روايه ياسمين كامله

موقع أيام نيوز

فى الأنابيب
هتفت ياسمين پغضب 
انتى بتقولى ايه .. انا حطه بنفسي الهيبارين فى كل الأنابيب قبل ما أحط فيها العينات اللى خدتها
قالت مها ببرود 
بقولك العينات كلها اتجلطت يبقى ازاى يعني كنتى حاطه هيبارين
احتدت ياسمين قائله 
يعنى أنا بكدب
أنا ما قولتش كده
حاولت ياسمين كظم غيظها .. كټفت يديها أمام صدرها قائله 
والمطلوب دلوقتى
قالت مها بتشفى 
المطلوب انك تاخدى كل العينات تانى والكلام ده يخلص النهاردة لانك زى ما انتى عارفه الفروض النتايج كلها تظهر بكرة عشان نعرضهم على البشمهندس عمر .. ولو البشمهندس ملقاش النتايج هتبقى انتى اللى فى وش المدفع
قالت لها ياسمين ببرود 
العينات هتكون عندك بكرة يا دكتورة
غادرت مها وهى ترسم على شفتيها ابتسامه التشفى
عكفت ياسمين على أخذ العينات مرة أخرى الأمر الذى أرهقها للغاية فعمل يومين مطلوب منها أن تعيده مرة أخرى فى عدة ساعات .. كانت تعمل بسرعة لكن بدقة حتى لا تقع فى أى خطأ .. كان عمر متوجها الى بيت المزرعة .. عندما وجد ضوء أحد الزرائب مضاءا .. استغرب لأن من المفترض أن الجميع غادر الى بيته . ودخل ووجد ياسمين تعمل بهمة ونشاط .. اعمر فرفعت رأسها لتنظر اليه .. قال لها بدهشة 
انتى بتعملى ايه هنا لحد دلوقتى 
عادت الى اكمال عملها قائله 
عندى شغل
لحد دلوقتى 
أيوة
رآى عمر علامات الإجهاد على وجهها فأشفق على حالها وقال بحنو 
طيب أجلى الشغل لبكرة .. الوقت اتأخر دلوقتى
قالت ياسمين بشئ من الحده 
لازم الشغل يخلص دلوقتى .. لأن العينات اللي خدتها باظت ولازم أخلصها دلوقتى عشان أديها لدكتورة مها الصبح
شعر عمر بنبرة الضيق فى صوتها فسألها بإهتمام قائلا 
فى حد بيضايقك هنا 
صمتت ياسمين قليلا ثم قالت 
لأ مفيش
تفرس فيها قائلا
واثقة 
نظرت اليه مطمئنه اياه قائله 
أيوة واثقه .. مفيش أى مشاكل الحمد لله
أومأ عمر برأسه مطمئنا .. ثم نظر اليها قائلا 
أدامك كتير
شعرت بشئ من السرور لإهتمامه .. ردت بصوت خاڤت 
يعني شوية
ابتسم عمر قائلا 
نفسي أسعادك .. بس مليش فى اللى انتى بتعمليه ده خالص
خفق قلبها بشدة لمرآى ابتسامته .. ولكلامه عن رغبته فى مساعدتها .. فخفضت بصرها و تجاهلت خفقات قلبها وأكملت عملها فى صمت .. شعر بنفسه يود البقاء معها أكثر لكنه رآى توترها فنظر اليها قائلا 
أنا فى البيت مش خارج .. لو احتجتى حاجة عرفيني
شعرت فى قلبها بسعادة خفيه .. لم تجب .. فرحل فى صمت.
بعد

فترة من انهماكها فى العمل سمعت صوتا فى الخارج أمام الباب .. شعرت بالخۏف .. سارت ببطء لتتبين مصدر هذا الصوت .. خرجت لتجد أحد العمال يجلس بجوار الباب ويتفرش الأرض .. قالت له بدهشة 
انت بتعمل ايه هنا 
قفز الرجل من مكانه وقال لها 
الباشمهندس عمر قالى أفضل هنا عشان لو الدكتورة احتاجتنى فى حاجة .. ومتحركش من مكانى الا لما تخلص شغلها
شعرت بخفقات قلبها تتسارع مرة أخرى .. ترى ما هو سر اهتمامه بها .. لماذا يهتم بتوفير هذا العامل لها .. ألأنها تعمل فى مزرعته ومسؤلة منه .. هل لو كانت أى فتاة أخرى مكانها هل كان ليفعل ذلك أيضا .. طردت ياسمين تلك الأفكار من رأسها وقالت لنفسها بسخريه .. أفيقي يا ياسمين أين أنت وأين هو .. مثله معتاد الحصول على أجمل الفتيات وارقاهن .. بالتأكيد اهتمامه بك لن يعدو أن يكون مجاملة لصديقه .. أو لعله مازال يشعر بالذنب بسبب الحاډث ويريد أن يكفر عن ذنبه ليريح ضميره .
جافى النوم عمر فى هذه الليلة .. ظل ساهرا فى شرفه منزله ...كان يشعر بشئ غريب لا يستطيع هو نفسه تسميته .. نظر الى النجوم التى تزين السماء وهى تضئ وتتوهج فى روعة .. وجد الابتسامه تتسلل الى شفتيه بلا استئذان .. شعر بنسمات الهواء المنعش وكأنه يستنشقها لأول مرة .. شعر بسعادة غريبة تسرى مع دماؤه فى شرايينه وأوردته .. لم يستطع أن يحدد سببا لتلك الحالة الغريبة التى تعتريه .. فقط كان يشعر بكل تلك الأشياء ولم يعرف لذلك سببا واضحا ..
فى الصباح أتى الى المزرعة أحد عملائها الكبار .. استقبله عمر بترحاب شديد وقدم له واجب الضيافه .. أراد الرجل شراء كمية كبيرة من عجول التسمين .. كانت بالنسبة ل عمر صفقة كبيرة ستدر عليه ربحا وفيرا .. قاد عمر الرجل الى حيث المواشي ليلقى نظره عليها وعلى الأعلاف التى تقدم لها .. وجدت ياسمين عمر يدخل مكتبها برفقة رجل فهبت واقفه .. قدم عمر الرجل اليها قائلا 
صباح الخير يا دكتورة .. أقدملك الأستاذ خالد الدمرداش ده عميل عندنا من زمان .. ومن الناس اللي احنا بنعتز بالتعامل معاهم
قال خالد 
متشكر يا بشمهندس ده من ذوقك
قدم عمر ياسمين الى الرجل قائلا 
الدكتورة ياسمين طبيبة بيطرية فى المزرعة عندنا وهى هتفيدك أكتر فى شرح نوعيه الأعلاف وجودة القطعان عندنا
الټفت الرجل الى ياسمين مبتسما ومد يده قائلا 
اتشرفت بمعرفتك يا دكتورة ياسمين
نظرت ياسمين الى
تم نسخ الرابط