أحزاني
أحبك ... نسمة تروي لصمت الناس ألحاني
و لو أنساك يا عمري ..... حنايا القلب تنساني
و لو خيرت في وطن ..... لقلت هواك أوطاني
إذا ما ضعت في درب ..... ففي عينيك عنواني
أخذت تنصت إليه وهى تشعر أن المكان غير المكان والزمان غير الزمان وكأن الغرفة الصغيرة تحولت لسحابة هادئة تمضى بهما فى رحلة غير مماثلة إلى واحة هانئة ينفث الحب فيها عطره الفواح.
طرق عمرو باب حجرة المكتب الخاص بإلهام ودلف إليها مبتسما أبتسامة روتينية بعد أن ألقى التحية أشارت له إلهام بالجلوس وهى تتأمله متفحصة وارتسمت على شفتيها الأبتسامة المعتادة التى تغزوها كلما رأته ثم قالت بنعومة
أيه يا بشمهندس .. يعنى محدش بيشوفك
لم يستطع أن يغالب المزاح بداخله فوجد نفسه قائلا
وفيها ايه لما يشوفنى يعنى
قطب جبينها وقالت بعدم فهم
هو مين ده !!
رفع حاجبيه وهو يقول
محدش
أبتسمت وهى تضيق عينيها قليلا ناظرة إليه وقالت
ايه ده وكمان دمك خفيف..
وخضعت بنبرة صوتها وهى تردف
مش كفاية ذكى ووسيم وجذاب .. كمان دمك خفيف.. لاء كده مش هاستحمل
أبتلع عمرو ريقه وهو حانقا على نفسه وعلى دعابته هل أصبحت الدعابة تسرى فى دمه لهذه الدرجة فلا يستطيع وضع احاديثه فى نصابها الصحيح ومع الشخص الصحيح رآها تنهض من مجلسها وتقف خلفه وقالت
عمرو.. أنا عاوزه اتكلم معاك شوية بره الشغل ... أنت بيبقى وراك حاجة بالليل
قالت كلمتها الأخيرة هذه وهى تلامس خصلات شعره من الخلف مما جعله ينتفض واقفا وبحث عن مخرج مناسب لا يتسبب فى أنهاء حياته العملية من الشركة ولكنها لم تنتظره طويلا واعتبرت صمته تفكير فى الأمر فاقتربت أكثر لتحثه على الموافقة وتعده بما ليس له بل وليس من حقه بدنوها منه إلى هذه الدرجة حتى شعر بانفاسها من خلف أذنيه واشتم رائحة عطرها النفاذ تزكم أنفه رغما عنه لتوقظ بعض مشاعره الدفينة وسمعها تقول بهمس كالفحيح
أيه رأيك نتعشى سوا الليلة
وفجأة فتح الباب ودلف صلاح فى عجلة
من أمره ولكنه توقف أمام ذلك المشهد عمرو واقفا فى توتروإلهام تقف خلفه مقتربة منه بشدة وقف جامدا ينظر إليهما ولكنها كانت فرصة سانحة وجدها عمرو للهروب بدون عواقب كما كان يفكر قبل دخول صلاح عليهما تنحنح وهو يتحرك فى اتجاه صلاح ووقف بجواره قائلا
طب استأذن انا علشان عندى شغل كتير
بمجرد أن خرج عمرو حتى قامت عاصفة إلهام الرعدية وظلت ترعد وتؤنب صلاح على دخوله بغير أذن وبغير ميعاد وضع صلاح الملف الذى كان يحتاج إلى توقيعها أمامها على المكتب وانصرف على الفور وتركها وسط حممها المتصاعدة وعاد لعمله .
فوجئ بوجود عمرو فى مكتبه ينتظره ألقى عليه نظرة عتاب كبيرة وهو يجلس خلف مكتبه ويتابع عمله بصمت وقف عمرو مدافعاعن نفسه وقال
متبصليش كده .. أنا والله ما عملت حاجة
رفع صلاح عينيه إليه قائلا
معملتش اه .. لكن سكت .. و اللى يسكت على الغلط يبقى مشارك فيه ومينفعش بعد كده انه يلوم اللى هيطمع فيه بعد كده نتيجة سكوته وزى ما بيقولوا السكوت علامة الرضا
قال عمرو بانفعال وهو يجلس
أنا مكنتش ساكت.. أنا كنت بدور على طريقة مناسبة أهرب بيها من الموقف
الحكاية مش محتاجه تفكير يا عمرو.. أنت پتخاف على شغلك ومستقبلك أكتر ما پتخاف على أى حاجة تانية ... وأنا حذرتك كتير ونبهتك كتير بس أنت شكلك مش هتتعلم ببلاش ..اللى بيسيب الباب موارب يابنى مايزعلش